مكية في قول الجميع إلا الكلبي ومقاتل فإنهما قالا إلا ثلاث آيات منها من ﴿ أفمن كان مؤمنا ﴾ إلى آخرهن. وقال غيرهما إلا خمس آيات من ﴿ تتجافى جنوبهم ﴾ إلى ﴿ الذي كنتم به تكذبون ﴾.
ﰡ
(أسرين ثم سمعن حساً دونه | سرف الحجاب وريب قرع يقرع) |
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى :﴿ الم. تَنزِيلُ الْكِتَابِ ﴾ يعني القرآن.﴿ لاَ رَيْبَ فِيهِ ﴾ أي لا شك فيه أنه تنزيل.
﴿ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ والريب هو الشك الذي يميل إلى السوء والخوف قال أبو ذؤيب :
أسرين ثم سمعن حساً دونه | سرف الحجاب وريب قرع يقرع |
﴿ بَلْ هَوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ ﴾ يعني القرآن حق نزل عليك من ربك.
﴿ لِتُنْذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ ﴾ يعني قريشاً قاله قتادة : كانوا أمة أمية لم يأتهم نذير من قبل محمد صلى الله عليه وسلم.
(يومان يوم مقامات وأندية | ويوم سيرٍ إلى الأعداءِ تأويب) |
أحدهما : يقضي الأمر، قاله مجاهد.
الثاني : ينزل الوحي، قاله السدي.
﴿ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ﴾ قال السدي من سماء الدنيا إلى الأرض العليا. وفيه وجهان :
أحدهما : يدبر الأمر في السماء وفي الأرض.
الثاني : يدبره في السماء ثم ينزل به الملك إلى الأرض. وروى عمرو بن مرة عن عبد الرحمن ابن سابط أنه قال : يدبر أمر الدنيا أربعة : جبريل وميكائيل وملك الموت وإسرافيل، فأما جبريل فموكل بالرياح والجنود، وأمَّا ميكائيل فموكل بالقطر والماء، وأما ملك الموت فموكل بقبض الأرواح، وأما إسرافيل فهو ينزل بالأمر عليهم.
﴿ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيهِ ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه جبريل يصعد إلى السماء بعد نزوله بالوحي، قاله يحيى بن سلام.
الثاني : أنه الملك الذي يدبر الأمر من السماء إلى الأرض، قاله النقاش.
الثالث : أنها أخبار أهل الأرض تصعد إليه مع حملتها من الملائكة، قاله ابن شجرة.
﴿ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ ممَّا تَعُدُّونَ ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه يقضي أمر كل شيء لألف سنة في يوم واحد ثم يلقيه إلى ملائكته فإذا مضت قضى لألف سنة أخرى ثم كذلك أبداً، قاله مجاهد.
الثاني : أن الملك ينزل ويصعد في يوم مسيرة ألف سنة، قاله ابن عباس والضحاك.
الثالث : أن الملك ينزل ويصعد في يوم مقداره ألف سنة فيكون مقدار نزوله خمسمائة سنة ومقدار صعوده خمسمائة سنة، قاله قتادة. فيكون بين السماء والأرض على قول ابن عباس والضحاك مسيرة ألف سنة، وعلى قول قتادة والسدي مسيرة خمسمائة سنة.
﴿ مِمَّا تَعُدُّونَ ﴾ أي تحسبون من أيام الدنيا وهذا اليوم هو عبارة عن زمان يتقدر بألف سنة من سني العالم وليس بيوم يستوعب نهاراً بين ليلتين لأنه ليس عند الله ليل استراحة ولا زمان تودع، والعرب قد تعبر عن مدة العصر باليوم كما قال الشاعر :
يومان يوم مقامات وأندية | ويوم سيرٍ إلى الأعداءِ تأويب١ |
أحدهما : سوى خلقه في الرحم.
الثاني : سوى خلقه كيف يشاء.
﴿ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ ﴾ فيه أربعة أوجه :
أحدها : من قدرته، قاله أبو روق.
الثاني : من ذريته، قاله قتادة.
الثالث : من أمره أن يكون فكان، قاله الضحاك.
الرابع : روحاً من روحه أي من خلقه وأضافه إلى نفسه لأنه من فعله وعبر عنه بالنفخ لأن الروح من جنس الريح.
﴿ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ ﴾ يعني القلوب وسمى القلب فؤاداً لأنه ينبوع الحرارة الغريزية مأخوذ من المفتأد وهو موضع النار، وخصص الأسماع والأبصار والأفئدة بالذكر لأنها موضع الأفكار والاعتبار.
(كنت القذى في موج أكدر مزبد | تقذف الأتيُّ به فَضَلَّ ضلالاً.) |
(فآب مُضلُّوه بعين جلية | وغودر بالجولان حزمٌ ونائل) |
ثم في توفي ملك الموت لهم قولان :
الأول : بأعوانه.
