ﰡ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
«الم» (١) ساكن لأنه جرى مجرى فواتح سائر السور اللواتى مجازهن مجاز حروف التهجي ومجاز موضعه فى المعنى كمجاز ابتداء فواتح سائر السور..«أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ» (٣) مجازه مجاز «أم» التي توضع فى موضع معنى الواو ومعنى «بل»، سبيلها: ويقولون، وبل يقولون، قال الأخطل:
كذبتك عينك أم رأيت بواسط | غلس الظّلام من الرّباب خيالا |
«ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ» (٥) مجازه: ينزل وهو من المعارج أي الدّرج..
«أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ» (٧) مجازه: أحسن خلق كل شىء والعرب تفعل هذا يقدّمون ويؤخرون قال الشاعر:
وطعني إليك الليل حضنيه إنّني | لتلك إذا هاب الهدان فعول |
كأن هندا ثناياها وبهجتها | يوم التقينا على أدحال دبّاب |
عفا الزّرق من أطلال ميّة فالدّحل
«١» [٧٠٨].
«ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ» (٨) مجازه ثم خلق ولده من ماء انسلّ فخرج من مائه أي هراقته يقال: انسل فلان وفلان لم ينسل، مهين أي ضعيف مائع رقيق قال:
فجاءت به غضب الأديم غضنفرا | سلالة فرج كان غير حصين |
«قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ» (٩) مجازه: تشكرون قليلا و «ما» من حروف الزوائد قال الشاعر:
فعن ما ساعة وفدوا إليه | بما أعدمنهم أهلا ومالا |
«وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ» (١٠) مجازه: همدنا فلم يوجد لنا لحم ولا عظم..
«قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ» (١١) مجازه من: توفّى العدد من الموتى.
فأحماد حوضى حيث زاحمها الحبل
فى ديوانه ص ٤٥٤ وأمالى المرتضى ٣/ ١١٦.
إن بنى الأدرم ليسوا من أحد | ليسوا إلى قيس وليسوا من أسد |
«إِنَّا نَسِيناكُمْ» (١٤) محازه: إنا تركناكم ولم ننظر إليكم والله عز وجل لا ينسى فيذهب الشيء من ذكره قال النّابغة:
كأنه خارجا من جنب صفحته | سفّود شرب نسوه عند مفتأد |
«تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ» (١٦) مجازه: ترتفع عنها وتنحّى لأنهم يصلون بالليل، قال الزفيان من بنى عوافة:
وصاحبى ذات هباب دمشق | كأنها غبّ الكلال زورق «٣» [٧١٢] |
أذلّ برءا الثافرين دوسق | شوارها قتودها والنمرق |
(٢). - ٧١١: ديوانه من الستة ص ٦ والقرطبي ١٤/ ٩٨ والخزانة ١/ ٥٢١. [.....]
(٣). - ٧١٢: الزفيان: اسمه عطاء بن أسيد أحد بنى عوافة بن سعد وكنيته أبو المر قال انظر المؤتلف ص ١٣٣ ومعجم الشعراء للمرزبانى ص ٢٩٨. - الشطران الأولان فى بقية ديوانه فى مجموع أشعار العرب ٢/ ١٠٠ وهما مع أشطار أخرى فى اللسان (دمشق) ولم يتيسر لى تحقيق كلمتى «برءا النافرين» وتفسير أبى عبيدة لهما فى المعاجم.
وبرة فيها زمام معلق | كأن ثنيين شجاع مطرق |
«يَهْدُونَ بِأَمْرِنا» (٢٤) أي بما تقوّيهم وبقوتنا..
«أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ» (٢٦) الواو مفتوحة لأنها واو الموالاة وليست بواو «أو» فتكون ساكنة ولا الألف التي قبلها خرجت مخرج ألف الاستفهام وهى فى موضع التقرير ومجاز «يَهْدِ لَهُمْ» يبيّن لهم وهو من الهدى «١»..
«إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ» (٢٧) أي الغليظة اليابسة التي لم يصبها مطر..
«وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ» (٢٨) مجازه هذا الحكم والثواب والعقاب..
«وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ» (٣٠) هى مكية وكل آية أمر فيها النبي ﷺ بالمكث والانتظار والصّفح والعفو فهى مكية إلى أن أمر بالهجرة فلما قدم المدينة أمر بالبسط والحرب فكل آية أمر فيها بالبسط فهى مدنيّة ومدنية أيضا أو غير ذلك وليست بمكية.
(١). - ٦- ٨ «يهد لهم | الهدى» رواه ابن حجر عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٨/ ٣٩٦. |