تفسير سورة البينة

فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن

تفسير سورة سورة البينة من كتاب فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن
لمؤلفه زكريا الأنصاري . المتوفي سنة 926 هـ

قوله تعالى :﴿ رسول من الله ﴾ [ البينة : ٢ ] أي من عنده، كما أظهره في قوله :﴿ ولما جاءهم رسول من عند الله ﴾ [ البقرة : ١٠١ ].
قوله تعالى :﴿ يتلوا صحفا مطهّرة ﴾ [ البينة : ٢ ].
إن قلتَ : ظاهره أنه يقرأ المكتوب من الكتاب، مع أنه منتف في حقه صلى الله عليه وسلم لكونه أمّيا ؟
قلتُ : المراد يتلو ما في الصحف عن ظهر قلبه.
فإن قلتَ : ما الفرق بين الصّحف والكتب حتى جمع بينهما في الآية ؟
قلتُ : الصّحف قراطيس ﴿ مطهّرة ﴾ من الشرك والباطل، والكتب بمعنى المكتوبات، أي في القراطيس مكتوبة ﴿ قيّمة ﴾ أي مستقيمة، ناطقة، بالعدل والحقّ.
قوله تعالى :﴿ وما تفرّق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البيّنة ﴾ [ البينة : ٤ ]، ﴿ أوتوا الكتاب ﴾ هم اليهود والنصارى ﴿ إلا من بعد ما جاءتهم البينة ﴾ أي محمد صلى الله عليه وسلم، أو القرآن. المعنى أنهم كانوا مجتمعين على الإيمان به إذا جاء، فلما جاء تفرّقوا، فمنهم من كفر بغيا وحسدا، ومنهم من آمن به، كقوله تعالى :﴿ وما تفرّقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ﴾ [ الشورى : ١٤ ].
سورة البينة
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (البَيِّنة) من السُّوَر المدنية، نزلت بعد سورة (الطَّلاق)، وقد افتُتحت بالبراءة من الشِّرك والمشركين، وبيَّنتْ موقف الكفار من رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وأوضحت هدايةَ هذا الكتاب، ووبَّختِ المشركين على تكذبيهم به، وخُتِمت بافتراقِ أهل الكتاب، وحالِ الفريقين من مؤمنٍ بالله ومكذِّب.

ترتيبها المصحفي
98
نوعها
مدنية
ألفاظها
94
ترتيب نزولها
100
العد المدني الأول
8
العد المدني الأخير
8
العد البصري
9
العد الكوفي
8
العد الشامي
8

* سورةُ (البَيِّنةِ):

سُمِّيت سورةُ (البَيِّنةِ) بهذا الاسم؛ لورود هذا اللَّفظ في مفتتحها؛ قال تعالى: {لَمْ يَكُنِ اْلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ اْلْكِتَٰبِ وَاْلْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ اْلْبَيِّنَةُ} [البينة: 1].

* وتُسمَّى كذلك بسورة {لَمْ يَكُنِ}، و{لَمْ يَكُنِ اْلَّذِينَ كَفَرُواْ}؛ للسببِ نفسه.
وغيرها من الأسماء.

1. مهمة الرسول، وفضيلة القرآن (١-٣).

2. افتراق أهل الكتاب (٤-٥).

3. حال الفريقينِ: مَن عصى، ومَن أطاع  (٦-٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /273).

الإعلامُ بعظمةِ هذا الكتاب، وأنه نورٌ وهدًى للناس، وتوبيخُ المشركين على تكذيبهم به.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /220)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /468).