تفسير سورة التكاثر

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

تفسير سورة سورة التكاثر من كتاب الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم
لمؤلفه الكَازَرُوني . المتوفي سنة 923 هـ

لَمَّا ذكر أهوال القيامة، ذم اللاهين عنها فقال: ﴿ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * أَلْهَاكُمُ ﴾: شغلكم ﴿ ٱلتَّكَّاثُرُ ﴾: التباهي بكثرة المال ونحوه عن الآخرة ﴿ حَتَّىٰ زُرْتُمُ ٱلْمَقَابِرَ ﴾: أي: أُقْبرتم أو مجاز عن تكاثرهم بالأموات ﴿ كَلاَّ ﴾: ردع عن الاشتغال به ﴿ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾: سوء عاقبته في القبر ﴿ ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾: في البعث أو تأكيد ﴿ كَلاَّ ﴾: أي: حقّاً ﴿ لَوْ تَعْلَمُونَ ﴾: ما بين أيديكم ﴿ عِلْمَ ﴾: الشيء ﴿ ٱلْيَقِينِ ﴾: لشغلكم عن ذلك، والله ﴿ لَتَرَوُنَّ ٱلْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا ﴾: تأكيد ﴿ عَيْنَ ﴾: أي: رؤيةٌ هي نفس ﴿ ٱلْيَقِينِ ﴾: إذ الرؤية أعلى مراتب اليقين ﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ ﴾: أي: كل اللّذّات، والراجحُ أن الكلَّ يسئل عنه إلا عن ستر العورة وسد الجوعة، وجحر يدخل فيه في الحّر والقُر - واللهُ أعْلمُ.
سورة التكاثر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (التكاثر) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الكوثر)، ومحورُها ذمُّ الاشتغال بالدنيا ومَلذَّاتها، والتفاخرِ فيها، وجاءت بالتخويف من الجحيم؛ ليعودَ الناسُ إلى الله، ويتعلقوا بالآخرة وبما عند الله من الجزاء.

ترتيبها المصحفي
102
نوعها
مدنية
ألفاظها
28
ترتيب نزولها
16
العد المدني الأول
8
العد المدني الأخير
8
العد البصري
8
العد الكوفي
8
العد الشامي
8

* سورة (التكاثر):

سُمِّيت سورة (التكاثر) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {أَلْهَىٰكُمُ اْلتَّكَاثُرُ} [التكاثر: 1].

ذمُّ الاشتغال بالدنيا، والتخويفُ من الجحيم (١-٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /318).

يقول ابنُ عاشور رحمه الله: «اشتملت على التوبيخِ على اللَّهو عن النظر في دلائلِ القرآن ودعوة الإسلام بإيثار المال، والتكاثر به، والتفاخر بالأسلاف، وعدم الإقلاع عن ذلك إلى أن يَصِيروا في القبور كما صار مَن كان قبلهم، وعلى الوعيد على ذلك، وحثِّهم على التدبر فيما ينجيهم من الجحيم، وأنهم مبعوثون ومسؤولون عن إهمالِ شُكْرِ المُنعِم العظيم». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /518).