تفسير سورة المطفّفين

تفسير الجلالين

تفسير سورة سورة المطففين من كتاب تفسير الجلالين المعروف بـتفسير الجلالين.
لمؤلفه المَحَلِّي . المتوفي سنة 864 هـ

﴿وَيْل﴾ كَلِمَة عَذَاب أَوْ وَادٍ فِي جَهَنَّم ﴿للمطففين﴾
﴿الَّذِينَ إِذَا اِكْتَالُوا عَلَى﴾ أَيْ مِنْ ﴿النَّاس يستوفون﴾ الكيل
﴿وَإِذَا كَالُوهُمْ﴾ أَيْ كَالُوا لَهُمْ ﴿أَوْ وَزَنُوهُمْ﴾ أَيْ وَزَنُوا لَهُمْ ﴿يُخْسِرُونَ﴾ يُنْقِصُونَ الْكَيْل أَوْ الوزن
﴿أَلَا﴾ اِسْتِفْهَام تَوْبِيخ ﴿يَظُنّ﴾ يَتَيَقَّن ﴿أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مبعوثون﴾
﴿لِيَوْمٍ عَظِيم﴾ أَيْ فِيهِ وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة
﴿يَوْم﴾ بَدَل مِنْ مَحَلّ لِيَوْمٍ فَنَاصِبه مَبْعُوثُونَ ﴿يَقُوم النَّاس﴾ مِنْ قُبُورهمْ ﴿لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ الْخَلَائِق لِأَجْلِ أَمْره وَحِسَابه وَجَزَائِهِ
﴿كَلَّا﴾ حَقًّا ﴿إِنَّ كِتَاب الْفُجَّار﴾ أَيْ كِتَاب أَعْمَال الْكُفَّار ﴿لَفِي سِجِّين﴾ قِيلَ هُوَ كِتَاب جَامِع لِأَعْمَالِ الشَّيَاطِين وَالْكَفَرَة وَقِيلَ هُوَ مَكَان أَسْفَل الْأَرْض السَّابِعَة وَهُوَ مَحَلّ إِبْلِيس وَجُنُوده
﴿وَمَا أَدْرَاك مَا سِجِّين﴾ مَا كِتَاب سِجِّين
﴿كتاب مرقوم﴾ مختوم
١ -
797
﴿كِتَاب مَرْقُوم﴾ مَخْتُوم
٢ -
797
﴿ويل يومئذ للمكذبين﴾
١ -
﴿الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّين﴾ الْجَزَاء بَدَل أَوْ بيان للمكذبين
١ -
﴿وَمَا يُكَذِّب بِهِ إِلَّا كُلّ مُعْتَدٍ﴾ مُتَجَاوِز الْحَدّ ﴿أَثِيم﴾ صِيغَة مُبَالَغَة
١ -
﴿إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتنَا﴾ الْقُرْآن ﴿قَالَ أَسَاطِير الْأَوَّلِينَ﴾ الْحِكَايَات الَّتِي سُطِّرَتْ قَدِيمًا جَمَعَ أُسْطُورَة بِالضَّمِّ أَوْ إِسْطَارَة بِالْكَسْرِ
١ -
﴿كَلَّا﴾ رَدْع وَزَجْر لِقَوْلِهِمْ ذَلِكَ ﴿بَلْ رَانَ﴾ غَلَبَ ﴿عَلَى قُلُوبهمْ﴾ فَغَشِيَهَا ﴿مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ مِنْ الْمَعَاصِي فَهُوَ كَالصَّدَأِ
١ -
﴿كَلَّا﴾ حَقًّا ﴿إِنَّهُمْ عَنْ رَبّهمْ يَوْمئِذٍ﴾ يَوْم القيامة ﴿لمحجوبون﴾ فلا يرونه
١ -
﴿ثم إنهم لصالو الْجَحِيم﴾ لَدَاخِلُو النَّار الْمُحْرِقَة
١ -
﴿ثُمَّ يُقَال﴾ لَهُمْ ﴿هَذَا﴾ أَيْ الْعَذَاب ﴿الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ﴾
١ -
﴿كَلَّا﴾ حَقًّا ﴿إِنَّ كِتَاب الْأَبْرَار﴾ أَيْ كِتَاب أَعْمَال الْمُؤْمِنِينَ الصَّادِقِينَ فِي إِيمَانهمْ ﴿لَفِي عِلِّيِّينَ﴾ قِيلَ هُوَ كِتَاب جَامِع لِأَعْمَالِ الْخَيْر مِنْ الْمَلَائِكَة وَمُؤْمِنِي الثَّقَلَيْنِ وَقِيلَ هُوَ مَكَان فِي السَّمَاء السَّابِعَة تَحْت الْعَرْش
١ -
﴿وَمَا أَدْرَاك﴾ أَعْلَمَك ﴿مَا عِلِّيُّونَ﴾ مَا كِتَاب عليين
٢٠ - هو
﴿ كتاب مرقوم ﴾
هو ﴿ كتاب مرقوم ﴾ مختوم.
﴿يَشْهَدهُ الْمُقَرَّبُونَ﴾ مِنْ الْمَلَائِكَة
٢ -
﴿إِنَّ الْأَبْرَار لَفِي نَعِيم﴾ جَنَّة
