ﰡ
وأخرج البخاري في الأدب المفرد والنسائي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن يزيد بن بابنوس قال : قلنا لعائشة، كيف كان خلق رسول الله صلى الله وعليه وسلم؟ قالت : كان خلقه القرآن. ثم قالت : تقرأ سورة المؤمنون ﴿ قد أفلح المؤمنون ﴾ فقرأ حتى بلغ العشر فقالت : هكذا كان خلق رسول الله صلى الله وعليه وسلم «.
واخرج ابن عدي والحاكم والبيهقي في الأسماء والصفات عن أنس قال : قال رسول الله ﷺ » خلق الله جنة عدن، وغرس أشجارها بيده وقال لها : تكلمي. فقالت ﴿ قد أفلح المؤمنون ﴾ «.
وأخرج الطبراني في السنة وابن مردويه من حديث ابن عباس مثله.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في قوله ﴿ قد أفلح المؤمنون ﴾ قال : قال كعب : لم يخلق الله بيده إلا ثلاثة : خلق آدم بيده، والتوراة بيده، وغرس جنة عدن بيده ثم قال : تكلمي.. فقالت :﴿ قد أفلح المؤمنون ﴾ لما علمت فيها من الكرامة.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال : لما غرس الله الجنة نظر إليها فقال :﴿ قد أفلح المؤمنون ﴾.
وأخرج ابن جرير عن أبي العالية قال : لما خلق الله الجنة قال ﴿ قد أفلح المؤمنون ﴾ وأنزل الله به قرآناً.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ﴿ قد أفلح المؤمنون ﴾ يعني : سعد المصدقون بتوحيد الله.
وأخرج عبد بن حميد عن طلحة بن مصرف أنه كان يقرأ ﴿ قد أفلح المؤمنون ﴾ برفع أفلح.
وأخرج عن عاصم أنه قرأ بنصب ( أفلح ).
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله ﴿ قد أفلح المؤمنون ﴾ قال : فازوا وسعدوا. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم. أما سمعت قول لبيد :
فاعقلي إن كنت ما تعقلي | ولقد أفلح من كان عقل |
وباتو بشعب لهم سامراً | إذا خب نيرانهم أوقدوا |
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن عباس « أن رسول الله ﷺ كان يقرأ ﴿ مستكبرين به سامراً تهجرون ﴾ قال : كان المشركون يهجرون رسول الله ﷺ في القول في سمرهم ».
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ ﴿ سامراً تهجرون ﴾ بنصب التاء ورفع الجيم.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة أنه قرأ ﴿ سامراً تهجرون ﴾ وكانوا إذا سمروا هجروا في القول.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله ﴿ سامراً تهجرون ﴾ قال : تهجرون الحق.
وأخرج النسائي وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس قال : إنما كره السمر ﴿ تهجرون ﴾ قال : كانوا يهجرونه ولا يعمرونه.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي صالح في قوله ﴿ أم لم يعرفوا رسولهم ﴾ قال : عرفوه، ولكن حسدوه وفي قوله ﴿ ولو اتبع الحق أهواءهم ﴾ قال : الحق الله عزوجل.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ﴿ بل أتيناهم بذكرهم ﴾ قال : بينا لهم.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ﴿ بل أتيناهم بذكرهم ﴾ قال : هذا القرآن، وفي قوله ﴿ أم تسألهم أجراً ﴾ يقول : أم تسألهم على ما أتيناهم به جعلاً.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ﴿ خرجاً ﴾ قال : أجراً.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال : الخرج وما قبلها من القصة لكفار قريش.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ « أم تسألهم خَرَجاً » بغير ألف « فخراج ربك » بالألف.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن الحسن أنه قرأ « أم تسألهم خراجاً فخراج ربك خير ».
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ﴿ وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم ﴾ قال : ما فيه عوج. ذكر لنا أن نبي الله ﷺ لقي رجلاً فقال له « أسلم. فتعصب له ذلك وكبر عليه. فقال له النبي ﷺ : أرأيت لو كنت في طريق وعر وعث فلقيت رجلاً تعرف وجهه وتعرف نسبه فدعاك إلى طريق واسع سهل أكنت تتبعه؟ قال : نعم. قال : فوالذي نفس محمد بيده إنك لفي أوعر من ذلك الطريق لو كنت فيه. وإني لأدعوك إلى أسهل من ذلك الطريق لو دعيت إليه » وذكر لنا أن النبي ﷺ « لقي رجلاً فقال له أسلم. فصعده ذلك فقال له النبي ﷺ : أرأيت فتييك أحدهما إن حدث صدقك وإن أمنته أدى إليك؟ والآخر إن حدث كذبك وإن ائتمنته خانك؟ قال : بلى. فتاي الذي إذا حدثني صدقني وإذا أمنته أدى إلي. قال نبي الله ﷺ : كذاكم أنت عند ربكم ».
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله ﴿ وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون ﴾ قال : عن الحق عادلون.
وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله ﴿ ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر ﴾ قال : الجوع.
