تفسير سورة الذاريات

تفسير الإمام مالك

تفسير سورة سورة الذاريات من كتاب تفسير الإمام مالك
لمؤلفه مالك بن أنس . المتوفي سنة 179 هـ

الآية الأولى : قوله تعالى :﴿ كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ﴾ [ الذاريات : ١٧ ].
٨٥٢- ابن رشد : سئل مالك عن قول الله عز وجل :﴿ كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ﴾ أهو النوم ؟ قال : نعم. ١
١ - البيان والتحصيل: ١٨/٣٥٢. قال محمد بن رشد: الهجوع: النوم كما قال مالك رحمه الله. ينظر أيضا: ١٨/٥١٨ من نفس المصدر..
الآية الثانية : قوله تعالى :﴿ وبالأسحار هم يستغفرون ﴾ [ الذاريات : ١٨ ].
٨٥٣- ابن العربي روى ابن وهب عن مالك في قوله تعالى :﴿ وبالأسحار هم يستغفرون ﴾ قال : هو الرجل١ يمد الصلاة إلى السحر. ٢
١ - الربيع بن خُثيم: "بفتح المعجمة والمثلثة بينهما تحتانية ساكنة الثوري أبو زيد الكوفي مخضوم عن ابن مسعود وأبي أيوب وعمرو بن ميمون وعنه الشعبي وإبراهيم النخعي وأبو بردة قال له ابن مسعود لو رآك النبي صلى الله عليه وسلم لأحبك توفي سنة أربع وستين وكان لا ينام الليل كله رحمه الله تعالى" الخلاصة: ٩٨..
٢ - أحكام القرآن لابن العربي: ٤/ ١٧٢٩. وزاد ابن العربي: "قال ابن شعبان: يريد مالك بالرجل الربيع بن خثيم"..
الآية الثالثة : قوله تعالى :﴿ وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ﴾ [ الذاريات : ١٩ ].
٨٥٤- مكي : روى ابن وهب عن مالك أنه قال : المحروم الفقير الذي يحرم الرزق. ١
١ -الهداية: مخطوط خ. ح ٩٧٨٢ ينظر: أحكام القرآن لابن العربي: ٤/١٧٣٠، والجامع: ١٧/٣٩..
سورة الذاريات
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الذَّاريَات) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الأحقاف)، وقد جاءت ببيانِ عظمة الله، وقُدْرتِه على التصرُّف في الكون، وإنزالِ العذاب بمَن شاء، كيف شاء، متى شاء، ومِن ذلك قَسَمُه بـ(الذَّاريَات)، وهي: الرِّياح، وهي آيةٌ من آيات الله، يُصرِّفها اللهُ إن شاء للرَّحمة، وإن شاء للعذاب؛ فعلى الناسِ الفرارُ إلى الله، الذي هو طريقُ النجاة.

ترتيبها المصحفي
51
نوعها
مكية
ألفاظها
360
ترتيب نزولها
67
العد المدني الأول
60
العد المدني الأخير
60
العد البصري
60
العد الكوفي
60
العد الشامي
60

* سورة (الذَّاريَات):

سُمِّيت سورةُ (الذَّاريَات) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بالقَسَم بـ(الذَّاريَات)؛ وهي: الرِّياح.

* أُثِر عن النبي صلى الله عليه وسلم قراءتُه لسورة (الذَّاريَات) في صلاة الظُّهر:

عن البراءِ بن عازبٍ رضي الله عنهما، قال: «كُنَّا نُصلِّي خلفَ النبيِّ ﷺ الظُّهْرَ، فيُسمِعُنا الآيةَ بعد الآياتِ مِن لُقْمانَ والذَّاريَاتِ». أخرجه النسائي (٩٧١).

1. وقوع البعثِ والجزاء (١-٢٣).

2. دلائل القدرة الإلهية (٢٤-٤٦).

3. الفرارُ إلى الله طريق النجاة (٤٧- ٦٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /443).

مقصودُ سورة (الذَّاريَات) هو الدعوةُ إلى طاعة الله، والاستجابة لأمره؛ من خلال التحذير من وقوع العذاب بالأقوام؛ فإن اللهَ في هذه السورة أقسَمَ بـ(الذَّاريَات)، وهي الرِّياح التي يُعذِّب الله بها من يشاء من عباده، يقول البِقاعي: «مقصودها: الدلالة على صدقِ ما أنذَرتْ به سورةُ (ق) تصريحًا، وبشَّرت به تلويحًا، ولا سيما من مُصاب الدنيا، وعذابِ الآخرة.

واسمها (الذَّاريَات): ظاهرٌ في ذلك، بملاحظة جواب القَسَم؛ فإنه - لِشِدة الارتباط - كالآية الواحدة وإن كان خمسًا.

وللتعبير عن الرِّياح بـ(الذَّاريَات) أتمُّ إشارةٍ إلى ذلك؛ فإن تكذيبَهم بالوعيد لكونهم لا يشعُرون بشيءٍ من أسبابه، وإن كانت موجودةً معهم». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /25).