تفسير سورة المطفّفين

معاني القرآن

تفسير سورة سورة المطففين من كتاب معاني القرآن
لمؤلفه الأخفش . المتوفي سنة 215 هـ

[ ١٨٣ ب ] قال ﴿ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ﴾ ( ٣ ) أيْ : " إذا كالوا الناس أَوْ وَزَنُوهُم " لأنَّ أَهْلَ الحجاز يقولون " كِلْتُ زَيْداً " و " وَزَنْتُه " أي : " كِلْتُ لَهُ " و " وَزَنْتُ لَهُ ".
[ وقال ] ﴿ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ ( ٥ ) ﴿ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ ﴾ ( ٦ ) فجعله في الحين كما تقول " فلانٌ اليومَ صالحٌ " تريد به الآن في هذا الحين وتقول هذا بالليل " فلانٌ اليومَ ساكِنٌ " أي : الآن، أي : هذا الحين ولا نعلم أحدا قرأها جرا والجرّ جائز.
وقال ﴿ كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ ﴾ ( ١٤ ) تقول فيه : " رانَ " " يَرِينُ " " رَيْناً ".
وقال ﴿ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا ﴾ ( ٢٨ ) فجعله على ﴿ يُسْقَوْنَ ﴾ ( ٢٥ ) ﴿ عَيْناً ﴾ وان شئت جعلته على المدح فتقطع من أول الكلام كأنك تقول : " أَعْنِي عَيْناً ".
وقال ﴿ هَلْ ثُوِّبَ ﴾ ( ٣٦ ) إن شئت أدغمت وإن شئت لم تدغم لأن اللام مخرجها بطرف اللسان قريب من أصول الثنايا والثاء بطرف اللسان وأطراف الثنايا إلا أن اللام بالشق الأيمن ادخل في الفم. وهي قريبة المخرج منها ولذلك قيل ﴿ بَلْ تُؤْثِرُونَ ﴾ فأدغمت اللام في التاء لأن مخرج التاء والثاء قريب من مخرج اللام.
سورة المطففين
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (المُطفِّفين) من السُّوَر المكية، وقد افتُتحت بوعيد المُطفِّفين الذين يتلاعبون بالميزان بُغْيةَ خداع الناس، متناسِين أنَّ هناك يومًا يبعثُ اللهُ فيه الخلائقَ، يحاسبهم على كلِّ صغيرة وكبيرة، وقد جاء فيها وعيدُ الفُجَّار بالعقاب الأليم، ووعدُ الأبرار بالثواب العظيم، وإكرامُ المؤمنين وإيلامُ المجرمين يوم البعث؛ جزاءً لهم على أعمالهم، وفي هذا كلِّه دعوةٌ للمُطفِّفين أن يؤُوبُوا إلى الله، ويَرجِعوا عن باطلهم.

ترتيبها المصحفي
83
نوعها
مكية
ألفاظها
170
ترتيب نزولها
86
العد المدني الأول
36
العد المدني الأخير
36
العد البصري
36
العد الكوفي
36
العد الشامي
36

* قوله تعالى: {وَيْلٞ لِّلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «لمَّا قَدِمَ النبيُّ ﷺ المدينةَ، كانوا مِن أخبَثِ الناسِ كَيْلًا؛ فأنزَلَ اللهُ عز وجل: {وَيْلٞ لِّلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1]؛ فأحسَنوا الكَيْلَ بعد ذلك». أخرجه ابن حبان (٤٩١٩).

* سورة (المُطفِّفين):

سُمِّيت سورة (المُطفِّفين) بذلك؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {وَيْلٞ لِّلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1]؛ وهم: الذين يتلاعبون في المكيال بُغْيةَ خداع الناس.

1. إعلان الحرب على المُطفِّفين (١-٦).

2. وعيد الفُجَّار بالعقاب الأليم (٧-١٧).

3. وعد الأبرار بالثواب العظيم (١٨-٢٨).

4. إكرام المؤمنين، وإيلام المجرمين (٢٩-٣٦).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /66).

يقول ابن عاشور: «اشتملت على التحذيرِ من التطفيف في الكيل والوزن، وتفظيعِه بأنه تحيُّلٌ على أكلِ مال الناس في حال المعاملة أخذًا وإعطاءً.
وأن ذلك مما سيُحاسَبون عليه يوم القيامة.
وتهويل ذلك اليوم بأنه وقوفٌ عند ربهم؛ ليَفصِلَ بينهم، وليجازيَهم على أعمالهم، وأن الأعمال مُحصاةٌ عند الله.
ووعيد الذين يُكذِّبون بيوم الجزاء، والذين يُكذِّبون بأن القرآن منزل من عند الله.

وقوبل حالُهم بضدِّه من حال الأبرار أهلِ الإيمان، ورفعِ درجاتهم، وإعلان كرامتهم بين الملائكة والمقربين، وذكرِ صُوَرٍ من نعيمهم.
وانتقل من ذلك إلى وصف حال الفريقين في هذا العالم الزائل؛ إذ كان المشركون يَسخَرون من المؤمنين، ويَلمِزونهم، ويستضعفونهم، وكيف انقلب الحالُ في العالم الأبدي». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /188).