ﰡ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
«وَالذَّارِياتِ ذَرْواً» (١) هى الريح وناس يقولون: المذريات للريح، ذر وأذرت لغتان..«فَالْحامِلاتِ وِقْراً» (٢) السحاب..
«فَالْجارِياتِ يُسْراً» (٣) السّفن..
«فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً» (٤) الملائكة..
«وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ» (٧) الطرائق ومنها سمّى حباك الحائط الإطار وحباك الحمام طرائق على جناحيه، وطرائق الماء حبكه وقال زهير:
مكلل بأصول النّجم تنسجه | ريح خريق لضاحى مائه حبك |
«يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ» (٩) يدفع عنه ويحرمه كما تؤفك الأرض..
«قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ» (١٠) المتكّهنون..
«يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ» (١٢) يوم الحساب، متى يوم الدين. «٢»
(٢). - ٨٦٥: ديوانه ص ٥٩٩.
«إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ» (١٥- ١٦) انتصب لأن الكلام قد تم خبره فإن شئت رفعته وإن شئت أخرجته إلى النصب..
«كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ» (١٧) أي يهجعون قليلا من الليل..
«وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ» (٢٢) فيه مضمر مجازه: عند من فى السماء رزقكم وعنده ما توعدون، وفى آية أخرى: «أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ» (١٢/ ٧٠)، «وسل القرية» (١٢/ ٨٢) فهذا كله فيه إضمار والعرب تفعل ذلك قال نابغة بنى ذبيان:
كأنك من جمال بنى أقيش | يقعقع خلف رجليه بشنّ |
كذبتم وبيت الله لا تنكحونها | بنى شاب قرناها تصرّ وتحلب |
«إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ» (٢٣) مجازها: كما أنكم تنطقون..
«هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ» (٢٤- ٢٥) ضيف مثل خصم يقع على الواحد والجميع..
«فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ» (٢٥) قال تجىء للحكاية وفى موضع فعل يعمل فجاءت المنصوبة وقد عمل فيها «قالوا» وجاء المرفوع كأنه حكاية..
«فَراغَ إِلى أَهْلِهِ» (٢٦) عدل «١» إلى أهله.
«فِي صَرَّةٍ» (٢٩) شدة صوت، يقال: أقبل فلان يصطر أي يصوت صوتا شديدا «١»..
«قالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ» (٢٩) مختصر أي أنا عجوز عقيم.
«مُسَوَّمَةً» (٣٤) معلمة ويقال: إنه كان عليها مثل الخواتيم «٢»..
«فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ» (٣٩) وبجانبه سواء إنما هى ناحيته. «وَقالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ» (٣٩) أو هاهنا فى موضع الواو التي للموالاة لأنهم قد قالوهما جميعا له قال جرير:
أثعلبة الفوارس أو رياحا | عدلت بهم طهيّة والخشابا «٣» |
«أَتَواصَوْا بِهِ» (٥٣) أتواطئوا «٥» عليه وأخذه بعضهم عن بعض وإذا كانت
(٢). - ٤ «الخواتيم» : جمع الخاتام: وفى اللسان: وقال سيبويه: الذين قالوا خواتيم إنما جعلوه تكسير فاعال وإن لم يكن فى كلامهم وهذا دليل على أن سيبويه لم يعرف خاتاما.
(٣). - ٦- ٨ «أو هاهنا... والخشابا» : رواه الطبري (٢٧/ ٣) عن أبى عبيدة.
(٤). - ٨ «الخشاب» : قال الجوهري: وبنو رزام بن مالك بن حنظلة يقال لهم الخشاب (خشب).
وقال أبو عبيدة: والخشاب ربيعة ورزام أخوتهم بنو مالك بن حنظلة من غير طهية (النقائض ص ٤٣٤).
(٥). - ١٠ «تواصو به تواطئوا» : أخذ البخاري هذا الكلام بعد ذكره: وقال غيره... الكلام وقال ابن حجر:
سقط هذا لأبى ذر وقد أخرجه ابن المنذر من طريق أبى عبيدة قول أتواصوا | كأنما تواصوا به (فتح الباري ٨/ ٤٦١). |
أمّا بنو عبس فإنّ هجينهم | ولّى فوارسه وأفلت أعورا |
وعوّر الرحمن من ولّى العور
«٣» [٨٦٨] وليس هو من عور العين ويقال للمستجيز الذي يطلب الماء فإذا لم يسقه قيل:
قد عوّرت شربه «٤» قال الفرزدق:
متى ما ترد يوما سفار تجد به | أديهم يرمى المستجيز المعوّرا |
«فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ» (٥٩) أي نصيبا قال علقمة بن عبدة:
وفى كل يوم قد خبطت بنائل | فحقّ لشأش من نداك ذنوب |
(٢). - ٤ «والأعور... طلب» : هذا الكلام فى الطبري (٢٧/ ٧) ببعض نقص وزيادة.
