تفسير سورة المطفّفين

تفسير الإمام مالك

تفسير سورة سورة المطففين من كتاب تفسير الإمام مالك
لمؤلفه مالك بن أنس . المتوفي سنة 179 هـ

الآية الأولى : قوله تعالى :﴿ ويل للمطففين ﴾ [ المطففين : ١ ].
٩٣٧- ابن العربي : قال مالك : يقال : لكل شيء وفاء وتطفيف. ١
وروى ابن القاسم، عن مالك أنه قرأ :﴿ ويل للمطففين ﴾ مرتين قال : مسح المدينة من التطفيف.
روى أشهب قال : قرأ مالك :﴿ ويل للمطففين ﴾، فقال : لا تطفف ولا تجلب، ولكن أرسل وصب عليه صبا، حتى إذا استوى أرسل يدك ولا تمسك.
٩٣٨- يحيى بن عمر : سئل مالك عما يجب على الكيال في الكيل، أيطفف المكيال أم يصب عليه ويجلب ؟ فقال : يكيل ولا يطفف ولا يجلب، لأن الله جل اسمه يقول :﴿ ويل للمطففين ﴾ فلا خير في التطفيف ولكن يصب عليه حتى يجنبذه فإذا جنبذه أرسل يده ولم يمسك. ٢
١ - أحكام القرآن لابن العربي: ٤/١٩٠٧-١٩٠٨ وينظر: الجامع: ١٩/٢٥٠-٢٥١..
٢ - أحكام السوق: ١٠١-١٠٢. وكره مالك مسح رأس الويبة ورآه تطفيفا وكرهه كراهية شديدة وقال: أكره التطفيف، وقرأ هذه الآية مرتين ﴿ويل للمطففين﴾ انظر ص: ١٠٣. وكذا روى البرزلي في النوازل: ٣/١٤٩. والونشريسي في المعيار المعرب: ٦/ ٤٢٣..
الآية الثانية : قوله تعالى :﴿ يوم يقوم الناس لرب العالمين ﴾ [ المطففين : ٦ ].
٩٣٩- ابن جرير : حدثنا أحمد بن عبد الرحمن، حدثني عمي، قال : " أخبرني مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :﴿ يوم يقوم الناس لرب العالمين ﴾ حتى إن أحدهم ليغيب في رشحه إلى نصف أذنيه ". ١
وعنه- يعني مالكا- أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم :( يقوم مائة سنة ).
١ - جامع البيان: م١٥ ج ٣٠/٤٤. وأخرجه ابن العربي في الأحكام: ٤/١٩٠٩، والسيوطي في الدر: ٨/٤٤٢، وابن كثير في تفسيره: ٤/٤٨٤، والجامع: ١٩/٥٢٢..
الآية الثالثة : قوله تعالى :﴿ كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ﴾ [ المطففين : ١٥ ].
٩٤٠- مكي : قال مالك رحمه الله، في هذا دليل على أن ثم قوما لا يحجبون عن الله وينظرون إليه. ١
٩٤١- القرطبي : قال مالك بن أنس في هذه الآية : لما حجب أعداءه فلم يروه تجلى لأوليائه حتى رأوه. ٢
١ - الهداية: ١٨٣ م. خ ع ق: ٢١٨ ينظر: البيان والتحصيل: ١٨/ ٤٧٨ والمدارك: ٢/٤٢ وفتح الباري: ١٣/ ٤٢٦، والمحرر: ٦/١٢٢، والجامع: ٧/٥٦..
٢ - الجامع: ١٩/ ٢٦١. ينظر: لباب التأويل: ٧/ ١٦٧-٢٢١، وروح المعاني: م١٠ ج ٣٠/٩٣..
سورة المطففين
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (المُطفِّفين) من السُّوَر المكية، وقد افتُتحت بوعيد المُطفِّفين الذين يتلاعبون بالميزان بُغْيةَ خداع الناس، متناسِين أنَّ هناك يومًا يبعثُ اللهُ فيه الخلائقَ، يحاسبهم على كلِّ صغيرة وكبيرة، وقد جاء فيها وعيدُ الفُجَّار بالعقاب الأليم، ووعدُ الأبرار بالثواب العظيم، وإكرامُ المؤمنين وإيلامُ المجرمين يوم البعث؛ جزاءً لهم على أعمالهم، وفي هذا كلِّه دعوةٌ للمُطفِّفين أن يؤُوبُوا إلى الله، ويَرجِعوا عن باطلهم.

ترتيبها المصحفي
83
نوعها
مكية
ألفاظها
170
ترتيب نزولها
86
العد المدني الأول
36
العد المدني الأخير
36
العد البصري
36
العد الكوفي
36
العد الشامي
36

* قوله تعالى: {وَيْلٞ لِّلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «لمَّا قَدِمَ النبيُّ ﷺ المدينةَ، كانوا مِن أخبَثِ الناسِ كَيْلًا؛ فأنزَلَ اللهُ عز وجل: {وَيْلٞ لِّلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1]؛ فأحسَنوا الكَيْلَ بعد ذلك». أخرجه ابن حبان (٤٩١٩).

* سورة (المُطفِّفين):

سُمِّيت سورة (المُطفِّفين) بذلك؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {وَيْلٞ لِّلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1]؛ وهم: الذين يتلاعبون في المكيال بُغْيةَ خداع الناس.

1. إعلان الحرب على المُطفِّفين (١-٦).

2. وعيد الفُجَّار بالعقاب الأليم (٧-١٧).

3. وعد الأبرار بالثواب العظيم (١٨-٢٨).

4. إكرام المؤمنين، وإيلام المجرمين (٢٩-٣٦).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /66).

يقول ابن عاشور: «اشتملت على التحذيرِ من التطفيف في الكيل والوزن، وتفظيعِه بأنه تحيُّلٌ على أكلِ مال الناس في حال المعاملة أخذًا وإعطاءً.
وأن ذلك مما سيُحاسَبون عليه يوم القيامة.
وتهويل ذلك اليوم بأنه وقوفٌ عند ربهم؛ ليَفصِلَ بينهم، وليجازيَهم على أعمالهم، وأن الأعمال مُحصاةٌ عند الله.
ووعيد الذين يُكذِّبون بيوم الجزاء، والذين يُكذِّبون بأن القرآن منزل من عند الله.

وقوبل حالُهم بضدِّه من حال الأبرار أهلِ الإيمان، ورفعِ درجاتهم، وإعلان كرامتهم بين الملائكة والمقربين، وذكرِ صُوَرٍ من نعيمهم.
وانتقل من ذلك إلى وصف حال الفريقين في هذا العالم الزائل؛ إذ كان المشركون يَسخَرون من المؤمنين، ويَلمِزونهم، ويستضعفونهم، وكيف انقلب الحالُ في العالم الأبدي». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /188).