بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير سورة والليل وهي مكيةﰡ
وَقيل: ﴿وَاللَّيْل إِذا يغشى﴾ أَي: أظلم.
وَيُقَال: يغشى النَّهَار.
وَالْقَوْل الثَّانِي: وَمَا خلق الذّكر وَالْأُنْثَى.
وَذكر الْفراء والزجاج: أَن الذّكر وَالْأُنْثَى هُوَ آدم وحواء.
وَقد قيل: إِنَّه على الْعُمُوم، وَللَّه أَن يقسم بِمَا شَاءَ من خلقه، وَقد ذكرنَا أَن الْقسم على تَقْدِيره ذكر الرب، وَكَأَنَّهُ قَالَ: وَرب اللَّيْل، وَرب النَّهَار إِلَى آخِره.
قَالَ الشَّاعِر:
(سعى الْفَتى لأمور لَيْسَ يُدْرِكهَا | فَالنَّفْس وَاحِدَة والهم منتشر) |
(والمرء مَا عَاشَ مَمْدُود لَهُ أثر | لَا يَنْتَهِي الْعُمر حَتَّى يَنْتَهِي الْأَثر) |
(كَيفَ أَصبَحت كَيفَ أمسيت فَمَا | يثبت الود فِي فؤاد الْكَرِيم) |
وَالْوَجْه الثَّانِي: أَن للنار دركات، وَالْمرَاد من الْآيَة دركة بِعَينهَا، لَا يدخلهَا إِلَّا الْكفَّار، قَالَ الله تَعَالَى: ﴿إِن الْمُنَافِقين فِي الدَّرك الْأَسْفَل من النَّار﴾ دلّت الْآيَة أَنه مَخْصُوص لِلْمُنَافِقين، وَهَذَا جَوَاب مَعْرُوف.
وَالْوَجْه الثَّالِث: أَن الْمَعْنى: لَا يصلاها، لَا يدخلهَا خَالِدا فِيهَا إِلَّا الأشقى الَّذِي كذب وَتَوَلَّى، وَصَاحب الْكَبِيرَة وَإِن دَخلهَا لَا يخلد فِيهَا.
كيف أصبحت كيف أمسيت فما | يثبت الود في فؤاد الكريم |
والوجه الثاني : أن للنار دركات، و المراد من الآية دركة بعينها، لا يدخلها إلا الكفار، قال الله تعالى :( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار )١ دلت الآية أنه مخصوص للمنافقين، وهذا جواب معروف. والوجه الثالث : أن المعنى : لا يصلاها، لا يدخلها خالدا فيها إلا الأشقى الذي كذب وتولى، وصاحب الكبيرة وإن دخلها لا يخلد فيها.
وروى أَنه لما اشْترى الزنيرة وأعتقها - وَكَانَت قد أسلمت - عميت عَن قريب، فَقَالَ الْمُشْركُونَ: أعماها اللات والعزى، فَقَالَت: أَنا أكفر بِاللات والعزى، فَرد الله عَلَيْهَا بصرها.
وَمن الْمَعْرُوف أَن النَّبِي مر على بِلَال، وَهُوَ يعذب فِي رَمْضَاءُ مَكَّة، وَهُوَ يَقُول: أحد أحد، فَقَالَ النَّبِي: " سينجيك أحد، ثمَّ إِنَّه أَتَى أَبَا بكر وَقَالَ: رَأَيْت بِلَالًا
ومن المعروف أن النبي صلى الله عليه و سلم مر على بلال، وهو يعذب في رمضاء مكة، وهو يقول : أحد أحد، فقال النبي صلى الله عليه و سلم :" سينجيك أحد، ثم إنه أتى أبا بكر وقال : رأيت بلالا يعذب في الله، فذهب أبو بكر إلى بيته، وأخذ رطلا من ذهب، وجاء إلى أمية بن خلف واشتراه منه وأعتقه، فقالت قريش : إنما أعتقه ليد له عنده، فأنزل الله تعالى :( وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ) أي : إلا طلب رضاء ربه المتعالى.
ومن المعروف أن النبي صلى الله عليه و سلم مر على بلال، وهو يعذب في رمضاء مكة، وهو يقول : أحد أحد، فقال النبي صلى الله عليه و سلم :" سينجيك أحد، ثم إنه أتى أبا بكر وقال : رأيت بلالا يعذب في الله، فذهب أبو بكر إلى بيته، وأخذ رطلا من ذهب، وجاء إلى أمية بن خلف واشتراه منه وأعتقه، فقالت قريش : إنما أعتقه ليد له عنده، فأنزل الله تعالى :( وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ) أي : إلا طلب رضاء ربه المتعالى.
وَذكر النقاش فِي تَفْسِيره: " أَن جِبْرِيل - عَلَيْهِ السَّلَام - أَتَى النَّبِي فَقَالَ: قل لأبي بكر يَقُول الله تَعَالَى: أَنا عَنْك رَاض، فَهَل أَنْت عني رَاض؟، فَذكر ذَلِك لأبي بكر [فَبكى] وخر سَاجِدا، وَقَالَ: أَنا عَن رَبِّي رَاض، أَنا عَن رَبِّي رَاض ".
وروى عَليّ أَن النَّبِي قَالَ: " رحم الله أَبَا بكر، زَوجنِي ابْنَته، وحملني إِلَى دَار الْهِجْرَة، وَاشْترى بِلَالًا وَأعْتقهُ ".
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
﴿وَالضُّحَى (١) وَاللَّيْل إِذا سجى (٢) مَا وَدعك رَبك وَمَا قلى (٣) ﴾.تَفْسِير سُورَة الضُّحَى
وَهِي مَكِّيَّة
سورة الليل
سورة (اللَّيل) مكية، نزلت بعد سورة (الأعلى)، وقد افتُتحت بقَسَم الله عز وجل بـ(اللَّيل)، وهو آيةٌ من آيات الله الدالةِ على عظمته وقُدْرته وتصرُّفه في هذا الكون، وبيَّنت السورة الكريمة تبايُنَ مَساعي البشر، المؤديَ إلى تبايُنِ مستقرَّاتهم في الدار الآخرة، وفي ذلك دعوةٌ إلى السعيِ إلى الخير، وتركِ الشر.
ترتيبها المصحفي
92نوعها
مكيةألفاظها
71ترتيب نزولها
9العد المدني الأول
21العد المدني الأخير
21العد البصري
21العد الكوفي
21العد الشامي
21* سورة (اللَّيل):
سُمِّيت سورة (اللَّيل) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله عز وجل بـ(اللَّيل).
1. القَسَم على تبايُنِ سعي البشر (١-٤).
2. اعملوا فكلٌّ مُيسَّر (٥-١٣).
3. إنذار وتحذير (١٤- ٢١).
ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9/172).
بيانُ قدرة الله عزَّ وجلَّ، وتصرُّفِه في هذا الكون، وتبايُنِ سعيِ البشر المؤدي إلى تباين مآلاتهم.
ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /378).