تفسير سورة الذاريات

الموسوعة القرآنية

تفسير سورة سورة الذاريات من كتاب الموسوعة القرآنية المعروف بـالموسوعة القرآنية.
لمؤلفه إبراهيم الإبياري . المتوفي سنة 1414 هـ

٥١ سورة الذاريات

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[سورة الذاريات (٥١) : الآيات ١ الى ٧]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَالذَّارِياتِ ذَرْواً (١) فَالْحامِلاتِ وِقْراً (٢) فَالْجارِياتِ يُسْراً (٣) فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً (٤)
إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ (٥) وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ (٦) وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ (٧)
١- وَالذَّارِياتِ ذَرْواً:
وَالذَّارِياتِ مقسم بها، والذاريات: الرياح تثير السحاب تدفعها دفعا.
٢- فَالْحامِلاتِ وِقْراً:
فَالْحامِلاتِ منها.
وِقْراً ثقلا عظيما من الماء.
٣- فَالْجارِياتِ يُسْراً:
فَالْجارِياتِ به.
يُسْراً ميسرة بتسخير الله.
٤- فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً:
أي فالمقسمات رزقا يسوقه الله إلى من يشاء.
٥- إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ:
إِنَّما تُوعَدُونَ من البعث وغيره.
لَصادِقٌ لمحقق الوقوع.
٦- وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ:
وَإِنَّ الدِّينَ وإن الجزاء.
لَواقِعٌ لحاصل لا محالة.
٧- وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ:
وَالسَّماءِ مقسم بها.
ذاتِ الْحُبُكِ ذات الطرائق المحكمة.
[سورة الذاريات (٥١) : الآيات ٨ الى ٩]
إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (٨) يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (٩)
٨- إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ:
إِنَّكُمْ إذ تقولون ما تقولون.
لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ مضطرب.
٩- يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ:
يُؤْفَكُ ينصرف.
عَنْهُ عن الإيمان بذلك الوعد الصادق والجزاء الواقع.
مَنْ أُفِكَ من صرف عنه لإيثاره هواه على عقله.
[سورة الذاريات (٥١) : الآيات ١٠ الى ١٤]
قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (١٠) الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ (١١) يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (١٢) يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (١٣) ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (١٤)
١٠- قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ:
قُتِلَ هلك.
الْخَرَّاصُونَ الكذابون القائلون فى شأن القيامة بالظن والتخمين.
١١- الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ:
فِي غَمْرَةٍ مغمورين فى الجهل.
ساهُونَ غافلون.
١٢- يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ:
يَسْئَلُونَ مستهزئين.
يَوْمُ الدِّينِ يوم الجزاء.
١٣- يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ:
يُفْتَنُونَ يصهرون بها.
١٤- ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ:
ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ ذوقوا عذابكم.
تَسْتَعْجِلُونَ وقوعه.
[سورة الذاريات (٥١) : الآيات ١٥ الى ٢٢]
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (١٥) آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ (١٦) كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ (١٧) وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (١٨) وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (١٩)
وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ (٢٠) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ (٢١) وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ (٢٢)
١٥- إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ:
إِنَّ الْمُتَّقِينَ الذين خافوا الله وأطاعوه.
١٦- آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ:
آخِذِينَ متقبلين.
ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ ما أعطاهم من ثواب وتكريم.
مُحْسِنِينَ فى أداء ما طلب منهم.
١٧- كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ:
ما يَهْجَعُونَ ما ينامون.
١٨- وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ:
وَبِالْأَسْحارِ وبأواخر الليل.
١٩- وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ:
حَقٌّ نصيب.
٢٠- وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ:
آياتٌ دلائل واضحة.
لِلْمُوقِنِينَ موصلة لليقين.
٢١- وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ:
وَفِي أَنْفُسِكُمْ كذلك آيات واضحات.
أَفَلا تُبْصِرُونَ أغفلتم عنها فلا تبصرون دلالتها.
٢٢- وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ:
رِزْقُكُمْ أمر رزقكم.
وَما تُوعَدُونَ وتقدير ما توعدون.

[سورة الذاريات (٥١) : الآيات ٢٣ الى ٢٩]

فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (٢٣) هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (٢٤) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (٢٥) فَراغَ إِلى أَهْلِهِ فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (٢٦) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قالَ أَلا تَأْكُلُونَ (٢٧)
فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ (٢٨) فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (٢٩)
٢٣- فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ:
فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ مقسم به.
إِنَّهُ أي ما تنكرونه من بعث وجزاء.
لَحَقٌّ لواقع.
مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ مثل نطقكم الذي لا تشكون فى وقوعه منكم.
٢٤- هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ:
هَلْ أَتاكَ هل علمت.
حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ قصة أضياف إبراهيم.
٢٥- إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ:
مُنْكَرُونَ غير معروفين.
٢٦- فَراغَ إِلى أَهْلِهِ فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ:
فَراغَ إِلى أَهْلِهِ فذهب إلى أهله فى خفية.
٢٧- فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قالَ أَلا تَأْكُلُونَ:
فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ فقدمه بين أيديهم.
أَلا تَأْكُلُونَ فلم يأكلوا منه فقال لهم ذلك منكرا.
٢٨- فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ:
فَأَوْجَسَ فأحس.
عَلِيمٍ له حظ وافر من العلم.
٢٩- فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ:
فِي صَرَّةٍ فى صيحة حين سمعت البشارة.
فَصَكَّتْ وَجْهَها فضربت وجهها بيدها.
عَجُوزٌ أنا عجوز.
عَقِيمٌ لا ألد، فكيف ألد.
[سورة الذاريات (٥١) : الآيات ٣٠ الى ٣٨]
قالُوا كَذلِكَ قالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (٣٠) قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (٣١) قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (٣٢) لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ (٣٣) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (٣٤)
فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٣٥) فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٣٦) وَتَرَكْنا فِيها آيَةً لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِيمَ (٣٧) وَفِي مُوسى إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (٣٨)
٣٠- قالُوا كَذلِكَ قالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ:
قالَ رَبُّكِ قضى ربك.
الْحَكِيمُ فى كل ما يقضى.
الْعَلِيمُ الذي لا يخفى عليه شىء.
٣١- قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ:
فَما خَطْبُكُمْ فما شأنكم.
٣٢- قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ:
مُجْرِمِينَ مفرطين فى العصيان.
٣٣- لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ:
لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ لنلقى عليهم.
مِنْ طِينٍ لا يعلم كنهه إلا الله.
٣٤- مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ:
مُسَوَّمَةً معلمة مخصصة.
لِلْمُسْرِفِينَ لمن تجاوزوا الحد فى الفجور.
٣٥- فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ:
فَأَخْرَجْنا فقضينا بإخراج.
٣٦- فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ:
غَيْرَ بَيْتٍ غير أهل بيت واحد.
٣٧- وَتَرَكْنا فِيها آيَةً لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِيمَ:
آيَةً علامة على هلاك أهلها.
٣٨- وَفِي مُوسى إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ:
وَفِي مُوسى وفى قصة موسى.
بِسُلْطانٍ ببرهان.
مُبِينٍ بين.
[سورة الذاريات (٥١) : الآيات ٣٩ الى ٤٤]
فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (٣٩) فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (٤٠) وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (٤١) ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (٤٢) وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (٤٣)
فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (٤٤)
٣٩- فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ:
فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ فأعرض معتدا بقوته.
٤٠-أَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ
جُنُودَهُ
ومن اعتز بهم.
َبَذْناهُمْ
فطرحناهم.
الْيَمِ
فى البحر.
هُوَ مُلِيمٌ
وهو مقترف ما يلام عليه من الكفر والعناد.
٤١- وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ:
وَفِي عادٍ وفى قصة عاد عظة.
الْعَقِيمَ التي لا خير فيها.
٤٢- ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ:
أَتَتْ عَلَيْهِ مرت عليه.
كَالرَّمِيمِ كالعظم البالي.
٤٣- وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ:
وَفِي ثَمُودَ وفى قصة ثمود عظة.
تَمَتَّعُوا فى داركم.
حَتَّى حِينٍ إلى وقت معلوم.
٤٤- فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ:
فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فتعالوا عن الاستجابة لأمر ربهم.
وَهُمْ يَنْظُرُونَ وهم يعاينون وقوعها.

[سورة الذاريات (٥١) : الآيات ٤٥ الى ٥١]

فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ وَما كانُوا مُنْتَصِرِينَ (٤٥) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (٤٦) وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (٤٧) وَالْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ (٤٨) وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٤٩)
فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥٠) وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥١)
٤٥- فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ وَما كانُوا مُنْتَصِرِينَ:
فَمَا اسْتَطاعُوا فما تمكنوا.
مِنْ قِيامٍ من نهوض.
وَما كانُوا مُنْتَصِرِينَ وما كانوا قادرين على الانتصار بدفع العذاب.
٤٦- وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ:
مِنْ قَبْلُ أهلكناهم من قبل.
فاسِقِينَ خارجين عن طاعة الله.
٤٧- وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ:
بَنَيْناها بِأَيْدٍ أحكمناها بقوة.
لَمُوسِعُونَ لقادرون على أكثر من ذلك.
٤٨- وَالْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ:
فَرَشْناها بسطناها.
فَنِعْمَ الْماهِدُونَ فنعم المهيئون لها نحن.
٤٩- وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ:
زَوْجَيْنِ صنفين مزدوجين.
تَذَكَّرُونَ فتؤمنوا بقدرتنا.
٥٠- فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ:
فَفِرُّوا فسارعوا.
إِلَى اللَّهِ إلى طاعة الله.
٥١- وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ:
إِنِّي لَكُمْ من الله.
نَذِيرٌ مُبِينٌ أنذركم عاقبة الإشراك.