الثاني : بنفسه. روى جعفر الصادق عن أبيه قال : نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصار فقال له النبي صلى الله عليه وسلم [ يا ملك الموت ] :" ارْفُقْ بِصَاحِبِي فَإِنَّهُ مُؤْمِنٌ " فقال ملك الموت عليه السلام يا محمد طب نفساً وقر عيناً فإني بكل مؤمن رفيق واعلَمْ أن ما من أهل بيت مدر ولا شعر إلا وأنا أتصفحهم في كل يوم خمس مرات حتى لأنا أعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم، واللَّه يا محمد لو أني أردت أن أقبض روح بعوضة ما قدرت على ذلك حتى يكون الله تعالى هو الآمر بقبضها. قال جعفر : إنما يتصفحهم عند مواقيت الصلوات.
﴿ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم تُرْجعُونَ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : إلى جزائه.
الثاني : إلى أن لا يملك لكم أحد ضراً ولاً نفعاً إلا اللَّه.
(فإن تكن العتبى فأهلاً ومَرْحباً | وحقت لها العتبى لدنيا وقلّت) |
(عزلت الجن والجنان عني | كذلك يفعل الجلد الصبور) |
(فذُقْ هجرها إن كنت تزعم أنه | رشاد ألا يا رب ما كذب الزعم) |
فإن تكن العتبى فأهلاً ومَرْحباً | وحقت لها العتبى لدنيا وقلّت |
أحدهما : أنه الجن، قاله ابن كامل.
الثاني : أنهم الملائكة، رواه السدي عن عكرمة. وهذا التأويل معلول لأن الملائكة لا يعصون الله فيعذبون. وسموا جنة لاجتنانهم عن الأبصار ومنه قول زيد بن عمرو :
عزلت الجن والجنان عني | كذلك يفعل الجلد الصبور |
أحدهما : فذوقوا عذابي بما تركتم أمري، قال الضحاك.
الثاني : فذوقوا العذاب بما تركتم الإيمان بالبعث في هذا اليوم، قاله يحيى بن سلام.
﴿ إِنَّا نَسِينَاكُمْ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : إنا تركناكم من الخير، قاله السدي.
الثاني : إنا تركناكم في العذاب، قاله مجاهد.
﴿ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ ﴾ وهو الدائم الذي لا انقطاع له.
﴿ بِمَ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ يعني في الدنيا من المعاصي، وقد يعبر بالذوق عما يطرأ على النفس وإن لم يكن مطعوماً لإحساسها به كإحساسها بذوق الطعام، قال ابن أبي ربيعة :
فذُقْ هجرها إن كنت تزعم أنه | رشاد ألا يا رب ما كذب الزعم |
(وخر على الألاءِ ولم يوسد | كأن جبينه سيف صقيل) |
(يبيت يجافي جنبه عن فِراشِه | إذا استثقلت بالمشركين المضاجع) |
يبيت يجافي جنبه عن فِراشِه | إذا استثقلت بالمشركين المضاجع١ |
أحدهما : لذكر الله إما في صلاة أو في غير صلاة قاله ابن عباس والضحاك.
الثاني : للصلاة.
روى ميمون بن شبيب عن معاذ بن جبل قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فقال :" إِنْ شِئْتَ أَنبَأتُكَ بَأبوابِ الْخَيرِ : الصَّوْمُ جُنَّةٌ وَالصَّدَقَةُ تطفئ الخَطِيئَة٢ وَقِيَامُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيلِ " ثم تلا هذه الآية.
وفي الصلاة التي تتجافى جنوبهم لأجلها أربعة أقاويل :
أحدها : التنفل بين المغرب والعشاء، قاله قتادة وعكرمة.
الثاني : صلاة العشاء التي يقال لها صلاة العتمة، قاله الحسن وعطاء.
الثالث : صلاة الصبح والعشاء في جماعة، قاله أبو الدرداء وعبادة.
الرابع : قيام الليل، قاله مجاهد والأوزاعي ومالك وابن زيد.
﴿ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : خوفاً من حسابه وطمعاً في رحمته.
الثاني : خوفاً من عقابه وطمعاً في ثوابه.
ويحتمل ثالثاً : يدعونه في دفع ما يخافون والتماس ما يرجون ولا يعدلون عنه في خوف ولا رجاء.
﴿ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴾ فيه أربعة تأويلات :
أحدها : يؤتون الزكاة احتساباً لها، قاله ابن عباس.
الثاني : صدقة يتطوع بها سوى الزكاة، قاله قتادة.
الثالث : النفقة في طاعة الله، قال قتادة : أنفقوا مما أعطاكم الله فإنما هذه الأموال عواري وودائع عندك يا ابن آدم أوشكت أن تفارقها.
الرابع : أنها نفقة الرجل على أهله.
وفينا رسول الله يتلو كتابه*** إذا انشق معروف من الصبح ساطع.
٢ رواه الترمذي وابن ماجة وأحمد..
أحدهما : أنه للذين تتجافي جنوبهم عن المضاجع، قاله ابن مسعود.
الثاني : أنه للمجاهدين قاله تبيع. وفي ﴿ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ﴾ التي أخفيت لهم أربعة أوجه :
أحدها : رواه الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، " قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِنِي أَعْدَدْتُ لِعبَادي الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَينٌ رَأَتْ وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ١ اقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُم :﴿ فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ ﴾ " الآية.
الثاني : أنه جزاء قوم أخفوا عملهم فأخفى الله ما أعده لهم. قال الحسن بالخفية خفية وبالعلانية علانية.
الثالث : أنها زيادة تحف من الله ليست في حياتهم يكرمهم بها في مقدار كل يوم من أيام الدنيا ثلاث مرات قاله ابن جبير.
الرابع : أنه زيادة نعيمهم وسجود الملائكة لهم، قاله كعب.
ويحتمل خامساً : اتصال السرور بدوام النعيم.
﴿ جَزَاءً بِمَ كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ يعني من فعل الطاعات واجتناب المعاصي.
أحدها : أنها مصائب الدنيا في الأنفس والأموال، قاله أُبي.
الثاني : القتل بالسيف، قاله ابن مسعود.
الثالث : أنه الحدود، قاله ابن عباس.
الرابع : القحط والجدب، قاله إبراهيم.
الخامس : عذاب القبر، قاله البراء بن عازب ومجاهد.
السادس : أنه عذاب الدنيا كلها، قاله ابن زيد.
السابع : أنه غلاء السعر والأكبر خروج المهدي، قاله جعفر الصادق.
ويحتمل ثامناً : أن العذاب الأدنى في المال، والأكبر في الأنفس.
والعذاب الأكبر عذاب جهنم في الآخرة.
﴿ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : يرجعون إلى الحق، قاله إبراهيم.
الثاني : يتوبون من الكفر، قاله ابن عباس.
أحدهما : أنهم رؤساء في الخير تبع الأنبياء، قاله قتادة.
الثاني : أنهم أنبياء، وهو مأثور.
﴿ لَمَّا صَبَرُوا ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : على الدنيا، قاله سفيان.
الثاني : على الحق، قاله ابن شجرة.
الثالث : على الأذى بمصر لما كلفوا ما لا يطيقون، حكاه النقاش.
﴿ وَكَانُوا بِآيَاتِناَ ﴾ يعني بالآيات التسع ﴿ يُوقِنُونَ ﴾ أنها من عند الله.
أحدهما : يعني بين الأنبياء وبين قومهم، حكاه النقاش.
الثاني : يقضي بين المؤمنين والمشركين فيما اختلفوا فيه من الإيمان والكفر، قاله يحيى بن سلام.
(حبُّ جروز وإذا جاع بكى | يأكل التمر ولا يلقى النوى) |
حبُّ جروز وإذا جاع بكى | يأكل التمر ولا يلقى النّوى |
بسم الله الرحمن الرحيم
أحدها : أنهم الذي قتلهم خالد بن الوليد يوم فتح مكة من بني كنانة، قاله الفراء.
الثاني : أن يوم الفتح يوم القيامة، قاله مجاهد.
الثالث : أن اليوم الذي يأتيهم من العذاب، قاله عبد الرحمن بن زيد.
﴿ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ ﴾ أي لا يؤخرون بالعذاب إذا جاء الوقت.
أحدها : أعرض عن أذاهم وانتظر عقابهم.
الثاني : أعرض عن قتالهم وانتظر أن يؤذن لك في جهادهم.
الثالث : فأعرض بالهجرة وانتظر ما يمدك به من النصرة. والله أعلم.
سورة السجدة
سورةُ (السَّجْدة) من السُّوَر المكية، وقد جاءت بإنذارِ الكافرين من النار، وتوبيخِهم على اتِّباع الآلهة الزائفة التي لا تغني من الحقِّ شيئًا، ودعَتْهم إلى التواضُعِ واتِّباع دِينِ الله الحقِّ؛ من خلال تَرْكِ التكبُّر، والسجودِ لله، مذكِّرةً لهم بأصلِ خِلْقتهم، وبقوَّةِ الله عز وجل وقُدْرته؛ فهو المستحِقُّ للعبادة، وقد كان صلى الله عليه وسلم يَقرؤُها في صلاةِ فَجْرِ يوم الجمعة.
