تفسير سورة الذاريات

تفسير القرآن

تفسير سورة سورة الذاريات من كتاب تفسير القرآن
لمؤلفه الصنعاني . المتوفي سنة 211 هـ
سورة الذاريات

بسم الله الرحمن الرحيم١
عبد الرزاق عن معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل قال : شهدت عليا وهو يخطب وهو يقول : سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلا حدثتكم به وسلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل، فقام إليه ابن الكواء وأنا بينه وبين علي وهو خلفي قال : ما ﴿ والذاريات ذروا فالحاملات وقرا فالجاريات يسرا فالمقسمات أمرا ﴾، فقال علي : ويلك سل تفقها ولا تسل تعنتا٢، الذاريات : ذرو الرياح، ﴿ فالحاملات وقرا ﴾ : قال : السحاب. ﴿ فالجاريات يسرا ﴾ : السفن، ﴿ فالمقسمات أمرا ﴾ : قال : الملائكة، قال : أفرأيت السواد الذي في القمر ما هو ؟ قال : أعمى سأل عن عمياء. أما سمعت الله يقول :﴿ وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة ﴾٣ فذلك محوه، السواد الذي فيه. قال : أفرأيت ذا القرنين أنبيا كان أم ملكا ؟ قال : ولا واحد منهما، ولكنه كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه وناصح الله فناصحه، دعا قومه إلى الهدى فضربوه على قرنه فمكث ما شاء الله ثم دعاهم إلى الهدى فضربوه على قرنه الآخر، ولم يكن له قرنان كقرني الثور، قال : أفرأيت هذا القوس٤ ما هي قال : علامة كانت بين نوح بين ربه، وأمان من الغرق٥. قال أفرأيت البيت المعمور ما هو ؟ قال : ذلك الصرح في سبع سماوات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه إلى يوم القيامة، قال : فمن ﴿ الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار ﴾٦ قال : الأفجران من قريش بنو أمية وبنو مخزوم كفيتهم يوم بدر، قال : فمن ﴿ الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ﴾٧ قال : كانت أهل حروراء منهم.
١ البسملة من (م)..
٢ في (م) ولا تسأل تعيينا، وهو تصحيف..
٣ الآية: ١٢ من سورة الإسراء..
٤ في (م) هذه القرنين، وهو تصحيف..
٥ الأمور الكونية والظواهر الفلكية التي لم تنقل عن طريق الوحي لا تؤخذ مسلمة لأن الصحابة رضوان الله عليهم كانت لهم أقوالهم في ذلك متأثرة بثقافة العصر هذا إذا صحت الأسانيد إليهم، ومن هذا القبيل السواد في القمر، وقوس قزح..
٦ الآية: ٢٨ من سورة إبراهيم..
٧ الآية ١٠٤ من سورة الكهف..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وإن الدين لواقع ﴾ قال : يوم يدين الله العباد بأعمالهم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ذات الحبك ﴾ قال : ذات الخلق الحسن.
أنا عبد الرزاق عن عمر عن قتادة في قوله :﴿ إنكم لفي قول مختلف ﴾ قال : مصدق بهذا القرآن ومكذب به.
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن فقوله :﴿ يؤفك عنه من أفك ﴾ قال : يصرف من صرف.
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله :﴿ قتل الخراصون ﴾ قال : الكذابون.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ يوم هم على النار يفتنون ذوقوا فتنتكم ﴾ قال : يقول يوم يعذبون فيقول ذوقوا عذابكم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٣:عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ يوم هم على النار يفتنون ذوقوا فتنتكم ﴾ قال : يقول يوم يعذبون فيقول ذوقوا عذابكم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ﴾ قال : قال مطرف بن عبد الله : كان لهم قليل من الليل، لا يهجعون فيه، كانوا يصلونه. عبد الرزاق قال معمر : وقال الحسن والزهري، كانوا يصلون كثيرا من الليل.
قال عبد الرزاق : قال معمر : وقال قتادة : قال أنس : كانوا يتنفلون ما بين المغرب والعشاء. عبد الرزاق قال : أنا ابن عيينة أسنده قال : كان ابن مسعود إذا كان السحر يقول دعوتني اللهم فأجبتك وأمرتني اللهم فأطعتك وقلت :﴿ والمستغفرين بالأسحار ﴾١ وهذا السحر فاغفر لي.
١ الآية: ١٧ من سورة آل عمران..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٧:عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ﴾ قال : قال مطرف بن عبد الله : كان لهم قليل من الليل، لا يهجعون فيه، كانوا يصلونه. عبد الرزاق قال معمر : وقال الحسن والزهري، كانوا يصلون كثيرا من الليل.
قال عبد الرزاق : قال معمر : وقال قتادة : قال أنس : كانوا يتنفلون ما بين المغرب والعشاء. عبد الرزاق قال : أنا ابن عيينة أسنده قال : كان ابن مسعود إذا كان السحر يقول دعوتني اللهم فأجبتك وأمرتني اللهم فأطعتك وقلت :﴿ والمستغفرين بالأسحار ﴾١ وهذا السحر فاغفر لي.
١ الآية: ١٧ من سورة آل عمران..


