ﰡ
وفى الحديث من قرأ إذا السماء انفطرت أعطاه الله من الاجر بعدد كل قبر حسنة وبعدد كل قطرة ماء حسنة وأصلح الله شأنه يوم القيامة تمت سورة الانفطار بعون مالك الأقطار فى الثاني والعشرين من صفر الخير من سنة سبع عشرة ومائة وألف
تفسير سورة المطففين
ست وثلاثون آية مختلف فى كونها مكية او مدينة بسم الله الرحمن الرحيم
وَيْلٌ شدة الشر او الهلاك او العذاب الأليم وقال ابن كيسان هو كلمة كل مكروب واقع فى البلية فقولك ويل لك عبارة عن استحقاق المخاطب لنزول البلاء والمحنة عليه الموجب له ان يقول وا ويلاه ونحوه وقيل أصله وى لفلان اى الحزن فقرن بلام الاضافة تخفيفا وبالفارسية واى. وهو مبتدأ وان كان نكرة لوقوعه فى موقع الدعاء على ما سبق بيانه فى المرسلات لِلْمُطَفِّفِينَ الباخسين حقوق الناس فى المكيال والميزان وبالفارسية مر كاهندگانرا در كيل ووزن. فان التطفيف البخس فى الكيل والوزن والنقص والخيانة فيهما بأن لا يعطى المشترى حقه تاما كاملا وذلك لان ما يبخس شىء طفيف حقير على وجه الخفية منى جهة دناءة الكيال والوزان وخساستهما إذ الكثير يظهر فيمنع منه ولذا سمى مطففا قال الراغب يقال طفف الكيل قلل نصيب المكيل له فى ايفائه واستيفائه وقال سعدى المفتى والظاهر ان بناء التفعيل للتكثير لان البخس لما كان من عادتهم كانوا يكثرون التطفيف ويجوز ان يكون للتعدية انتهى روى ان رسول الله ﷺ قدم المدينة وكان أهلها من أبخس الناس كيلا فنزلت فخرج فقرأها عليهم وقال خمس بخمس ما نقض قوم العهد الا سلط الله عليهم عدوهم وما حكموا بغير ما انزل الله إلا فشا فيهم الفقر وما ظهرت فيهم الفاحشة الا فشا فيهم الموت ولا طففوا الكيل الا منعوا النبات وأخذوا بالسنين ولا منعوا الزكاة الا حبس عنهم القطر فعملوا بموجها وأحسنوا الكيل فهم او فى الناس كيلا الى اليوم وعن على رضى الله عنه انه مر برجل يزن الزغفران وقد أرجح فقال أقم الوزن بالقسط ثم أرجح بعد ذلك ما شئت كأنه امره اولا بالتسوية ليعتادها ويفصل الواجب من النفل وعن ابن عباس رضى الله عنهما انكم معشر الأعاجم وليتم أمرين بهما هلك من كان قبلكم المكيال والميزان وخص الأعاجم لانهم كانوا يجمعون الكيل والوزن جميعا وكانا مفرقين
مسكين فقيه ميكند انكار حسن دوست | با او بگو كه ديده جانرا جلى كند |
بي ديدن ميزبان چهـ باشد | چون دشمن ودوست را چهـ باشد |
سرمايه ذوق دو جهان مستى عشقست | آنها كه ازين مى نچشيدند چهـ دانند |
اى فقراء المؤمنين بِهِمْ
اى بالمشركين وهم فى أنديتهم وهو الأظهر وان جاز العكس ايضا يقال مرمرا ومرورا جاز وذهب كاستمر ومره وبه جاز عليه كما فى القاموس قال فى تاج المصادر المر بگذشتن بكسى. ويعدى بالباء وعلى يَتَغامَزُونَ
اى يغمز بعضهم بعضا ويشيرون بأعينهم ويعيبونهم ويقولون انظروا الى هؤلاء يتعبون أنفسهم ويتركون اللذات ويتحملون المشقات لما يرجونه فى الآخرة من المثوبات وامر البعث والجزاء لا يقين به وانه بعيد كل البعد والتغامز تفاعل من الغمز وهو الاشارة بالجفن والحاجب ويكون بمعنى العيب ايضا وفى التاج التغامز يكديكر را بچشم اشارت كردن وَإِذَا انْقَلَبُوا من مجالسهم إِلى أَهْلِهِمُ الى اهل بيتهم وأصحابهم الجهلة الضالة النابعة لهم والانقلاب الانصراف والتحول والرجوع انْقَلَبُوا حال كونهم فَكِهِينَ متلذذين بذكرهم بالسوء والسخرية منهم وفيه اشارة الى انهم كانوا لا يفعلون ذلك بمرأى من المارين ويكتفون حينئذ بالتغامز وَإِذا رَأَوْهُمْ اى المجرمون المؤمنين أينما كانوا قالُوا مشيرين الى المؤمنين بالتحقير إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ اى نسبوا المسلمين ممن رأوهم ومن غيرهم الى الضلال بطريق التأكيد وقالوا تركوا دين آبائهم القديم ودخلوا فى الدين الحادث او قالوا تركوا التنعم الحاضر بسبب طلب ثواب لا يدرى هل له وجود أولا وهذا كما ان بعض غفلة العلماء ينسبون الفقراء السالكين الى الضلال والجنون خصوصا إذا كان اهل السلوك من اهل المدرسة فانهم يضللونه أكثر من تضليل غيره
منعم كنى ز عشق وى اى زاهد زمان | معذور دارمت كه تو او را نديده |
سورة المطففين
سورة (المُطفِّفين) من السُّوَر المكية، وقد افتُتحت بوعيد المُطفِّفين الذين يتلاعبون بالميزان بُغْيةَ خداع الناس، متناسِين أنَّ هناك يومًا يبعثُ اللهُ فيه الخلائقَ، يحاسبهم على كلِّ صغيرة وكبيرة، وقد جاء فيها وعيدُ الفُجَّار بالعقاب الأليم، ووعدُ الأبرار بالثواب العظيم، وإكرامُ المؤمنين وإيلامُ المجرمين يوم البعث؛ جزاءً لهم على أعمالهم، وفي هذا كلِّه دعوةٌ للمُطفِّفين أن يؤُوبُوا إلى الله، ويَرجِعوا عن باطلهم.
ترتيبها المصحفي
83نوعها
مكيةألفاظها
170ترتيب نزولها
86العد المدني الأول
36العد المدني الأخير
36العد البصري
36العد الكوفي
36العد الشامي
36* قوله تعالى: {وَيْلٞ لِّلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1]:
عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «لمَّا قَدِمَ النبيُّ ﷺ المدينةَ، كانوا مِن أخبَثِ الناسِ كَيْلًا؛ فأنزَلَ اللهُ عز وجل: {وَيْلٞ لِّلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1]؛ فأحسَنوا الكَيْلَ بعد ذلك». أخرجه ابن حبان (٤٩١٩).
* سورة (المُطفِّفين):
سُمِّيت سورة (المُطفِّفين) بذلك؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {وَيْلٞ لِّلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1]؛ وهم: الذين يتلاعبون في المكيال بُغْيةَ خداع الناس.
1. إعلان الحرب على المُطفِّفين (١-٦).
2. وعيد الفُجَّار بالعقاب الأليم (٧-١٧).
3. وعد الأبرار بالثواب العظيم (١٨-٢٨).
4. إكرام المؤمنين، وإيلام المجرمين (٢٩-٣٦).
ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /66).
يقول ابن عاشور: «اشتملت على التحذيرِ من التطفيف في الكيل والوزن، وتفظيعِه بأنه تحيُّلٌ على أكلِ مال الناس في حال المعاملة أخذًا وإعطاءً.
وأن ذلك مما سيُحاسَبون عليه يوم القيامة.
وتهويل ذلك اليوم بأنه وقوفٌ عند ربهم؛ ليَفصِلَ بينهم، وليجازيَهم على أعمالهم، وأن الأعمال مُحصاةٌ عند الله.
ووعيد الذين يُكذِّبون بيوم الجزاء، والذين يُكذِّبون بأن القرآن منزل من عند الله.
وقوبل حالُهم بضدِّه من حال الأبرار أهلِ الإيمان، ورفعِ درجاتهم، وإعلان كرامتهم بين الملائكة والمقربين، وذكرِ صُوَرٍ من نعيمهم.
وانتقل من ذلك إلى وصف حال الفريقين في هذا العالم الزائل؛ إذ كان المشركون يَسخَرون من المؤمنين، ويَلمِزونهم، ويستضعفونهم، وكيف انقلب الحالُ في العالم الأبدي». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /188).