تفسير سورة المطفّفين

المنتخب في تفسير القرآن الكريم

تفسير سورة سورة المطففين من كتاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم
لمؤلفه المنتخب . المتوفي سنة 2008 هـ
بدأت هذه السورة بوعيد شديد لمن يأخذ لنفسه وافيا، ويعطي غيره ناقصا، وصورت ذلك بما قامت عليه معاملات الناس في استيفاء حقوقهم من الكيل والوزن، وهددت هذا النوع بوقوع البعث والحساب، وقررت أن أعمالهم مسجلة عليهم في كتاب مرقوم. لا يكذب به إلا كل معتد أثيم محجوب عن ربه، مصيره إلى جهنم.
وانتقلا إلى الأبرار فطمأنتهم إلى أعمالهم، وذكرت نعيمهم وسماتهم، مشيرة إلى نوع من النعيم فيه يتنافس المتنافسون، وصورت الآيات ما كان يفعله الكفار المجرمون مع المؤمنين حين يرونهم أو حين يمر بهم المؤمنون، وختمت السورة بتطمين المؤمنين إلى أن يوم القيامة سينصفهم، فيكونون في النعيم، من الكفار يضحكون، على الأرائك ينظرون، فيثّوب الكفار ما كانوا يفعلون.

١ - هلاك للمطففين. الذين إذا أخذوا لأنفسهم الكيل من الناس يأخذونه وافيا زائدا، وإذا كالوا للناس أو وزنوا لهم ينقصونهم حقهم الواجب لهم اعتداء عليهم.
٤ - ألا يخطر ببال هؤلاء المطففين أنهم سيبعثون ليوم عظيم الهول ؟.
٦- يوم يقوم الناس لأمر رب العالمين وقضائه.
٧- ارتدعوا عن التطفيف والغفلة عن البعث. وإن ما كُتب على الفجَّار من عملهم السيئ لفي سجين.
٨- وما أعلمك ما سجين ؟.
٩- هو كتاب مسطور بيِّن الكتابة.
١٠- هلاك للمكذبين يومَ إذْ يكون البعث والجزاء.
١١- الذين يُكذبون بيوم الجزاء.
١٢- وما يكذب بيوم الجزاء إلا كل متجاوز الحد مصرٍّ على الذنب.
١٣- إذا تُتلى عليه آيات الله الناطقة بحصول الجزاء قال : أباطيل السابقين.
١٤- ارتدع - أيها المعتدى - عن هذا القول الباطل، بل غطى على قلوب المعتدين ما اكتسبوه من الكفر والمعاصي.
١٥- حقا إن المكذبين لمحجوبون عن رحمة ربهم يومئذٍ بسبب ما اكتسبوه من المعاصي.
١٦- ثم إنهم لداخلون الجحيم.
١٧- ثم يقال - تبكيتا لهم - : هذا العذاب النازل بكم الذي كنتم به تكذبون في الدنيا.
١٨- حقا إن ما كتب من أعمال المحسنين لفي عليين.
١٩- وما أعلمك ما عِليّون ؟ ! والمعنى : تعظيم وتفخيم لهذا الكتاب وموضعه.
٢٠ - هو كتاب مسطور بيّن الكتابة، يحضره ويحفظه المقربون من الملائكة.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠:٢٠ - هو كتاب مسطور بيّن الكتابة، يحضره ويحفظه المقربون من الملائكة.
٢٢ - إن الإبرار لفي نعيم الجنة. على الأرائك ينظرون إلى ما أولاهم الله من النعمة والكرامة.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٢:٢٢ - إن الإبرار لفي نعيم الجنة. على الأرائك ينظرون إلى ما أولاهم الله من النعمة والكرامة.
٢٤- تعرف في وجوههم بهجة النعيم ونضارته.
٢٥ - يُسْقَون من شراب خالص مصون لا تزيده الصيانة إلا طيبا، وفي نيل ذلك النعيم فليتسابق المتسابقون.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٥:٢٥ - يُسْقَون من شراب خالص مصون لا تزيده الصيانة إلا طيبا، وفي نيل ذلك النعيم فليتسابق المتسابقون.
٢٧ - ومِزاج الرحيق من ماء تسنيم في الجنة : عينا يشرب منها المقربون دون غيرهم من أهل الجنة.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٧:٢٧ - ومِزاج الرحيق من ماء تسنيم في الجنة : عينا يشرب منها المقربون دون غيرهم من أهل الجنة.
٢٩- إن الذين ارتكبوا الجُرْم في حق الدين كانوا يضحكون استهزاء في الدنيا من الذين آمنوا.
٣٠- وإذا مر المؤمنون بهم يغمز بعضهم بعضا استهزاء.
٣١- وإذا رجع المجرمون إلى أهلهم رجعوا فرحين باستخفافهم بالمؤمنين.
٣٢ - وإذا رأوا المؤمنين، قالوا : إن هؤلاء لضالون لإيمانهم بمحمد، وما أرسل هؤلاء المجرمون حاكمين عليهم بالرشد أو الضلال حافظين لأعمالهم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٢:٣٢ - وإذا رأوا المؤمنين، قالوا : إن هؤلاء لضالون لإيمانهم بمحمد، وما أرسل هؤلاء المجرمون حاكمين عليهم بالرشد أو الضلال حافظين لأعمالهم.
٣٤- فيوم الجزاء تجد الذين آمنوا من الكفار يضحكون جزاء ما ضحكوا سخرية بهم في الدنيا.
٣٥- على الأسرَّة والمتكآت ينظر المؤمنون ما أولاهم الله من النعيم.
٣٦- هل جوزي الكفار في الآخرة ما كانوا يفعلون في الدنيا ؟ والاستفهام هنا للتقرير.
سورة المطففين
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (المُطفِّفين) من السُّوَر المكية، وقد افتُتحت بوعيد المُطفِّفين الذين يتلاعبون بالميزان بُغْيةَ خداع الناس، متناسِين أنَّ هناك يومًا يبعثُ اللهُ فيه الخلائقَ، يحاسبهم على كلِّ صغيرة وكبيرة، وقد جاء فيها وعيدُ الفُجَّار بالعقاب الأليم، ووعدُ الأبرار بالثواب العظيم، وإكرامُ المؤمنين وإيلامُ المجرمين يوم البعث؛ جزاءً لهم على أعمالهم، وفي هذا كلِّه دعوةٌ للمُطفِّفين أن يؤُوبُوا إلى الله، ويَرجِعوا عن باطلهم.

