تفسير سورة المطفّفين

المصحف المفسّر

تفسير سورة سورة المطففين من كتاب المصحف المفسّر
لمؤلفه فريد وجدي . المتوفي سنة 1373 هـ
سورة المطففين وآياتها ست وثلاثون

تفسير الألفاظ :
﴿ ويل ﴾ الويل هو العذاب والهلاك. ﴿ للمطففين ﴾ التطفيف البخس في الكيل والوزن لأن ما يبخس طفيف، أي حقير.
تفسير المعاني :
هلاك وعذاب للمتلاعبين بالمكاييل والموازين.
تفسير الألفاظ :
﴿ إذا اكتالوا على الناس يستوفون ﴾ أي إذا اكتالوا من الناس حقوقهم يأخذونها وافية.
تفسير المعاني :
الذين إذا اكتالوا حقهم من الناس أخذوه وافيا موفورا
تفسير الألفاظ :
﴿ وإذا كالوهم ﴾ أي كالوا لهم. ﴿ أو وزنوهم ﴾ أي أوزنوا لهم. ﴿ يخسرون ﴾ يقال أخسر الكيل والميزان أي بخسه.
تفسير المعاني :
وإذا كالوا لهم أو وزنوا لهم يبخسونهم حقهم.
تفسير المعاني :
ألا يظن هؤلاء أنهم سيحيون بعد الموت، وسيساقون للوقوف بين يدي الخالق العظيم، فيتولى حسابهم ويدبر عقابهم ؟
تفسير الألفاظ :
﴿ كلا ﴾ كلمة ردع. ﴿ كتاب الفجار ﴾ ما يكتب من أعمالهم أو كتابة أعمالهم. ﴿ لفي سجين ﴾ سجين كتاب جامع لأعمال الفجرة من الجن والإنس.
تفسير المعاني :
كلا، إن صحفة أعمال الفجار لمسجلة في سجين
تفسير المعاني :
وما أدراك ما سجين ؟
تفسير الألفاظ :
﴿ مرقوم ﴾ أي مسطور. يقال رقم الكتاب يرقمه رقما أي سطره.
تفسير المعاني :
هو كتاب مسطور.
تفسير الألفاظ :
﴿ ويل ﴾ الويل الهلاك والعذاب.
تفسير المعاني :
هلاك يومئذ للمكذبين
تفسير المعاني :
الذين يكذبون بيوم الجزاء
تفسير المعاني :
وما يكذب به إلا كل متجاوز للحدود كثير الذنوب.
تفسير الألفاظ :
﴿ أساطير الأولين ﴾ الأساطير ما سطره الأقدمون من خرافاتهم، جمع أسطورة وإسطارة.
تفسير المعاني :
إذا قرئت عليه آياتنا قال : هذا من خرافات الأقدمين
تفسير الألفاظ :
﴿ ران ﴾ الرين الدنس، وران عليه يرين غلب.
تفسير المعاني :
كلا، بل أصدأ قلوبهم ما كانوا يكسبونه من الآثام.
تفسير المعاني :
كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون.
تفسير الألفاظ :
﴿ لصالوا الجحيم ﴾ أي لداخلوا الجحيم. يقال صلى النار يصلاها صليا أي دخلها.
تفسير المعاني :
ثم إنهم لداخلوا الجحيم
تفسير المعاني :
ثم يقال لهم : هذا الذي كنتم به تكذبون.
تفسير الألفاظ :
﴿ عليين ﴾ عليين كتاب جامع لأعمال البررة من الثقلين.
تفسير المعاني :
كلا إن صحيفة أعمال الأبرار لفي عليين
تفسير المعاني :
وهو كتاب مسطور
تفسير الألفاظ :
﴿ يشهده المقربون ﴾ أي يحضرونه.
تفسير المعاني :
يحضره المقربون
تفسير المعاني :
إن الأبرار لفي لذات يتنعمون فيها.
تفسير الألفاظ :
﴿ الأرائك ﴾ هي الأسرة، جمع أريكة.
تفسير المعاني :
جالسين على الأسرة ينظرون إلى ما يملؤهم سرورا وغبطة.
تفسير الألفاظ :
﴿ نضرة النعيم ﴾ أي بهجة النعيم وبريقه. يقال نضره ينضره نضرة، ونضره حسنه وجمله.
تفسير المعاني :
تعرف في وجوههم رونق النعيم.
تفسير الألفاظ :
﴿ رحيق ﴾ خالص الخمر. ﴿ مختوم ﴾ أي مختوم بالمسك.
تفسير المعاني :
يسقون من شراب مختوم
تفسير الألفاظ :
﴿ فليتنافس ﴾ أي فليتسابق.
تفسير المعاني :
ختامه مسك، وفي ذلك فليتسابق المتسابقون.
تفسير الألفاظ :
﴿ ومزاجه من تسنيم ﴾ المزاج هو ما تمزج به الخمر من الماء، والتسنيم عين بعينها.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:تفسير المعاني :
ومزاجه من العين التي يشرب منها المقربون : تسنيم