عبد الرزاق عن الثوري عن جبلة بن سحيم عن ابن عمر في قوله :﴿ وبالأسحار هم يستغفرون ﴾ قال : يصلون.
أنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري في قوله :﴿ للسائل والمحروم ﴾ قال : السائل الذي يسألك والمحروم المتعفف الذي لا يسألك. عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان والأكلة والأكلتان، قالوا : فمن المسكين يا رسول الله ؟ قال : الذي لا يجد غنى ولا يعلم بحاجته فيتصدق عليه " قال الزهري : فذلك المحروم١. عبد الرزاق عن الثوري٢ عن منصور عن إبراهيم في قوله تعالى :﴿ والمحروم ﴾ قال : المحروم الذي ليس له شيء من الغنيمة. عبد الرزاق عن الثوري عن قيس بن مسلم عن الحسن بن محمد بن الحنفية : أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية فغنموا وفتح الله عليهم فجاء قوم لم يشهدوا فنزلت :﴿ والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم ﴾.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وعطاء قالا : المحروم المحارف في الرزق [ وهو المحدود ]٣.
١ رواه البخاري في الزكاة ج ٢ ص ١٣٢ مع اختلاف يسير.
ومسلم في الزكاة ج ٣ ص ٩٥ وأبو داود في الزكاة ج ٢ ص ٢٣١.
والنسائي في الزكاة ج ٥ ص ٨٥ والدارمي في الزكاة ج ١ ص ٣٧٩..

٢ كلمة (عن الثوري) من (ق)..
٣ في (م) قالا المحروم المحارف في التجارة.
وفي (ق) كلمة مطموسة في آخر الرواية، وما أثبتناه من الطبري والدر المنثور..

عبد الرزاق معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ آيات للموقنين ﴾ قال يقول معتبر١ لمن اعتبر ﴿ وفي أنفسكم ﴾ قال : يقول وفي خلقه أيضا إذا فكر فيه معتبر.
أنا عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني محمد بن المرتفع أنه سمع ابن الزبير يخطب يقول :﴿ وفي أنفسكم أفلا تبصرون ﴾ قال : سبيل الغائط والبول.
١ في (م) قال: يقول للمعتبرين اعتبروا في أنفسهم..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ في صرة ﴾ قال : أقبلت ترن.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ فتولى بركنه ﴾ قال : بقومه.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وهو مليم ﴾ قال : مليم في عباد الله.
أنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ الريح العقيم ﴾ قال : التي لا تنبت.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ إلا جعلته كالرميم ﴾ قال : كرميم الشجر.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ فما استطاعوا من قيام ﴾ قال : من نهوض.
أنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ أتواصوا به ﴾ قال : يقول : أوصى أولهم آخرهم بالكذب.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم ﴾ [ قال : عذابا مثل عذاب أصحابهم ]١. عبد الرزاق عن الثوري عن ابن جريج عن زيد بن أسلم في قوله تعالى :﴿ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم ﴾ قال : ما جبلوا عليه من الطاعة والمعصية.
١ ما بين المعكوفتين سقط من (م)..
سورة الذاريات
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الذَّاريَات) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الأحقاف)، وقد جاءت ببيانِ عظمة الله، وقُدْرتِه على التصرُّف في الكون، وإنزالِ العذاب بمَن شاء، كيف شاء، متى شاء، ومِن ذلك قَسَمُه بـ(الذَّاريَات)، وهي: الرِّياح، وهي آيةٌ من آيات الله، يُصرِّفها اللهُ إن شاء للرَّحمة، وإن شاء للعذاب؛ فعلى الناسِ الفرارُ إلى الله، الذي هو طريقُ النجاة.

ترتيبها المصحفي
51
نوعها
مكية
ألفاظها
360
ترتيب نزولها
67
العد المدني الأول
60
العد المدني الأخير
60
العد البصري
60
العد الكوفي
60
العد الشامي
60

* سورة (الذَّاريَات):

سُمِّيت سورةُ (الذَّاريَات) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بالقَسَم بـ(الذَّاريَات)؛ وهي: الرِّياح.

* أُثِر عن النبي صلى الله عليه وسلم قراءتُه لسورة (الذَّاريَات) في صلاة الظُّهر:

عن البراءِ بن عازبٍ رضي الله عنهما، قال: «كُنَّا نُصلِّي خلفَ النبيِّ ﷺ الظُّهْرَ، فيُسمِعُنا الآيةَ بعد الآياتِ مِن لُقْمانَ والذَّاريَاتِ». أخرجه النسائي (٩٧١).

1. وقوع البعثِ والجزاء (١-٢٣).

2. دلائل القدرة الإلهية (٢٤-٤٦).

3. الفرارُ إلى الله طريق النجاة (٤٧- ٦٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /443).

مقصودُ سورة (الذَّاريَات) هو الدعوةُ إلى طاعة الله، والاستجابة لأمره؛ من خلال التحذير من وقوع العذاب بالأقوام؛ فإن اللهَ في هذه السورة أقسَمَ بـ(الذَّاريَات)، وهي الرِّياح التي يُعذِّب الله بها من يشاء من عباده، يقول البِقاعي: «مقصودها: الدلالة على صدقِ ما أنذَرتْ به سورةُ (ق) تصريحًا، وبشَّرت به تلويحًا، ولا سيما من مُصاب الدنيا، وعذابِ الآخرة.

واسمها (الذَّاريَات): ظاهرٌ في ذلك، بملاحظة جواب القَسَم؛ فإنه - لِشِدة الارتباط - كالآية الواحدة وإن كان خمسًا.

وللتعبير عن الرِّياح بـ(الذَّاريَات) أتمُّ إشارةٍ إلى ذلك؛ فإن تكذيبَهم بالوعيد لكونهم لا يشعُرون بشيءٍ من أسبابه، وإن كانت موجودةً معهم». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /25).