(٣). - ٨٦٨: ديوانه ص ١٥ واللسان (عور).
(٤). - ٦- ٧ «ويقال... شربه» : رواه الجوهري عن أبى عبيدة (عور).
(٥). - ٨٦٩: فى الصحاح واللسان (عور) ومعجم البلدان ٣/ ٩٥ وشواهد المغني ص ٩٩.
(٦). - ٨٧٠: ديوانه من الستة ص ١٠٧ والكتاب ٢/ ٤٧٣ والطبري ٢٧/ ٨ والشنتمرى ٢/ ٤٢٣ والقرطبي ١٧/ ٥٧ وشواهد الكشاف ٤٣. [.....]
من يساجلنى يساجل ماجدا... يملأ الدلو إلى عقد الكرب
«٢» [٨٧١]
(٢). - ٨٧١: فى الكامل ص ١١٠ والأغانى ١٤/ ١٧١، ١٥/ ٣ والسمط ص ٧٠٠.
سورة الذاريات
سورة (الذَّاريَات) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الأحقاف)، وقد جاءت ببيانِ عظمة الله، وقُدْرتِه على التصرُّف في الكون، وإنزالِ العذاب بمَن شاء، كيف شاء، متى شاء، ومِن ذلك قَسَمُه بـ(الذَّاريَات)، وهي: الرِّياح، وهي آيةٌ من آيات الله، يُصرِّفها اللهُ إن شاء للرَّحمة، وإن شاء للعذاب؛ فعلى الناسِ الفرارُ إلى الله، الذي هو طريقُ النجاة.
ترتيبها المصحفي
51نوعها
مكيةألفاظها
360ترتيب نزولها
67العد المدني الأول
60العد المدني الأخير
60العد البصري
60العد الكوفي
60العد الشامي
60* سورة (الذَّاريَات):
سُمِّيت سورةُ (الذَّاريَات) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بالقَسَم بـ(الذَّاريَات)؛ وهي: الرِّياح.
* أُثِر عن النبي صلى الله عليه وسلم قراءتُه لسورة (الذَّاريَات) في صلاة الظُّهر:
عن البراءِ بن عازبٍ رضي الله عنهما، قال: «كُنَّا نُصلِّي خلفَ النبيِّ ﷺ الظُّهْرَ، فيُسمِعُنا الآيةَ بعد الآياتِ مِن لُقْمانَ والذَّاريَاتِ». أخرجه النسائي (٩٧١).
1. وقوع البعثِ والجزاء (١-٢٣).
2. دلائل القدرة الإلهية (٢٤-٤٦).
3. الفرارُ إلى الله طريق النجاة (٤٧- ٦٠).
ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /443).
مقصودُ سورة (الذَّاريَات) هو الدعوةُ إلى طاعة الله، والاستجابة لأمره؛ من خلال التحذير من وقوع العذاب بالأقوام؛ فإن اللهَ في هذه السورة أقسَمَ بـ(الذَّاريَات)، وهي الرِّياح التي يُعذِّب الله بها من يشاء من عباده، يقول البِقاعي: «مقصودها: الدلالة على صدقِ ما أنذَرتْ به سورةُ (ق) تصريحًا، وبشَّرت به تلويحًا، ولا سيما من مُصاب الدنيا، وعذابِ الآخرة.
واسمها (الذَّاريَات): ظاهرٌ في ذلك، بملاحظة جواب القَسَم؛ فإنه - لِشِدة الارتباط - كالآية الواحدة وإن كان خمسًا.
وللتعبير عن الرِّياح بـ(الذَّاريَات) أتمُّ إشارةٍ إلى ذلك؛ فإن تكذيبَهم بالوعيد لكونهم لا يشعُرون بشيءٍ من أسبابه، وإن كانت موجودةً معهم». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /25).