تفسير سورة البينة

تفسير الشافعي

تفسير سورة سورة البينة من كتاب تفسير الشافعي
لمؤلفه الشافعي . المتوفي سنة 204 هـ

٤٥٠- قال الشافعي : الاختلاف وجهان : فما أقام الله تعالى به الحجة على خلقه حتى يكونوا على بينة منه ليس عليهم إلا اتباعه، ولا لهم مفارقته، فإن اختلفوا فيه فذلك الذي ذَمَّ الله عليه، والذي لا يحل الاختلاف فيه. فإن قال : فأين ذلك ؟ قيل : قال الله تعالى :﴿ وَمَا تَفَرَّقَ اَلذِينَ أُوتُوا اَلْكِتَابَ إِلا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ اَلْبَيِّنَةُ ﴾ فمن خالف نص كتاب لا يحتمل التأويل، أو سنة قائمة، فلا يحل له الخلاف، ولا أحسبه يحل له خلاف جماعة الناس وإن لم يكن في قولهم كتاب أو سنة.
ومن خالف في أمر له فيه الاجتهاد، فذهب إلى معنى يحتمل ما ذهب إليه ويكون عليه دلائل لم يكن في ذلك من خلاف لغيره، وذلك أنه لا يخالف حينئذ كتابا نصا، ولا سنة قائمة، ولا جماعة، ولا قياسا، بأنه إنما نظر في القياس فأداه إلى غير ما أدى صاحبه إليه القياس، كما أداه في التوجه للبيت بدلالة النجوم، إلى غير ما أدى إليه صاحبه. ( الأم : ٧/٣٠٢-٣٠٣. ون الرسالة : ٥٦٠-٥٦١. )
٤٥١- قال الشافعي : ما يحتج عليهم ـ يعني أهل الإرجاء١ ـ أحج من قوله عز وجل : ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اَللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ اَلدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا اَلصَّلَواةَ وَيُوتُوا اَلزَّكَواةَ ﴾. ( أحكام الشافعي : ١/٤٠. ون مناقب الشافعي : ١/٣٨٦-٣٨٧. )
ــــــــــــ
٤٥٢- قال الشافعي رحمه الله : قال الله عز وجل :﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اَللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ اَلدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا اَلصَّلَواةَ وَيُوتُوا اَلزَّكَواةَ وَذَلِكَ دِينُ اَلْقَيِّمَةِ ﴾ قال الشافعي : فأبان الله عز وجل أنه فرض عليهم أن يعبدوه مخلصين له الدين ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. ( الأم : ٢/٣. )
١ - أو المرجئة قالوا: لا يضر مع الإيمان ذنب، ولا ينفع مع الكفر طاعة، وأن مرتكب الكبيرة يرجع أمره إلى الله يوم القيامة. والإيمان عندهم إقرار وتصديق بالقلب، وهو منفصل عن العمل. تاريخ المذاهب الإسلامية ص: ١١٩-١٢٠..
سورة البينة
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (البَيِّنة) من السُّوَر المدنية، نزلت بعد سورة (الطَّلاق)، وقد افتُتحت بالبراءة من الشِّرك والمشركين، وبيَّنتْ موقف الكفار من رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وأوضحت هدايةَ هذا الكتاب، ووبَّختِ المشركين على تكذبيهم به، وخُتِمت بافتراقِ أهل الكتاب، وحالِ الفريقين من مؤمنٍ بالله ومكذِّب.

ترتيبها المصحفي
98
نوعها
مدنية
ألفاظها
94
ترتيب نزولها
100
العد المدني الأول
8
العد المدني الأخير
8
العد البصري
9
العد الكوفي
8
العد الشامي
8

* سورةُ (البَيِّنةِ):

سُمِّيت سورةُ (البَيِّنةِ) بهذا الاسم؛ لورود هذا اللَّفظ في مفتتحها؛ قال تعالى: {لَمْ يَكُنِ اْلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ اْلْكِتَٰبِ وَاْلْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ اْلْبَيِّنَةُ} [البينة: 1].

* وتُسمَّى كذلك بسورة {لَمْ يَكُنِ}، و{لَمْ يَكُنِ اْلَّذِينَ كَفَرُواْ}؛ للسببِ نفسه.
وغيرها من الأسماء.

1. مهمة الرسول، وفضيلة القرآن (١-٣).

2. افتراق أهل الكتاب (٤-٥).

3. حال الفريقينِ: مَن عصى، ومَن أطاع  (٦-٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /273).

الإعلامُ بعظمةِ هذا الكتاب، وأنه نورٌ وهدًى للناس، وتوبيخُ المشركين على تكذيبهم به.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /220)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /468).