تفسير سورة الليل

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

تفسير سورة سورة الليل من كتاب الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم
لمؤلفه الكَازَرُوني . المتوفي سنة 923 هـ

لَما وَعَد وأَوْعدَ على التزكية والتدسية، بين ما يحصلان به، فقال: ﴿ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * وَٱلْلَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ ﴾: بظلمته النهار، أو كل شيء ﴿ وَٱلنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ ﴾: حكم إذا كما مر ﴿ وَمَا خَلَقَ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ ﴾: والخنثى من أحدهما حقيقة ﴿ إِنَّ سَعْيَكُمْ ﴾ عملكم ﴿ لَشَتَّىٰ ﴾: مختلفة جمع شتيت ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ ﴾: المعسرين لله عز وجل ﴿ وَٱتَّقَىٰ ﴾: محارمه ﴿ وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ ﴾: من الكلمات وهي: لا إله إلا الله ﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ ﴾: نهيئه ﴿ لِلْيُسْرَىٰ ﴾: لخلة مؤدية إلى يسر وراحة كالجنة ﴿ وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَٱسْتَغْنَىٰ ﴾: عن عقباه ﴿ وَكَذَّبَ بِٱلْحُسْنَىٰ * فَسَنُيَسِّرُهُ ﴾: نهيئه ﴿ لِلْعُسْرَىٰ ﴾: لخلة مؤدية إلى عسر وشدة كالنار، وهذا معنى من ثواب الحسنة حسنة بعدها، ومن ثواب السيئة سيئة بعها ﴿ وَمَا يُغْنِي ﴾: يدفع ﴿ عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّىٰ ﴾: في القبر أو هلك ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَىٰ ﴾: أي: الإرشاد إلى الحق ﴿ وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَٱلأُولَىٰ ﴾ الدنيا، نعطيهما من نشاء ﴿ فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّىٰ ﴾ تتلهب ﴿ لاَ يَصْلَٰهَآ ﴾: أي: لا يجد صليها أي: نهاية حرها ﴿ إِلاَّ ٱلأَشْقَى ﴾: كأبي بن خلف ﴿ ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ ﴾: عنه ﴿ وَسَيُجَنَّبُهَا ﴾: أي: يبعد الحق عنها ﴿ ٱلأَتْقَى ﴾: الذي اتّقى الشرك والمعاصي كالصديق المعتق لبلال ﴿ ٱلَّذِى يُؤْتِي ﴾: يعطي ﴿ مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ ﴾: يتطهَّر به عند الله تعالى، ولا يرد على الحصر دخول كل شقي وتجنب كل تقي لأنه حصر الصلي في الأشقى لا التجنب في الأتقى، ولا يلزم من عدم التجنب الصَّلي، على أنها نزلت في عَظيمي المؤمنين والكافرين، فالمقام مقام المبالغة ﴿ وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَىٰ ﴾: فيقصد به مجازاته كما في الصديق وبلال ﴿ إِلاَّ ﴾: لكن يؤتي ﴿ ٱبْتِغَآءَ وَجْهِ رَبِّهِ ٱلأَعْلَىٰ * وَلَسَوْفَ يَرْضَىٰ ﴾: من ربه بكثرة عناياته، فقال الله تعالى مبغضيه.
سورة الليل
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (اللَّيل) مكية، نزلت بعد سورة (الأعلى)، وقد افتُتحت بقَسَم الله عز وجل بـ(اللَّيل)، وهو آيةٌ من آيات الله الدالةِ على عظمته وقُدْرته وتصرُّفه في هذا الكون، وبيَّنت السورة الكريمة تبايُنَ مَساعي البشر، المؤديَ إلى تبايُنِ مستقرَّاتهم في الدار الآخرة، وفي ذلك دعوةٌ إلى السعيِ إلى الخير، وتركِ الشر.

ترتيبها المصحفي
92
نوعها
مكية
ألفاظها
71
ترتيب نزولها
9
العد المدني الأول
21
العد المدني الأخير
21
العد البصري
21
العد الكوفي
21
العد الشامي
21

* سورة (اللَّيل):

سُمِّيت سورة (اللَّيل) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله عز وجل بـ(اللَّيل).

1. القَسَم على تبايُنِ سعي البشر (١-٤).

2. اعملوا فكلٌّ مُيسَّر (٥-١٣).

3. إنذار وتحذير (١٤- ٢١).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9/172).

بيانُ قدرة الله عزَّ وجلَّ، وتصرُّفِه في هذا الكون، وتبايُنِ سعيِ البشر المؤدي إلى تباين مآلاتهم.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /378).