تفسير سورة الذاريات

تذكرة الاريب في تفسير الغريب

تفسير سورة سورة الذاريات من كتاب تذكرة الاريب في تفسير الغريب
لمؤلفه ابن الجوزي . المتوفي سنة 597 هـ

الذاريات الرياح
فالحاملات السحاب حملت وقرها من الماء
فالجاريات السفن تجري ميسرة في الماء جريا سهلا
فالمقسمات الملائكة تقسم الأمور علي ما أمر الله تعالى فجبريل صاحب الوحي والغلظة وميكائيل صاحب الرزق والرحمة وإسرافيل صاحب الصور واللوح وعزرائيل قابض الأرواح
والدين الجزاء
والحبك الطرائق وهي في اللغة تكسر كل شيء كالرمل إذ مرت به الريح
والقول المختلف قولهم عن النبي صلى الله عليه وسلم شاعر ومجنون وعن القرآن سحر وكهانة ورجز
يؤفك أي يصرف عن الإيمان من صرف والهاء في عنه عائدة إلى القرآن
قتل لعن الخراصون الكذابون
والغمرة العمى والجهالة
يسألون استهزاء أيان متى يومهم أي يقع الجزاء
يوم هم على النار يفتنون أي يحرقون ذوقوا فتنتكم أي حريقكم
ما يهجعون أي ينامون والمعنى كانوا يسهرون قليلا من الليل وبعضهم يقول ما بمعنى الذي والمعنى كانوا قليلا من الليل هجوعهم
والساذل الطالب المحروم المتعفف الذي لا يسأل
وفي السماء رزقكم وهو المطر وما توعدون الجنة
والصرة الصيحة فصكت لطمت
فتولى بركنه أي بأصحابه
الريح العقيم التي لا خير فيها إنما هي للإهلاك
والرميم نبات الأرض إذا يبس وديس
حتى حين أي إلى حين انقضاء آجالكم
من قيام أي ما أطاقوا ثبوتا للعذاب
بأيد قال ابن عباس بقوة
زوجين كالذكر والأنثى والليل والنهار والحلو والمر
ففروا إلى الله بالتوبة
فتول عنهم منسوخ باية السيف٤٢
أن يطعمون أي أن يطعموا أحدا من خلقي وأضاف الإطعام إليه لأن الخلق عيال الله ومن أطعم عيال الله فقد أطعمه
والمتين الشديد
فإن للذين ظلموا يعني مشركي مكة ذنوبا نصيبا من العذاب مثل ذنوب أصحابهم الذين هلكوا كعاد وثمود
سورة الذاريات
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الذَّاريَات) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الأحقاف)، وقد جاءت ببيانِ عظمة الله، وقُدْرتِه على التصرُّف في الكون، وإنزالِ العذاب بمَن شاء، كيف شاء، متى شاء، ومِن ذلك قَسَمُه بـ(الذَّاريَات)، وهي: الرِّياح، وهي آيةٌ من آيات الله، يُصرِّفها اللهُ إن شاء للرَّحمة، وإن شاء للعذاب؛ فعلى الناسِ الفرارُ إلى الله، الذي هو طريقُ النجاة.

ترتيبها المصحفي
51
نوعها
مكية
ألفاظها
360
ترتيب نزولها
67
العد المدني الأول
60
العد المدني الأخير
60
العد البصري
60
العد الكوفي
60
العد الشامي
60

* سورة (الذَّاريَات):

سُمِّيت سورةُ (الذَّاريَات) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بالقَسَم بـ(الذَّاريَات)؛ وهي: الرِّياح.

* أُثِر عن النبي صلى الله عليه وسلم قراءتُه لسورة (الذَّاريَات) في صلاة الظُّهر:

عن البراءِ بن عازبٍ رضي الله عنهما، قال: «كُنَّا نُصلِّي خلفَ النبيِّ ﷺ الظُّهْرَ، فيُسمِعُنا الآيةَ بعد الآياتِ مِن لُقْمانَ والذَّاريَاتِ». أخرجه النسائي (٩٧١).

1. وقوع البعثِ والجزاء (١-٢٣).

2. دلائل القدرة الإلهية (٢٤-٤٦).

3. الفرارُ إلى الله طريق النجاة (٤٧- ٦٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /443).

مقصودُ سورة (الذَّاريَات) هو الدعوةُ إلى طاعة الله، والاستجابة لأمره؛ من خلال التحذير من وقوع العذاب بالأقوام؛ فإن اللهَ في هذه السورة أقسَمَ بـ(الذَّاريَات)، وهي الرِّياح التي يُعذِّب الله بها من يشاء من عباده، يقول البِقاعي: «مقصودها: الدلالة على صدقِ ما أنذَرتْ به سورةُ (ق) تصريحًا، وبشَّرت به تلويحًا، ولا سيما من مُصاب الدنيا، وعذابِ الآخرة.

واسمها (الذَّاريَات): ظاهرٌ في ذلك، بملاحظة جواب القَسَم؛ فإنه - لِشِدة الارتباط - كالآية الواحدة وإن كان خمسًا.

وللتعبير عن الرِّياح بـ(الذَّاريَات) أتمُّ إشارةٍ إلى ذلك؛ فإن تكذيبَهم بالوعيد لكونهم لا يشعُرون بشيءٍ من أسبابه، وإن كانت موجودةً معهم». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /25).