وهي إحدى وعشرون آية
ﰡ
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ والليل إذا يغشى ﴾ : الخليقة بظلامه٢ والأولى حمل الأشقى والأتقى على كل متصف بالصفتين المذكورتين، ويكون المعنى إنه لا يصلى صليا تاما لازما إلا الكامل في الشقاء، وهو الكافر، ولا يجنبها ويبعد عنها تبعيدا كاملا، بحيث لا يحوم حولها فضلا عن أن يدخلها إلا الكامل في التقوى، فلا ينافي هذا دخول بعض العصاة من المسلمين النار دخولا غير لازم، ولا تبعيد بعض من لم يكن كامل التقوى عن النار تبعيدا غير بالغ مبلغ تبعيد الكامل في التقوى عنها، والحاصل أن من تمسك من المرجئة بقوله:"لا يصلاها إلا الأشقى" زاعما أن الأشقى الكافر لأنه الذي كذب وتولى، ولم يقع التكذيب من عصاة المسلمين، فيقال ل فماذا تقوله: في قوله:" وسيجنبها الأتقى"؟ فإنه يدل على أنه لا يجنب النار إلا الكامل في التقوى، فمن لم يكن كاملا فيها كعصاة المسلمين لم يكن ممن يجنب النار، فإن أولت الأتقى بوجه من وجوه التأويل لزمك مثله في الأشقى، فخذ إليك هذه مع تلك، وكن كما قال الشاعر:
على أنني راض بأن أحمل الهوى | وأخرج منه لا علي ولا ليا |
والحمد لله على كل حال.