٢ -
﴿عَلَى الْأَرَائِك﴾ السُّرَر فِي الْحِجَال ﴿يَنْظُرُونَ﴾ مَا أُعْطُوا مِنْ النَّعِيم
797
٢ -
798
﴿تَعْرِف فِي وُجُوههمْ نَضْرَة النَّعِيم﴾ بَهْجَة التَّنَعُّم وحسنه
٢ -
﴿يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيق﴾ خَمْر خَالِصَة مِنْ الدَّنَس ﴿مَخْتُوم﴾ عَلَى إِنَائِهَا لَا يَفُكّ خَتْمه غَيْرهمْ
٢ -
﴿خِتَامه مِسْك﴾ أَيْ آخِر شُرْبه تَفُوح مِنْهُ رَائِحَة الْمِسْك ﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسْ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ فَلْيَرْغَبُوا بِالْمُبَادَرَةِ إِلَى طَاعَة اللَّه
٢ -
﴿وَمِزَاجه﴾ أَيْ مَا يُمْزَج بِهِ ﴿مِنْ تَسْنِيم﴾ فسر بقوله
٢ -
﴿عَيْنًا﴾ فَنَصَبَهُ بِأَمْدَحَ مُقَدَّرًا ﴿يَشْرَب بِهَا الْمُقَرَّبُونَ﴾ مِنْهَا أَوْ ضَمَّنَ يَشْرَب مَعْنَى يَلْتَذّ
٢ -
﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا﴾ كَأَبِي جَهْل وَنَحْوه ﴿كَانُوا مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ كَعَمَّارٍ وَبِلَال وَنَحْوهمَا ﴿يَضْحَكُونَ﴾ استهزاء بهم
٣ -
﴿وَإِذَا مَرُّوا﴾ أَيْ الْمُؤْمِنُونَ ﴿بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ﴾ يُشِير الْمُجْرِمُونَ إِلَى الْمُؤْمِنِينَ بِالْجَفْنِ وَالْحَاجِب اِسْتِهْزَاء
٣ -
﴿وإذا انقلبوا﴾ رجعوا ﴿إلى أهلهم انقلبوا فاكهين﴾ وَفِي قِرَاءَة فَكِهِينَ مُعْجَبِينَ بِذِكْرِهِمْ الْمُؤْمِنِينَ
٣ -
﴿وَإِذَا رَأَوْهُمْ﴾ أَيْ الْمُؤْمِنِينَ ﴿قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ﴾ لِإِيمَانِهِمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
٣ -
قال تعالى ﴿وَمَا أُرْسِلُوا﴾ أَيْ الْكُفَّار ﴿عَلَيْهِمْ﴾ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴿حَافِظِينَ﴾ لَهُمْ أَوْ لِأَعْمَالِهِمْ حَتَّى يُدْرُوهُمْ إِلَى مصالحهم
٣ -
﴿فَالْيَوْم﴾ أَيْ يَوْم الْقِيَامَة ﴿الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ الكفار يضحكون﴾
٣ -
﴿عَلَى الْأَرَائِك﴾ فِي الْجَنَّة ﴿يَنْظُرُونَ﴾ مِنْ مَنَازِلهمْ إِلَى الْكُفَّار وَهُمْ يُعَذَّبُونَ فَيَضْحَكُونَ مِنْهُمْ كَمَا ضَحِكَ الْكُفَّار مِنْهُمْ فِي الدُّنْيَا
798
٣ -
799
﴿هَلْ ثُوِّبَ﴾ جُوزِيَ ﴿الْكُفَّار مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ نعم = ٨٤ سورة الانشقاق
سورة المطففين
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (المُطفِّفين) من السُّوَر المكية، وقد افتُتحت بوعيد المُطفِّفين الذين يتلاعبون بالميزان بُغْيةَ خداع الناس، متناسِين أنَّ هناك يومًا يبعثُ اللهُ فيه الخلائقَ، يحاسبهم على كلِّ صغيرة وكبيرة، وقد جاء فيها وعيدُ الفُجَّار بالعقاب الأليم، ووعدُ الأبرار بالثواب العظيم، وإكرامُ المؤمنين وإيلامُ المجرمين يوم البعث؛ جزاءً لهم على أعمالهم، وفي هذا كلِّه دعوةٌ للمُطفِّفين أن يؤُوبُوا إلى الله، ويَرجِعوا عن باطلهم.

