تفسير سورة التكاثر

النهر الماد من البحر المحيط

تفسير سورة سورة التكاثر من كتاب النهر الماد من البحر المحيط
لمؤلفه أبو حيان الأندلسي . المتوفي سنة 745 هـ

﴿ بِسمِ ٱلله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ * أَلْهَاكُمُ ٱلتَّكَّاثُرُ ﴾ هذه السورة مكية ومناسبتها لما قبلها ظاهرة وسبب نزولها فيما روي أنه كان بين بني بن سهم وبني عبد مناف لحاء فتعادوا الاشراف الاحياء أيهم أكثر فكثرهم بنو عبد مناف ثم تعادوا بالأموات فكثرهم بنو سهم لأنهم كانوا أكثر عدداً في الجاهلية وألهاكم شغلكم المعنى أنكم تكاثرتم بالاحياء حتى استوعبتم عددهم وسمع بعض الأعراب ﴿ حَتَّىٰ زُرْتُمُ ٱلْمَقَابِرَ ﴾ فقال: بعث القوم للقيامة وربع الكعبة فإِن الزائر منصرف لا مقيم وقال علي كرم الله وجهه: كلا سوف تعلمون في القبور.﴿ ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ في البعث غاير ما بينهما بحسب التعلق وتبقى ثم على بابها من المهلة في الزمان.﴿ كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ ﴾ أي ما بين أيديكم مما تقدمون عليه وجواب له محذوف تقديره ما ﴿ أَلْهَاكُمُ ٱلتَّكَّاثُرُ ﴾ واللام في لترون جواب قسم محذوف والجملة بعدها تأكيد لها ونص على قوله:﴿ عِلْمَ ٱلْيَقِينِ ﴾ رفعاً للمجاز الذي قبله.﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ ﴾ الظاهر العموم في النعيم وهو كل ما يتلذذ به من مطعم ومشرب ومفرش ومركب فالمؤمن يسأل سؤال إكرام وتشريف والكافر يسأل سؤال توبيخ وتقريع.
سورة التكاثر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (التكاثر) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الكوثر)، ومحورُها ذمُّ الاشتغال بالدنيا ومَلذَّاتها، والتفاخرِ فيها، وجاءت بالتخويف من الجحيم؛ ليعودَ الناسُ إلى الله، ويتعلقوا بالآخرة وبما عند الله من الجزاء.

ترتيبها المصحفي
102
نوعها
مدنية
ألفاظها
28
ترتيب نزولها
16
العد المدني الأول
8
العد المدني الأخير
8
العد البصري
8
العد الكوفي
8
العد الشامي
8

* سورة (التكاثر):

سُمِّيت سورة (التكاثر) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {أَلْهَىٰكُمُ اْلتَّكَاثُرُ} [التكاثر: 1].

ذمُّ الاشتغال بالدنيا، والتخويفُ من الجحيم (١-٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /318).

يقول ابنُ عاشور رحمه الله: «اشتملت على التوبيخِ على اللَّهو عن النظر في دلائلِ القرآن ودعوة الإسلام بإيثار المال، والتكاثر به، والتفاخر بالأسلاف، وعدم الإقلاع عن ذلك إلى أن يَصِيروا في القبور كما صار مَن كان قبلهم، وعلى الوعيد على ذلك، وحثِّهم على التدبر فيما ينجيهم من الجحيم، وأنهم مبعوثون ومسؤولون عن إهمالِ شُكْرِ المُنعِم العظيم». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /518).