تفسير سورة المطفّفين

إيجاز البيان

تفسير سورة سورة المطففين من كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن المعروف بـإيجاز البيان.
لمؤلفه بيان الحق النيسابوري . المتوفي سنة 553 هـ

﴿ وإذا كالوهم ﴾ أي : كالوا لهم، ولكنه لما تقدم " اكتال " عليه كان كاله أفصح١.
١ فعلى هذا يكون الضمير " هم " متصلا ب " كالوا". انظر الفريد ج ٤ ص ٦٤٠..
﴿ سجين ﴾ فعيل من السجن وهو تحت الأرض السابعة عن ابن عباس١.
١ أخرجه ابن جرير في تفسيره ج ٣٠ ص ٩٤، ٩٥، وبه قال مجاهد..
﴿ مرقوم ﴾ مكتوب، كالرقم في الحجر ١ لا ينمحي.
١ في ب الحجرة..
١٤ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ: غلب وغطّى «١». وفي حديث «٢» عمر رضي الله عنه: «أصبح قد رين به» أي: أحاط بماله الدّين.
١٨ عِلِّيِّينَ: مراتب عالية، جمعت جمع العقلاء تفخيما، والواحد «علّيّ» وهي في السّماء السّابعة «٣».
٢٦ خِتامُهُ مِسْكٌ: آخر طعمه «٤».
٢٧ مِنْ تَسْنِيمٍ: عين عالية «٥» تتسنّم منازل أهل الجنّة.
٣٦ ثُوِّبَ: جوزي.
[سورة الانشقاق]
٢ أَذِنَتْ: سمعت وأطاعت، وَحُقَّتْ: حقّ لها السّمع والطاعة «٦».
(١) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٥١٩، وتفسير الطبري: ٣٠/ ٩٧، وتفسير القرطبي:
٣٠/ ٢٦٠.
(٢) أخرجه الإمام مالك في الموطأ: ٢/ ٧٧٠ كتاب الوصية، باب «جامع القضاء» وذكره الفراء في معانيه: ٣/ ٢٤٦، وأبو عبيد في غريب الحديث: ٣/ ٢٦٩، والزمخشري في الفائق:
٢/ ١٨٤، وابن الجوزي في غريب الحديث: ١/ ٤٢٧، وابن الأثير في النهاية: ٢/ ٢٩٠، والقرطبي في تفسيره: ١٩/ ٣٦٠.
(٣) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: ٣٠/ ١٠١ عن كعب، ومجاهد. ونقله الماوردي في تفسيره: ٤/ ٤٢١ عن ابن زيد.
قال الطبري- رحمه الله-: «والصّواب أن يقال في ذلك كما قال جل ثناؤه: إن كتاب أعمال الأبرار لفي ارتفاع إلى حد قد علم الله جل وعز منتهاه، ولا علم عندنا بغايته، غير أن ذلك لا يقصر عن السماء السابعة، لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك».
(٤) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٥٢٠، وتفسير المشكل لمكي: ٣٧٩، وتفسير القرطبي: ١٩/ ٢٦٥. [.....]
(٥) تفسير الطبري: ٣٠/ ١٠٨، وتفسير الماوردي: ٤/ ٤٢٢، واللسان: ١٢/ ٣٠٧ (سنم).
(٦) ينظر معاني القرآن للفراء: ٣/ ٢٤٩، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٥٢١، وتفسير الطبري: ٣٠/ ١١٣، ومعاني القرآن للزجاج: ٥/ ٣٠٣.
سورة المطففين
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (المُطفِّفين) من السُّوَر المكية، وقد افتُتحت بوعيد المُطفِّفين الذين يتلاعبون بالميزان بُغْيةَ خداع الناس، متناسِين أنَّ هناك يومًا يبعثُ اللهُ فيه الخلائقَ، يحاسبهم على كلِّ صغيرة وكبيرة، وقد جاء فيها وعيدُ الفُجَّار بالعقاب الأليم، ووعدُ الأبرار بالثواب العظيم، وإكرامُ المؤمنين وإيلامُ المجرمين يوم البعث؛ جزاءً لهم على أعمالهم، وفي هذا كلِّه دعوةٌ للمُطفِّفين أن يؤُوبُوا إلى الله، ويَرجِعوا عن باطلهم.

ترتيبها المصحفي
83
نوعها
مكية
ألفاظها
170
ترتيب نزولها
86
العد المدني الأول
36
العد المدني الأخير
36
العد البصري
36
العد الكوفي
36
العد الشامي
36

* قوله تعالى: {وَيْلٞ لِّلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «لمَّا قَدِمَ النبيُّ ﷺ المدينةَ، كانوا مِن أخبَثِ الناسِ كَيْلًا؛ فأنزَلَ اللهُ عز وجل: {وَيْلٞ لِّلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1]؛ فأحسَنوا الكَيْلَ بعد ذلك». أخرجه ابن حبان (٤٩١٩).

* سورة (المُطفِّفين):

سُمِّيت سورة (المُطفِّفين) بذلك؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {وَيْلٞ لِّلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1]؛ وهم: الذين يتلاعبون في المكيال بُغْيةَ خداع الناس.

1. إعلان الحرب على المُطفِّفين (١-٦).

2. وعيد الفُجَّار بالعقاب الأليم (٧-١٧).

3. وعد الأبرار بالثواب العظيم (١٨-٢٨).

4. إكرام المؤمنين، وإيلام المجرمين (٢٩-٣٦).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /66).

يقول ابن عاشور: «اشتملت على التحذيرِ من التطفيف في الكيل والوزن، وتفظيعِه بأنه تحيُّلٌ على أكلِ مال الناس في حال المعاملة أخذًا وإعطاءً.
وأن ذلك مما سيُحاسَبون عليه يوم القيامة.
وتهويل ذلك اليوم بأنه وقوفٌ عند ربهم؛ ليَفصِلَ بينهم، وليجازيَهم على أعمالهم، وأن الأعمال مُحصاةٌ عند الله.
ووعيد الذين يُكذِّبون بيوم الجزاء، والذين يُكذِّبون بأن القرآن منزل من عند الله.

وقوبل حالُهم بضدِّه من حال الأبرار أهلِ الإيمان، ورفعِ درجاتهم، وإعلان كرامتهم بين الملائكة والمقربين، وذكرِ صُوَرٍ من نعيمهم.
وانتقل من ذلك إلى وصف حال الفريقين في هذا العالم الزائل؛ إذ كان المشركون يَسخَرون من المؤمنين، ويَلمِزونهم، ويستضعفونهم، وكيف انقلب الحالُ في العالم الأبدي». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /188).