ترتيبها المصحفي
83
نوعها
مكية
ألفاظها
170
ترتيب نزولها
86
العد المدني الأول
36
العد المدني الأخير
36
العد البصري
36
العد الكوفي
36
العد الشامي
36

* قوله تعالى: {وَيْلٞ لِّلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «لمَّا قَدِمَ النبيُّ ﷺ المدينةَ، كانوا مِن أخبَثِ الناسِ كَيْلًا؛ فأنزَلَ اللهُ عز وجل: {وَيْلٞ لِّلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1]؛ فأحسَنوا الكَيْلَ بعد ذلك». أخرجه ابن حبان (٤٩١٩).

* سورة (المُطفِّفين):

سُمِّيت سورة (المُطفِّفين) بذلك؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {وَيْلٞ لِّلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1]؛ وهم: الذين يتلاعبون في المكيال بُغْيةَ خداع الناس.

1. إعلان الحرب على المُطفِّفين (١-٦).

2. وعيد الفُجَّار بالعقاب الأليم (٧-١٧).

3. وعد الأبرار بالثواب العظيم (١٨-٢٨).

4. إكرام المؤمنين، وإيلام المجرمين (٢٩-٣٦).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /66).

يقول ابن عاشور: «اشتملت على التحذيرِ من التطفيف في الكيل والوزن، وتفظيعِه بأنه تحيُّلٌ على أكلِ مال الناس في حال المعاملة أخذًا وإعطاءً.
وأن ذلك مما سيُحاسَبون عليه يوم القيامة.
وتهويل ذلك اليوم بأنه وقوفٌ عند ربهم؛ ليَفصِلَ بينهم، وليجازيَهم على أعمالهم، وأن الأعمال مُحصاةٌ عند الله.
ووعيد الذين يُكذِّبون بيوم الجزاء، والذين يُكذِّبون بأن القرآن منزل من عند الله.

وقوبل حالُهم بضدِّه من حال الأبرار أهلِ الإيمان، ورفعِ درجاتهم، وإعلان كرامتهم بين الملائكة والمقربين، وذكرِ صُوَرٍ من نعيمهم.
وانتقل من ذلك إلى وصف حال الفريقين في هذا العالم الزائل؛ إذ كان المشركون يَسخَرون من المؤمنين، ويَلمِزونهم، ويستضعفونهم، وكيف انقلب الحالُ في العالم الأبدي». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /188).