تفسير سورة الذاريات

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

تفسير سورة سورة الذاريات من كتاب الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم
لمؤلفه الكَازَرُوني . المتوفي سنة 923 هـ

لمَّا بيَّنَ الحشر بدلاله أكّدهُ باليمين فقال: ﴿ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ ﴾: الرياح ﴿ ٱلذَّارِيَاتِ ﴾: تذروا وتنسف التراب والأبخرة ونحوهما ﴿ ذَرْواً * فَٱلْحَامِلاَتِ ﴾: للسحب ﴿ وِقْراً ﴾ حملا ﴿ فَٱلْجَارِيَاتِ ﴾: في مهابا جَرْياً ﴿ يُسْراً ﴾: ذا يسر ﴿ فَٱلْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً ﴾: من نحو الأمطار، والفاء لترتيب الأفعال ﴿ إِنَّمَا تُوعَدُونَ ﴾: من البعث ﴿ لَصَادِقٌ ﴾: صدق أو مصدوق ﴿ وَإِنَّ ٱلدِّينَ ﴾: الجزاء ﴿ لَوَٱقِعٌ * وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْحُبُكِ ﴾: الطرق محسوسة ومعقولة جمع حبيكة أو حباك ﴿ إِنَّكُمْ ﴾: أيه االمشركون ﴿ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ ﴾: في محمد أو القرآن بنسبة السحر والشعر وغيره ﴿ يُؤْفَكُ ﴾ يصرف ﴿ عَنْهُ ﴾: عن هذا القول ﴿ مَنْ أُفِكَ ﴾: صرف عنه في علمنا ﴿ قُتِلَ ﴾ لعن ﴿ ٱلْخَرَّاصُونَ ﴾: الكذابون ممن هو في القول المختلف ﴿ ٱلَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ﴾: جهل يغمرهم ﴿ سَاهُونَ ﴾: غافلون عن الآخرة ﴿ يَسْأَلُونَ ﴾: استهزاء ﴿ أَيَّانَ ﴾: متى ﴿ يَوْمُ ﴾: وقوع ﴿ ٱلدِّينِ ﴾: هو مجئ ﴿ يَوْمَ هُمْ عَلَى ٱلنَّارِ يُفْتَنُونَ ﴾: يحرقون، يقال لهم ﴿ ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ ﴾: عذابكم ﴿ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ﴾: في الدنيا ﴿ إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ ﴾: بالرضا كل ﴿ مَآ آتَاهُمْ ﴾: أعطاهم ﴿ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ ﴾: في الدنيا ﴿ مُحْسِنِينَ * كَانُواْ ﴾: زمانا ﴿ قَلِيلاً مِّن ٱللَّيْلِ مَا ﴾: صلة ﴿ يَهْجَعُونَ ﴾: ينامون، والهجوع قليل من النوم ﴿ وَبِٱلأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾: الله ﴿ وَفِيۤ أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ ﴾: نصيب التزموه ﴿ لَّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ ﴾: المتعفف عن السؤال، أو هما الآدمي وحيوان محترم غيره، أو في الزكاة والتطوع ﴿ وَفِي ٱلأَرْضِ آيَاتٌ ﴾: دلالات على كما قدرتنا ﴿ لِّلْمُوقِنِينَ ﴾: لطالبي اليقين ﴿ وَفِيۤ أَنفُسِكُمْ ﴾: آيات إذ ما في العالم شئ إلا وفينا نظيره كما مر في تفسير الفاتحة ﴿ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ ﴾: ذلك اعتبارا ﴿ وَفِي ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ ﴾: أسبابه ﴿ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾: من نحو الجنة، فإنها فوق السابعة ﴿ فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِنَّهُ ﴾: ما توعدون ﴿ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ ﴾ أي: مثل نطقكم، إذ لا تشكون في صدوره عنكم ﴿ هَلْ ﴾: قد ﴿ أَتَاكَ ﴾: يا محمد ﴿ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ ٱلْمُكْرَمِينَ ﴾: عند الله تعالى اثني عشر ملكا، أو جبريل وميكائل وإسرافيل، أتوه في صورة الضيف ﴿ إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاَماً ﴾: بتقدير نسلم عليك ﴿ قَالَ سَلاَمٌ ﴾: أي: عليكم، رفع ابتداء للثبات ليكون أحسن، فقال في نفسه: ﴿ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ ﴾: أي: هيئة وشكلا، فلا ينافي تأخيره عن الضيافة في هود ﴿ فَرَاغَ ﴾: ذهب خفية ﴿ إِلَىٰ أَهْلِهِ ﴾: كدأب المضيف ﴿ فَجَآءَ بِعِجْلٍ ﴾: مشوي ﴿ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ ﴾: فلما امتنعوا عن أكله ﴿ قَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ ﴾: منه ﴿ فَأَوْجَسَ ﴾: أضمر ﴿ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ ﴾: قيل: فمسح جبريل بجناحه العجل فقام يدرج حتى لحق أمه فعرفه ﴿ وَبَشَّرُوهُ بِغُلاَمٍ عَلِيمٍ ﴾: إسحاق ﴿ فَأَقْبَلَتِ ٱمْرَأَتُهُ ﴾: كائنة ﴿ فِي صَرَّةٍ ﴾: صيحة أو جمع من النسوة كن معها ﴿ فَصَكَّتْ ﴾: لطمت بأطراف أصابعها ﴿ وَجْهَهَا ﴾: كعادة النساء في التعجب ﴿ وَقَالَتْ ﴾: أنا ﴿ عَجُوزٌ عَقِيمٌ ﴾: لم أَلِدْ قَطُّ ﴿ قَالُواْ كَذَلِكِ ﴾: التبشير ﴿ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ ٱلْحَكِيمُ ﴾: بصنعه ﴿ ٱلْعَلِيمُ ﴾: بخلقه، أَفَادَت أن آداب الضيافة من تعجيلها وإخفائها وإكرام الضَّيف، وغيبة المضيف عنه ليستريح وخدمته بنفسه، واختيار الأجود له، وتقديم الطعام إليه في مكانه وعرض الأكل عليه لا أمره به، والسرور واعتذار الضيف إذا لم يصلح له الطعام بعذر حسن، كلا تخف. والله تعالى أعلم.