[سورة الذاريات (٥١) : الآيات ٥٢ الى ٥٨]

كَذلِكَ ما أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (٥٢) أَتَواصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ (٥٣) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ (٥٤) وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (٥٥) وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (٥٦)
ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (٥٧) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (٥٨)
٥٢- كَذلِكَ ما أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ:
كَذلِكَ كان شأن الأمم مع رسلهم.
مِنْ قَبْلِهِمْ من قبل قومك.
٥٣- أَتَواصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ:
أَتَواصَوْا بِهِ أأوصى بعضهم بعضا بهذا القول.
طاغُونَ متجاوزون الحدود.
٥٤- فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ:
فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فأعرض عن هؤلاء المعاندين.
بِمَلُومٍ على عدم استجابتهم.
٥٥- وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ:
وَذَكِّرْ ودم على التذكير.
تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ تزيدهم بصيرة وقوة يقين.
٥٦- وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ:
وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ لشىء يعود على بالنفع.
إِلَّا لِيَعْبُدُونِ وإنما خلقتهم ليعبدونى والعبادة نفع لهم.
٥٧- ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ:
ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ لأنى غنى عن العالمين.
وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ وما أريد أن يطعمونى لأنى أطعم ولا أطعم.
٥٨- إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ:
إِنَّ اللَّهَ وحده.
هُوَ الرَّزَّاقُ المتكفل برزق عباده.
ذُو الْقُوَّةِ وهو ذو القوة.
الْمَتِينُ الشديد الذي لا يعجز.
[سورة الذاريات (٥١) : الآيات ٥٩ الى ٦٠]
فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ (٥٩) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (٦٠)
٥٩- فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ:
لِلَّذِينَ ظَلَمُوا أنفسهم بالكفر.
ذَنُوباً نصيبا من العذاب.
مِثْلَ ذَنُوبِ مثل نصيب أصحابهم من الأمم الماضية.
فَلا يَسْتَعْجِلُونِ بإنزال العذاب قبل أوانه.
٦٠- فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ:
فَوَيْلٌ فهلاك.
الَّذِي يُوعَدُونَ الذي يوعدونه، لما فيه من الشدائد والأهوال.
سورة الذاريات
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الذَّاريَات) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الأحقاف)، وقد جاءت ببيانِ عظمة الله، وقُدْرتِه على التصرُّف في الكون، وإنزالِ العذاب بمَن شاء، كيف شاء، متى شاء، ومِن ذلك قَسَمُه بـ(الذَّاريَات)، وهي: الرِّياح، وهي آيةٌ من آيات الله، يُصرِّفها اللهُ إن شاء للرَّحمة، وإن شاء للعذاب؛ فعلى الناسِ الفرارُ إلى الله، الذي هو طريقُ النجاة.

ترتيبها المصحفي
51
نوعها
مكية
ألفاظها
360
ترتيب نزولها
67
العد المدني الأول
60
العد المدني الأخير
60
العد البصري
60
العد الكوفي
60
العد الشامي
60

* سورة (الذَّاريَات):

سُمِّيت سورةُ (الذَّاريَات) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بالقَسَم بـ(الذَّاريَات)؛ وهي: الرِّياح.

* أُثِر عن النبي صلى الله عليه وسلم قراءتُه لسورة (الذَّاريَات) في صلاة الظُّهر:

عن البراءِ بن عازبٍ رضي الله عنهما، قال: «كُنَّا نُصلِّي خلفَ النبيِّ ﷺ الظُّهْرَ، فيُسمِعُنا الآيةَ بعد الآياتِ مِن لُقْمانَ والذَّاريَاتِ». أخرجه النسائي (٩٧١).

1. وقوع البعثِ والجزاء (١-٢٣).

2. دلائل القدرة الإلهية (٢٤-٤٦).

3. الفرارُ إلى الله طريق النجاة (٤٧- ٦٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /443).

مقصودُ سورة (الذَّاريَات) هو الدعوةُ إلى طاعة الله، والاستجابة لأمره؛ من خلال التحذير من وقوع العذاب بالأقوام؛ فإن اللهَ في هذه السورة أقسَمَ بـ(الذَّاريَات)، وهي الرِّياح التي يُعذِّب الله بها من يشاء من عباده، يقول البِقاعي: «مقصودها: الدلالة على صدقِ ما أنذَرتْ به سورةُ (ق) تصريحًا، وبشَّرت به تلويحًا، ولا سيما من مُصاب الدنيا، وعذابِ الآخرة.

واسمها (الذَّاريَات): ظاهرٌ في ذلك، بملاحظة جواب القَسَم؛ فإنه - لِشِدة الارتباط - كالآية الواحدة وإن كان خمسًا.

وللتعبير عن الرِّياح بـ(الذَّاريَات) أتمُّ إشارةٍ إلى ذلك؛ فإن تكذيبَهم بالوعيد لكونهم لا يشعُرون بشيءٍ من أسبابه، وإن كانت موجودةً معهم». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /25).