ترتيبها المصحفي
32نوعها
مكيةألفاظها
374ترتيب نزولها
75العد المدني الأول
30العد المدني الأخير
30العد البصري
29العد الكوفي
30العد الشامي
30* قوله تعالى: {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ اْلْمَضَاجِعِ} [السجدة: 16]:
عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه: «أنَّ هذه الآيةَ: {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ اْلْمَضَاجِعِ} [السجدة: 16] نزَلتْ في انتظارِ الصَّلاةِ التي تُدْعى العَتَمةَ». أخرجه الترمذي (٣١٩٦).
و(صلاةُ العَتَمةِ): هي صلاةُ العِشاءِ؛ لِما جاء في الحديثِ عن عبدِ اللهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما، قال: «صلَّى لنا رسولُ اللهِ ﷺ العِشاءَ، وهي التي يَدْعو الناسُ العَتَمةَ ...». أخرجه البخاري (٥٦٤).
* سورة (السَّجْدة):
سُمِّيت بذلك لِما ذكَر اللهُ تعالى فيها من أوصافِ المؤمنين، الذين إذا سَمِعوا آياتِ القرآن {خَرُّواْۤ سُجَّدٗاۤ وَسَبَّحُواْ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [السجدة: 15]. وقال البِقاعيُّ: «واسمُها (السَّجْدة) منطبِقٌ على ذلك بما دعَتْ إليه آيَتُها من الإخباتِ، وتركِ الاستكبار». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" (2 /361).
* سورة ({الٓمٓ ١ تَنزِيلُ})، أو ({الٓمٓ ١ تَنزِيلُ} السَّجْدةَ):
دلَّ على ذلك افتتاحُ السُّورة بذلك، واحتواؤها على سَجْدةٍ، وصحَّ عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما: «أنَّ النبيَّ ﷺ كان يَقرأُ في صلاةِ الفَجْرِ يومَ الجُمُعةِ: {الٓمٓ ١ تَنزِيلُ} السَّجْدةَ، و{هَلْ أَتَىٰ عَلَى اْلْإِنسَٰنِ حِينٞ مِّنَ اْلدَّهْرِ}، وأنَّ النبيَّ ﷺ كان يَقرأُ في صلاةِ الجُمُعةِ سورةَ الجُمُعةِ، والمُنافِقِينَ». أخرجه مسلم (٨٧٩).
ولها أسماءٌ أخرى غيرُ ما ذكرنا.
ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (6 /47-48).
* كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَقرؤُها في فَجْرِ يوم الجمعة:
عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما: «أنَّ النبيَّ ﷺ كان يَقرأُ في صلاةِ الفَجْرِ يومَ الجُمُعةِ: {الٓمٓ ١ تَنزِيلُ} السَّجْدةَ، و{هَلْ أَتَىٰ عَلَى اْلْإِنسَٰنِ حِينٞ مِّنَ اْلدَّهْرِ}، وأنَّ النبيَّ ﷺ كان يَقرأُ في صلاةِ الجُمُعةِ سورةَ الجُمُعةِ، والمُنافِقِينَ». أخرجه مسلم (٨٧٩).
* كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَقرؤُها قبل نومِه:
عن جابرِ بن عبدِ اللهِ رضي الله عنهما: «أنَّ النبيَّ ﷺ كان لا يَنامُ حتى يَقرأَ {الٓمٓ ١ تَنزِيلُ}، و{تَبَٰرَكَ اْلَّذِي بِيَدِهِ اْلْمُلْكُ}». أخرجه الترمذي (٣٤٠٤).
اشتمَلتْ سورةُ (السَّجْدة) على الموضوعات الآتية:
1. القرآن حقٌّ مُنزَّل (١-٣).
2. الخَلْقُ: مُدَّته، وأنه حسَنٌ (٤-٩).
3. إثبات البعث (١٠-١١).
4. ذلُّ المجرمين يوم الدِّين (١٢-١٤).
5. علامات الإيمان (١٥- ١٧).
6. الجزاء العادل (١٨-٢٢).
7. الإمامة في الدِّين (٢٣-٢٥).
8. آياتٌ وعِظات (٢٦- ٣٠).
ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (6 /51).
مقصدُ السُّورة الأعظم: هو إنذارُ الكفار بهذا الكتاب، وأنه مِن عندِ الله عزَّ وجلَّ؛ فلا يأتيه الباطلُ مِن بينِ يديه ولا مِن خلفِه، وبيانُ بطلانِ آلهتهم وزيفِها، والتذكيرُ بقدرة الله والبعث، وكذا تذكيرُهم بوجوب اتِّباع النبي صلى الله عليه وسلم المرسَل بهذا الكتاب؛ فمِن خلال الاتباع يكون الفوزُ بالجنة، والنجاةُ من النار، ولتحقيقِ ذلك لا بد من الاستجابة لله، والتواضُعِ لأمره، وتركِ الاستكبار والعناد، واسمُ السورة دالٌّ على ذلك.
ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /361)، و"التحرير والتنوير" لابن عاشور (21 /204).