ترتيبها المصحفي
83
نوعها
مكية
ألفاظها
170
ترتيب نزولها
86
العد المدني الأول
36
العد المدني الأخير
36
العد البصري
36
العد الكوفي
36
العد الشامي
36

* قوله تعالى: {وَيْلٞ لِّلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «لمَّا قَدِمَ النبيُّ ﷺ المدينةَ، كانوا مِن أخبَثِ الناسِ كَيْلًا؛ فأنزَلَ اللهُ عز وجل: {وَيْلٞ لِّلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1]؛ فأحسَنوا الكَيْلَ بعد ذلك». أخرجه ابن حبان (٤٩١٩).

* سورة (المُطفِّفين):

سُمِّيت سورة (المُطفِّفين) بذلك؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {وَيْلٞ لِّلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1]؛ وهم: الذين يتلاعبون في المكيال بُغْيةَ خداع الناس.

1. إعلان الحرب على المُطفِّفين (١-٦).

2. وعيد الفُجَّار بالعقاب الأليم (٧-١٧).

3. وعد الأبرار بالثواب العظيم (١٨-٢٨).

4. إكرام المؤمنين، وإيلام المجرمين (٢٩-٣٦).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /66).

يقول ابن عاشور: «اشتملت على التحذيرِ من التطفيف في الكيل والوزن، وتفظيعِه بأنه تحيُّلٌ على أكلِ مال الناس في حال المعاملة أخذًا وإعطاءً.
وأن ذلك مما سيُحاسَبون عليه يوم القيامة.
وتهويل ذلك اليوم بأنه وقوفٌ عند ربهم؛ ليَفصِلَ بينهم، وليجازيَهم على أعمالهم، وأن الأعمال مُحصاةٌ عند الله.
ووعيد الذين يُكذِّبون بيوم الجزاء، والذين يُكذِّبون بأن القرآن منزل من عند الله.

وقوبل حالُهم بضدِّه من حال الأبرار أهلِ الإيمان، ورفعِ درجاتهم، وإعلان كرامتهم بين الملائكة والمقربين، وذكرِ صُوَرٍ من نعيمهم.
وانتقل من ذلك إلى وصف حال الفريقين في هذا العالم الزائل؛ إذ كان المشركون يَسخَرون من المؤمنين، ويَلمِزونهم، ويستضعفونهم، وكيف انقلب الحالُ في العالم الأبدي». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /188).