تفسير سورة التكاثر

التفسير الواضح

تفسير سورة سورة التكاثر من كتاب التفسير الواضح
لمؤلفه محمد محمود حجازي .

سورة التكاثر
مكية، وآياتها ثمان آيات، وفيها يحذرنا الله عاقبة التكاثر في المال والجاه، ويخبر أن عذاب العصاة واقع لا محالة، وأن جهنم حق لا شك فيها، وأنكم ستسألون عن نعيم الدنيا.
[سورة التكاثر (١٠٢) : الآيات ١ الى ٨]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ (١) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ (٢) كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣) ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٤)
كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (٥) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (٦) ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ (٧) ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (٨)
المفردات:
أَلْهاكُمُ: شغلكم. التَّكاثُرُ: التبارى في الكثرة، أى: المفاخرة بكثرة المال والولد، أو المراد التغالب في تكثير المال وكثرة الرجال. عِلْمَ الْيَقِينِ أى:
علما يقينيا، والعلم اليقيني: هو الذي نشأ عن اعتقاد مطابق للواقع عن عيان أو دليل صحيح. عَيْنَ الْيَقِينِ أى: لترونها رؤية حقيقية كأنها هي اليقين نفسه، فعلم العيان والمشاهدة يسمى عين اليقين.
المعنى:
ألهاكم التكاثر في الأموال والرجال والتغالب في جمعها عن تحصيل ما ينفعكم وعمل
898
ما يبقى لكم يوم القيامة، ألهاكم ذلك وشغلكم عن الخير الذي ينفعكم حتى صرتم موتى والمعنى: أنكم بقيتم على ذلك طول حياتكم.
وقد ورد أن قبيلتين تفاخرتا بكثرة المال والرجال حتى ذهبوا إلى قبورهم، وتفاخروا بمن مات فنزلت السورة تنعى عليهم ذلك وتحذرهم عاقبته ومغبته.
ارتدعوا عن ذلك العمل الذي ينشئ التدابر والتقاطع والانشغال بما لا ينفع صاحبه.
كلا سوف تعلمون عاقبة هذا التكاثر وعند ذلك تندمون ولا ينفع الندم، ثم كلا سوف تعلمون، وهذا تأكيد للمعنى السابق، كلا! لو تعلمون عاقبة ذلك علما يقينيا لا شك فيه ولا شبهة علما ناشئا عن اعتقاد صحيح لما تفاخرتم بالمال أو بالرجال، ولما تسابقتم في تكثير المال والرجال، ولانصرفتم إلى ما هو خير لكم وأجدى عليكم، ألا وهو التسابق في تحصيل الخير، فلمثل هذا فليعمل العاملون.
أقسم لترون الجحيم- وهذا كناية عن ذوق عذابها- ثم لترونها ولتتذوقن عذابها لأنكم تسابقتم في المال وتكاثرتم وتفاخرتم به، ولترونها لذلك رؤية مشاهدة، رؤية محسوسة وهي الرؤية اليقينية، ثم بعد ذلك لتسألن عن النعيم الذي تتفاخرون به وتتسابقون في تحصيله، فاحذروا أيها الناس وانتبهوا.
899
سورة التكاثر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (التكاثر) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الكوثر)، ومحورُها ذمُّ الاشتغال بالدنيا ومَلذَّاتها، والتفاخرِ فيها، وجاءت بالتخويف من الجحيم؛ ليعودَ الناسُ إلى الله، ويتعلقوا بالآخرة وبما عند الله من الجزاء.

ترتيبها المصحفي
102
نوعها
مدنية
ألفاظها
28
ترتيب نزولها
16
العد المدني الأول
8
العد المدني الأخير
8
العد البصري
8
العد الكوفي
8
العد الشامي
8

* سورة (التكاثر):

سُمِّيت سورة (التكاثر) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {أَلْهَىٰكُمُ اْلتَّكَاثُرُ} [التكاثر: 1].

ذمُّ الاشتغال بالدنيا، والتخويفُ من الجحيم (١-٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /318).

يقول ابنُ عاشور رحمه الله: «اشتملت على التوبيخِ على اللَّهو عن النظر في دلائلِ القرآن ودعوة الإسلام بإيثار المال، والتكاثر به، والتفاخر بالأسلاف، وعدم الإقلاع عن ذلك إلى أن يَصِيروا في القبور كما صار مَن كان قبلهم، وعلى الوعيد على ذلك، وحثِّهم على التدبر فيما ينجيهم من الجحيم، وأنهم مبعوثون ومسؤولون عن إهمالِ شُكْرِ المُنعِم العظيم». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /518).