تفسير سورة البينة

تفسير ابن أبي زمنين

تفسير سورة سورة البينة من كتاب تفسير القرآن العزيز المعروف بـتفسير ابن أبي زمنين.
لمؤلفه ابن أبي زَمَنِين . المتوفي سنة 399 هـ
تفسير لم يكن الذين كفروا وهي مدنية كلها.

قُولُهُ: ﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ﴾ أَيْ: مُنْتَهِينَ عَنْ كُفْرِهِمْ ﴿حَتَّى تأتيهم الْبَيِّنَة﴾
﴿رَسُول من الله﴾ وَهُوَ مُحَمَّد صلى اللَّه عَلَيْهِ وَسلم ﴿يَتْلُو صحفا﴾ يَعْنِي: الْقُرْآن ﴿مطهرة﴾ من الشّرك وَالْكفْر
﴿فِيهَا كتب قيمَة﴾ أَيْ: مُسْتَقِيمَةٌ لَا عِوَجَ فِيهَا؛ يَعْنِي: الَّتِي جَاءَتْ بِهَا الْأَنْبِيَاءُ.
﴿وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَة﴾
قَالَ مُحَمَّدٌ: قِيلَ: يَعْنِي: مَا تَفَرَّقُوا فِي مِلَلِهِمْ وَكُفْرِهِمْ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَّلَّمَ إِلَّا أَنْ تَفَطَّنُوا أَنَّهُ الَّذِي وُعِدُوا بِهِ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
﴿وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخلصين لَهُ الدّين حنفَاء﴾ وَالْحَنِيفُ فِي تَفْسِيرِ
151
الْحَسَنِ: الْمِخْلِصُ ﴿وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاة﴾ أَيْ: يُقِرُّونَ بِهَا ﴿وَذَلِكَ دِينُ الْقيمَة﴾ تَفْسِير السّديّ: الْملَّة المستقيمة
152
﴿أُولَئِكَ هم شَرّ الْبَريَّة﴾ يَعْنِي: الْخَلْقَ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: أَكْثَرُ الْقِرَاءَة (الْبَريَّة) (ل ٣٩٧) بِلا هَمْزٍ؛ لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ وَاشْتِقَاقِ اللَّفْظَةِ مِنْ: بَرَأَ اللَّهُ الْخَلْقَ [ابْتَدَأَهُ].
يَحْيَى: عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ أَبِي الْمُهَزَّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: ((الْمُؤْمِنُ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ من الْمَلَائِكَة الَّذين عِنْده)).
يحيى عن حماد، عن أبي المهزم، عن أبي هريرة قال :( المؤمن أكرم على الله من الملائكة الذين عنده )١.
١ إسناده ضعيف جدا فيه: أبو المهزم يزيد بن سفيان، متروك والحديث أخرجه: ابن ماجه (٢/١٣٠١-١٣٠٢)ح(٣٩٤٧) والطبراني في الأوسط (٦٦٣٤). وقال الحافظ الهيثمي بعدما عزاه للأوسط: فيه أبو المهزم وهو متروك. انظر مجمع الزوائد(١/٨٢)..
قَوْلُهُ: ﴿رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنهُ﴾ أَيْ: وَرَضُوا ثَوَابَهُ ﴿ذَلِكَ لِمَنْ خشِي ربه﴾.
152
تَفْسِيرُ إِذَا زُلْزِلَتِ وَهِيَ مَدَنِيَّةٌ كلهَا

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

[تَفْسِير سُورَة الزلزلة من آيَة ٢ إِلَى آيه]
153
سورة البينة
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (البَيِّنة) من السُّوَر المدنية، نزلت بعد سورة (الطَّلاق)، وقد افتُتحت بالبراءة من الشِّرك والمشركين، وبيَّنتْ موقف الكفار من رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وأوضحت هدايةَ هذا الكتاب، ووبَّختِ المشركين على تكذبيهم به، وخُتِمت بافتراقِ أهل الكتاب، وحالِ الفريقين من مؤمنٍ بالله ومكذِّب.

ترتيبها المصحفي
98
نوعها
مدنية
ألفاظها
94
ترتيب نزولها
100
العد المدني الأول
8
العد المدني الأخير
8
العد البصري
9
العد الكوفي
8
العد الشامي
8

* سورةُ (البَيِّنةِ):

سُمِّيت سورةُ (البَيِّنةِ) بهذا الاسم؛ لورود هذا اللَّفظ في مفتتحها؛ قال تعالى: {لَمْ يَكُنِ اْلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ اْلْكِتَٰبِ وَاْلْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ اْلْبَيِّنَةُ} [البينة: 1].

* وتُسمَّى كذلك بسورة {لَمْ يَكُنِ}، و{لَمْ يَكُنِ اْلَّذِينَ كَفَرُواْ}؛ للسببِ نفسه.
وغيرها من الأسماء.

1. مهمة الرسول، وفضيلة القرآن (١-٣).

2. افتراق أهل الكتاب (٤-٥).

3. حال الفريقينِ: مَن عصى، ومَن أطاع  (٦-٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /273).

الإعلامُ بعظمةِ هذا الكتاب، وأنه نورٌ وهدًى للناس، وتوبيخُ المشركين على تكذيبهم به.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /220)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /468).