﴿ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ ﴾: شأنكم ﴿ أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ ﴾: كما مر ﴿ قَالُوۤاْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ ﴾: قوم لوط ﴿ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ ﴾: الطين المُتحجر، قيل: احترز من البرد فإنه يسمى حجارة ﴿ مُّسَوَّمَةً ﴾: معلمة، عليها اسم من يهلك بها ﴿ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ * فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا ﴾: أي: قريتهم ﴿ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾: أفاد أن المسيء ينجو ببركة مجاورة المحسن، وأن الكفر إذا غلب والفسق إذا فشا لا ينفع معه عبادة العباد بخلافف ما لو غلب الصلاح ﴿ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ ﴾: أهل ﴿ بَيْتٍ مِّنَ ٱلْمُسْلِمِينَ ﴾: لوط وأهله إلا امرأته، ولا يفهم اتحاد الإيمان والإسلام مفهوماً، إذ لا ينافي عموم الإسلام لجواز صدق المفهومات المختلفة على ذات واحدة ﴿ وَتَرَكْنَا ﴾: إلى الآن ﴿ فِيهَآ آيَةً ﴾: علامة، وهي تلك الحجارة أو ماؤهم المنتن الأسود ﴿ لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ ﴾: ليعتبروا ﴿ وَ ﴾: تركنا ﴿ فِي ﴾: قصة ﴿ مُوسَىٰ ﴾: آية ﴿ إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ ﴾: حجة ﴿ مُّبِينٍ * فَتَوَلَّىٰ ﴾: عن الإيمان ﴿ بِرُكْنِهِ ﴾: أي: مع جنوده فإنهم ركن دولته ﴿ وَقَالَ ﴾: هو ﴿ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴾: أسند خوارقه إلى الجن ﴿ فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ ﴾: طرحناهم ﴿ فِي ٱلْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ ﴾: أت بما يلام عليه من الكفر ﴿ وَ ﴾: تركنا ﴿ فِي ﴾: قصة ﴿ عَادٍ ﴾: أية ﴿ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلْعَقِيمَ ﴾: التي لا تنتج نفعا ﴿ مَا تَذَرُ ﴾: الريح ﴿ مِن شَيْءٍ أَتَتْ ﴾: مرت ﴿ عَلَيْهِ ﴾: مما قصدته ﴿ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَٱلرَّمِيمِ ﴾: البالي المتفتت أو الرماد ﴿ وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ ﴾: القائل صالح بعد العقر ﴿ تَمَتَّعُواْ حَتَّىٰ حِينٍ ﴾: يأتي عذابكم أي: ثلاثة أيام كما مر ﴿ فَعَتَوْاْ ﴾: تمردوا ﴿ عَنْ ﴾: امتثال ﴿ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ ﴾: إليها بهارا ﴿ فَمَا ٱسْتَطَاعُواْ مِن قِيَامٍ ﴾: أي نهوض في دفعها ﴿ وَمَا كَانُواْ مُنتَصِرِينَ ﴾: ممتنعين منها.
﴿ وَ ﴾: أهلنكنا ﴿ قَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ * وَٱلسَّمَآءَ بَنَيْنَٰهَا بِأَييْدٍ ﴾: بقوة ﴿ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴾: ذوو سعة وقدرة ﴿ وَٱلأَرْضَ فَرَشْنَاهَا ﴾: بسطناها ﴿ فَنِعْمَ ٱلْمَاهِدُونَ ﴾: نحن ﴿ وَمِن كُلِّ شَيْءٍ ﴾: مما تشاهدونه ﴿ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ ﴾: صنفين مختلفين كالسماء والأرض والسهل والجبل ونحوه ﴿ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾: فتعلمون أن التعدد من خواص الممكن، قل لهم: ﴿ فَفِرُّوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ ﴾: إلى عبادته من عقابه ﴿ إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ * وَلاَ تَجْعَلُواْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴾: كرره تأكيدا، قصتم ﴿ كَذَلِكَ مَآ أَتَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُواْ ﴾: فيه ﴿ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ * أَتَوَاصَوْاْ ﴾: كلهم ﴿ بِهِ ﴾ بهذا القول ﴿ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ﴾: فطغياهم جرَّهم إليه لا تواصيهم ﴿ فَتَوَلَّ ﴾: أعرض ﴿ عَنْهُمْ فَمَآ أَنتَ بِمَلُومٍ ﴾: بعد التبليغ ﴿ وَذَكِّرْ ﴾: بالقرآن ﴿ فَإِنَّ ٱلذِّكْرَىٰ تَنفَعُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾: في علمنا ﴿ وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ﴾: أي: بحيث يتأتي منهم العبادة وهذا كخلق الفرس للكرّ والفرّ، فلا ينافي:﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا ﴾[الأعراف: ١٧٩]، واللام للعاقبة، وعن علي رضي الله تعالى عنه، إلا ليؤمروا بالعبادة، وعن مجاهد: إلا ليعرفون، ترك الملك مع أنه أكمل العباد المكلفين لأن الكلام في ذم الكفرة لتركهم ما خلقوا له، وهو مختص بالثقلين أو لدخولهم في الجن لاستتارهم ﴿ مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ ﴾: لأنفسهم ﴿ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ ﴾: كالسادة مع عبيدهم، فليشتغلوا بماخلقوا له ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ﴾: لكل ما يفتقر إلى الرزق ﴿ ذُو ٱلْقُوَّةِ ٱلْمَتِينُ ﴾: شديد القوة ﴿ فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوباً ﴾: نصيبا من العذاب ﴿ مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ ﴾: المُدَمَّرِيْن ﴿ فَلاَ يَسْتَعْجِلُونِ ﴾: بقولكم: متى هذا الوعد؟ ﴿ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن يَوْمِهِمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ ﴾: القيامة أو بدر - واللهُ أعْلمُ.
سورة الذاريات
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الذَّاريَات) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الأحقاف)، وقد جاءت ببيانِ عظمة الله، وقُدْرتِه على التصرُّف في الكون، وإنزالِ العذاب بمَن شاء، كيف شاء، متى شاء، ومِن ذلك قَسَمُه بـ(الذَّاريَات)، وهي: الرِّياح، وهي آيةٌ من آيات الله، يُصرِّفها اللهُ إن شاء للرَّحمة، وإن شاء للعذاب؛ فعلى الناسِ الفرارُ إلى الله، الذي هو طريقُ النجاة.

