تفسير سورة المطفّفين

مجاز القرآن

تفسير سورة سورة المطففين من كتاب مجاز القرآن المعروف بـمجاز القرآن.
لمؤلفه أبو عبيدة معمر بن المثنى . المتوفي سنة 209 هـ

«سورة ويل للمطففين» (٨٣)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

«وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ» (١) المطفّف الذي لا يوفى «١» على الناس من الناس..
«وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ» (٣) إذا كالوا لهم أو وزنوا لهم، قال خفاف:
يصيدك قافلا والمخّ رار
«٢» [٩٣٣].
«لَفِي سِجِّينٍ «٣» » (٧) فى حبس، فعّيل من السجن كما يقال: فسّيق من الفسق..
«مَرْقُومٌ» (٩) مكتوب..
«كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ» (١٤) غلب على قلبه والخمر ترين على عقل السكران والموت يرين على الميّت قال أبو زبيد:
ثم لما رآه رانت به الخم ر وألّا ترينه بأنقاء
«٤» [٩٣٤].
«نَضْرَةَ النَّعِيمِ» (٢٤) مصدر «ناضرة»..
«رَحِيقٍ» (٢٥) الرحيق (٢٥) الذي ليس فيه غشّ، رحيق معرّق من مسك أو خمر.
(١). - ٣ «لا يوفى» : كما فى البخاري وأشار إليه ابن حجر بأنه قول أبى عبيدة (فتح الباري ٨/ ٥٢٤)
(٢). - ٩٣٣: وهو من كلمة تنسب إلى السليك فى الكامل ص ٤٧١.
(٣). - ٦ «سجين» : قال القرطبي (١٩/ ٢٥٦) وقال أبو عبيدة والأخفش والزجاج: لفى سجين لفى حبس وضيق شديد فعيل من السجن كما يقول فسيق وشريب.
(٤). - ٩٣٤: فى القرطبي ١٩/ ٢٥٨.
«مَخْتُومٍ» (٢٥) له ختام. عاقبة ريح.
«خِتامُهُ» (٢٦) عاقبته..
«مِنْ تَسْنِيمٍ» (٢٧) معرفة.
قال «عَيْناً» (٢٨) فجاءت نكرة فنصبتها صفة لها «١»..
«هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ» (٣٦) هل جوزى «٢»...
(١). - ٢- ٣ «من... لها» نقله الطبري (٣٠/ ٦٠) قائلا: وقال آخر من البصريين من تسنيم... صفة لها.
(٢). - ٤ «جوزى» : كما فى البخاري وأشار إليه ابن حجر (فتح الباري ٨/ ٢٥٤). وأما الذي يليه فبعضه مخروم لا يفهم.
سورة المطففين
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (المُطفِّفين) من السُّوَر المكية، وقد افتُتحت بوعيد المُطفِّفين الذين يتلاعبون بالميزان بُغْيةَ خداع الناس، متناسِين أنَّ هناك يومًا يبعثُ اللهُ فيه الخلائقَ، يحاسبهم على كلِّ صغيرة وكبيرة، وقد جاء فيها وعيدُ الفُجَّار بالعقاب الأليم، ووعدُ الأبرار بالثواب العظيم، وإكرامُ المؤمنين وإيلامُ المجرمين يوم البعث؛ جزاءً لهم على أعمالهم، وفي هذا كلِّه دعوةٌ للمُطفِّفين أن يؤُوبُوا إلى الله، ويَرجِعوا عن باطلهم.

ترتيبها المصحفي
83
نوعها
مكية
ألفاظها
170
ترتيب نزولها
86
العد المدني الأول
36
العد المدني الأخير
36
العد البصري
36
العد الكوفي
36
العد الشامي
36

* قوله تعالى: {وَيْلٞ لِّلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «لمَّا قَدِمَ النبيُّ ﷺ المدينةَ، كانوا مِن أخبَثِ الناسِ كَيْلًا؛ فأنزَلَ اللهُ عز وجل: {وَيْلٞ لِّلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1]؛ فأحسَنوا الكَيْلَ بعد ذلك». أخرجه ابن حبان (٤٩١٩).

* سورة (المُطفِّفين):

سُمِّيت سورة (المُطفِّفين) بذلك؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {وَيْلٞ لِّلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1]؛ وهم: الذين يتلاعبون في المكيال بُغْيةَ خداع الناس.

1. إعلان الحرب على المُطفِّفين (١-٦).

2. وعيد الفُجَّار بالعقاب الأليم (٧-١٧).

3. وعد الأبرار بالثواب العظيم (١٨-٢٨).

4. إكرام المؤمنين، وإيلام المجرمين (٢٩-٣٦).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /66).

يقول ابن عاشور: «اشتملت على التحذيرِ من التطفيف في الكيل والوزن، وتفظيعِه بأنه تحيُّلٌ على أكلِ مال الناس في حال المعاملة أخذًا وإعطاءً.
وأن ذلك مما سيُحاسَبون عليه يوم القيامة.
وتهويل ذلك اليوم بأنه وقوفٌ عند ربهم؛ ليَفصِلَ بينهم، وليجازيَهم على أعمالهم، وأن الأعمال مُحصاةٌ عند الله.
ووعيد الذين يُكذِّبون بيوم الجزاء، والذين يُكذِّبون بأن القرآن منزل من عند الله.

وقوبل حالُهم بضدِّه من حال الأبرار أهلِ الإيمان، ورفعِ درجاتهم، وإعلان كرامتهم بين الملائكة والمقربين، وذكرِ صُوَرٍ من نعيمهم.
وانتقل من ذلك إلى وصف حال الفريقين في هذا العالم الزائل؛ إذ كان المشركون يَسخَرون من المؤمنين، ويَلمِزونهم، ويستضعفونهم، وكيف انقلب الحالُ في العالم الأبدي». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /188).