تفسير سورة البينة

النهر الماد من البحر المحيط

تفسير سورة سورة البينة من كتاب النهر الماد من البحر المحيط
لمؤلفه أبو حيان الأندلسي . المتوفي سنة 745 هـ

﴿ بِسمِ ٱلله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ * لَمْ يَكُنِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ الآية هذه السورة مكية ولما ذكر إنزال القرآن في ليلة القدر في السورة التي قبلها:﴿ ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ﴾[العلق: ١] ذكر هنا أن الكفار لم يكونوا منفكين عن ما هم عليه حتى جاءهم الرسول عليه السلام يتلوا عليهم ما أنزل عليه من الصحف المطهرة التي أمر بقراءتها وقسم الكافرين هنا إلى أهل كتاب وأهل إشراك وأهل الكتاب: اليهود، والنصارى والمشركون، عبدة الأوثان من العرب.﴿ مُنفَكِّينَ ﴾ إسم فاعل من انفك وهي التامة وليست الداخلة على المبتدأ والخبر.﴿ وَمَا تَفَرَّقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ ﴾ أي من المشركين وانفصل بعضهم من بعض فقال كل ما يدل عنده على صحة قوله:﴿ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَةُ ﴾ وكان يقتضي مجيء البينة أن يجمعوا على اتباعها.﴿ حُنَفَآءَ ﴾ أي مستقيمي الطريقة مائلين عن طرق الضلال إلى طريق الهداية.﴿ وَذَلِكَ دِينُ ٱلقَيِّمَةِ ﴾ أي الأمة المستقيمة وذكر تعالى مقر الأشقياء وجزاء السعداء والبرية جميع الخلق وحكم على الكفار من الفريقين بأمرين بالخلود في النار وبكونهم شر البرية وبدأ بأهل الكتاب لأنهم كانوا يطعنون في نبوته وجنايتهم أعظم لأنهم أنكروه مع العلم به وشر البرية ظاهره العموم.
سورة البينة
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (البَيِّنة) من السُّوَر المدنية، نزلت بعد سورة (الطَّلاق)، وقد افتُتحت بالبراءة من الشِّرك والمشركين، وبيَّنتْ موقف الكفار من رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وأوضحت هدايةَ هذا الكتاب، ووبَّختِ المشركين على تكذبيهم به، وخُتِمت بافتراقِ أهل الكتاب، وحالِ الفريقين من مؤمنٍ بالله ومكذِّب.

ترتيبها المصحفي
98
نوعها
مدنية
ألفاظها
94
ترتيب نزولها
100
العد المدني الأول
8
العد المدني الأخير
8
العد البصري
9
العد الكوفي
8
العد الشامي
8

* سورةُ (البَيِّنةِ):

سُمِّيت سورةُ (البَيِّنةِ) بهذا الاسم؛ لورود هذا اللَّفظ في مفتتحها؛ قال تعالى: {لَمْ يَكُنِ اْلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ اْلْكِتَٰبِ وَاْلْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ اْلْبَيِّنَةُ} [البينة: 1].

* وتُسمَّى كذلك بسورة {لَمْ يَكُنِ}، و{لَمْ يَكُنِ اْلَّذِينَ كَفَرُواْ}؛ للسببِ نفسه.
وغيرها من الأسماء.

1. مهمة الرسول، وفضيلة القرآن (١-٣).

2. افتراق أهل الكتاب (٤-٥).

3. حال الفريقينِ: مَن عصى، ومَن أطاع  (٦-٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /273).

الإعلامُ بعظمةِ هذا الكتاب، وأنه نورٌ وهدًى للناس، وتوبيخُ المشركين على تكذيبهم به.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /220)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /468).