ترتيبها المصحفي
51
نوعها
مكية
ألفاظها
360
ترتيب نزولها
67
العد المدني الأول
60
العد المدني الأخير
60
العد البصري
60
العد الكوفي
60
العد الشامي
60

* سورة (الذَّاريَات):

سُمِّيت سورةُ (الذَّاريَات) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بالقَسَم بـ(الذَّاريَات)؛ وهي: الرِّياح.

* أُثِر عن النبي صلى الله عليه وسلم قراءتُه لسورة (الذَّاريَات) في صلاة الظُّهر:

عن البراءِ بن عازبٍ رضي الله عنهما، قال: «كُنَّا نُصلِّي خلفَ النبيِّ ﷺ الظُّهْرَ، فيُسمِعُنا الآيةَ بعد الآياتِ مِن لُقْمانَ والذَّاريَاتِ». أخرجه النسائي (٩٧١).

1. وقوع البعثِ والجزاء (١-٢٣).

2. دلائل القدرة الإلهية (٢٤-٤٦).

3. الفرارُ إلى الله طريق النجاة (٤٧- ٦٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /443).

مقصودُ سورة (الذَّاريَات) هو الدعوةُ إلى طاعة الله، والاستجابة لأمره؛ من خلال التحذير من وقوع العذاب بالأقوام؛ فإن اللهَ في هذه السورة أقسَمَ بـ(الذَّاريَات)، وهي الرِّياح التي يُعذِّب الله بها من يشاء من عباده، يقول البِقاعي: «مقصودها: الدلالة على صدقِ ما أنذَرتْ به سورةُ (ق) تصريحًا، وبشَّرت به تلويحًا، ولا سيما من مُصاب الدنيا، وعذابِ الآخرة.

واسمها (الذَّاريَات): ظاهرٌ في ذلك، بملاحظة جواب القَسَم؛ فإنه - لِشِدة الارتباط - كالآية الواحدة وإن كان خمسًا.

وللتعبير عن الرِّياح بـ(الذَّاريَات) أتمُّ إشارةٍ إلى ذلك؛ فإن تكذيبَهم بالوعيد لكونهم لا يشعُرون بشيءٍ من أسبابه، وإن كانت موجودةً معهم». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /25).