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:تفسير المعاني :
ومزاجه من العين التي يشرب منها المقربون : تسنيم

تفسير الألفاظ :
﴿ إن الذين أجرموا ﴾ أي الذين ارتكبوا الجرائم، والمقصود بهم رؤساء قريش.
تفسير المعاني :
إن المجرمين كانوا يضحكون في الدنيا من المؤمنين
تفسير الألفاظ :
﴿ يتغامزون ﴾ أي يغمز بعضهم بعضا ويشيرون بأعينهم.
تفسير المعاني :
فإذا مروا بهم يتغامزون
تفسير الألفاظ :
﴿ وإذا انقلبوا إلى أهلهم ﴾ ولإذا رجعوا إلى أهلهم. ﴿ انقلبوا فكهين ﴾ أي رجعوا متلذين بالسخرية منهم. يقال فكه الرجل يفكه كان طيب النفس مسرورا.
تفسير المعاني :
وإذا رجعوا إلى أهلهم رجعوا ملتذين مسرورين.
تفسير المعاني :
وإذا أرادوا المؤمنين قالوا : إن هؤلاء لضالون
تفسير المعاني :
وما أرسلوا حافظون عليهم أعمالهم، ولا هو بمطلوب منهم أن يشهدوا برشدهم أو ضلالهم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:تفسير المعاني :
فاليوم الذين آمنوا من الكافرين يضحكون وهم جلوس على الأسرة ينظرون

تفسير الألفاظ :
﴿ الأرائك ﴾ الأسرة مع أريكة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:تفسير المعاني :
فاليوم الذين آمنوا من الكافرين يضحكون وهم جلوس على الأسرة ينظرون

تفسير الألفاظ :
﴿ هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون ﴾ أي هل جوزوا بما كانوا يفعلون ؟ نعم جوزوا به.
تفسير المعاني :
فهل جوزي الكافرون بما كانوا يفعلون ؟
سورة المطففين
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (المُطفِّفين) من السُّوَر المكية، وقد افتُتحت بوعيد المُطفِّفين الذين يتلاعبون بالميزان بُغْيةَ خداع الناس، متناسِين أنَّ هناك يومًا يبعثُ اللهُ فيه الخلائقَ، يحاسبهم على كلِّ صغيرة وكبيرة، وقد جاء فيها وعيدُ الفُجَّار بالعقاب الأليم، ووعدُ الأبرار بالثواب العظيم، وإكرامُ المؤمنين وإيلامُ المجرمين يوم البعث؛ جزاءً لهم على أعمالهم، وفي هذا كلِّه دعوةٌ للمُطفِّفين أن يؤُوبُوا إلى الله، ويَرجِعوا عن باطلهم.

ترتيبها المصحفي
83
نوعها
مكية
ألفاظها
170
ترتيب نزولها
86
العد المدني الأول
36
العد المدني الأخير
36
العد البصري
36
العد الكوفي
36
العد الشامي
36

* قوله تعالى: {وَيْلٞ لِّلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «لمَّا قَدِمَ النبيُّ ﷺ المدينةَ، كانوا مِن أخبَثِ الناسِ كَيْلًا؛ فأنزَلَ اللهُ عز وجل: {وَيْلٞ لِّلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1]؛ فأحسَنوا الكَيْلَ بعد ذلك». أخرجه ابن حبان (٤٩١٩).

* سورة (المُطفِّفين):

سُمِّيت سورة (المُطفِّفين) بذلك؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {وَيْلٞ لِّلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1]؛ وهم: الذين يتلاعبون في المكيال بُغْيةَ خداع الناس.

1. إعلان الحرب على المُطفِّفين (١-٦).

2. وعيد الفُجَّار بالعقاب الأليم (٧-١٧).

3. وعد الأبرار بالثواب العظيم (١٨-٢٨).

4. إكرام المؤمنين، وإيلام المجرمين (٢٩-٣٦).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /66).

يقول ابن عاشور: «اشتملت على التحذيرِ من التطفيف في الكيل والوزن، وتفظيعِه بأنه تحيُّلٌ على أكلِ مال الناس في حال المعاملة أخذًا وإعطاءً.
وأن ذلك مما سيُحاسَبون عليه يوم القيامة.
وتهويل ذلك اليوم بأنه وقوفٌ عند ربهم؛ ليَفصِلَ بينهم، وليجازيَهم على أعمالهم، وأن الأعمال مُحصاةٌ عند الله.
ووعيد الذين يُكذِّبون بيوم الجزاء، والذين يُكذِّبون بأن القرآن منزل من عند الله.

وقوبل حالُهم بضدِّه من حال الأبرار أهلِ الإيمان، ورفعِ درجاتهم، وإعلان كرامتهم بين الملائكة والمقربين، وذكرِ صُوَرٍ من نعيمهم.
وانتقل من ذلك إلى وصف حال الفريقين في هذا العالم الزائل؛ إذ كان المشركون يَسخَرون من المؤمنين، ويَلمِزونهم، ويستضعفونهم، وكيف انقلب الحالُ في العالم الأبدي». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /188).