وأخرج ابن جرير وأبو نعيم في المعرفة والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس؛ أن ثمامة بن أنال الحنفي » لما أتى النبي ﷺ فأسلم وهو أسير فخلى سبيله، لحق باليمامة فحال بين أهل مكة وبين الميرة من اليمامة حتى أكلت قريش العلهز، فجاء أبو سفيان إلى النبي ﷺ فقال : أليس تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين؟ قال : بلى. قال : فقد قتلت الآباء بالسيف، والأبناء بالجوع. فأنزل الله ﴿ ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ﴾ «.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله ﴿ ولقد أخذناهم بالعذاب ﴾ قال : بالسنة والجوع.
وأخرج العسكري في المواعظ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله ﴿ فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ﴾ أي : لم يتواضعوا في الدعاء، ولم يخضعوا، ولو خضعوا لله لاستجاب لهم.
وأخرج ابن جرير عن الحسن قال : إذا أصاب الناس من قبل السلطان بلاء فإنما هي نقمة، فلا تستقبلوا نقمة الله بالحمية ولكن استقبلوها بالاستغفار، واستكينوا وتضرعوا إلى الله، وقرأ هذه الآية ﴿ ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ﴾.
واخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ﴿ حتى إذا فتحنا عليهم باباً ذا عذاب شديد ﴾ قال : قد مضى كان يوم بدر.
وأخرج ابن جرير عن ابن جريج ﴿ حتى إذا فتحنا عليهم باباً ذا عذاب شديد ﴾ قال : يوم بدر.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد ﴿ حتى إذا فتحنا عليهم باباً ذا عذاب شديد ﴾ قال : لكفار قريش الجوع وما قبلها من القصة لهم أيضاً.
وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن عاصم الجحدري قال : في الإمام مصحف عثمان بن عفان. قال : الذي كتب للناس لله لله كلهن بغير ألف.
وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن أسيد بن زيد قال : في مصحف عثمان بن عفان « سيقولون لله » ثلاثتهن بغير ألف.
وأخرج عبد بن حميد عن يحيى بن عتيق قال : رأيت في مصحف الحسن لله لله بغير ألف في ثلاثة مواضع.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ ( لله ) بغير ألف كلهن.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ﴿ قل من بيده ملكوت كل شيء ﴾ قال : خزائن كل شيء.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطاء ﴿ ادفع بالتي هي أحسن السيئة ﴾ قال : بالسلام.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال : نعمت والله الجرعة تتجرعها وأنت مظلوم، فمن استطاع أن يغلب الشر بالخير فليفعل، ولا قوّة إلا بالله.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عن أنس في قوله ﴿ ادفع بالتي هي أحسن السيئة ﴾ قال : قول الرجل لأخيه ما ليس فيه، يقول إن كنت كاذباً فأنا أسأل الله أن يغفر لك، وإن كنت صادقاً فأنا أسأل الله أن يغفر لي.
وأخرج البخاري في الأدب عن أبي هريرة قال : أتى رجل النبي ﷺ فقال :« يا رسول الله إن لي قرابة، أصلهم ويقطعون، وأحسن إليه ويسيئون إليَّ، ويجهلون عليّ وأحلم عنهم. قال : لئن كان كما تقول كأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك ».
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله ﴿ وأعوذ بك رب أن يحضرون ﴾ قال : يحضرون في شيء من أمري.
وأخرج أحمد عن خالد بن الوليد أنه قال « يا رسول الله إني أجد وحشة؟ قال : إذا أخذت مضجعك فقل : أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون، فإنه لا يضرك وبالحري أن لا يضرك ».
وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة قالت : ويل لأهل المعاصي من أهل القبور، يدخل عليهم في قبورهم حيات سود، حية عند رأسه وحية عند رجليه يضربانه حتى يلتقان في وسطه. فذلك العذاب في البرزخ الذي قال الله ﴿ ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ﴾.
وأخرج ابن جرير وابنأبي حاتم عن ابن زيد في قوله ﴿ قال رب ارجعون ﴾ قال : هذا حين يعاين قبل أن يذوق الموت.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال : زعموا أن النبي ﷺ قال لعائشة « إن المؤمن إذا عاين الملائكة قالوا : نرجعك إلى الدنيا؟ فيقول : إلى دار الهموم والأحزان؟ بل قُدُماً إلى الله. وأما الكافر فيقولون له : نرجعك؟ فيقول :﴿ رب ارجعون، لعلي أعمل صالحاً فيما تركت ﴾ ».
وأخرج الديلمي عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله ﷺ « إذا حضر الإنسان الوفاة يجمع له كل شيء يمنعه عن الحق فيحول بين عينيه، فعند ذلك يقول ﴿ رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت ﴾ ».
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله ﴿ لعلي أعمل صالحاً فيما تركت ﴾ قال : لعلي أقول لا إله إلا الله.
وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله ﴿ لعلي أعمل صالحاً ﴾ قال : أقول لا إله إلا الله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن حسين في قوله ﴿ ومن ورائهم برزخ ﴾ قال : أمامهم.
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو نعيم في الحيلة عن مجاهد في قوله ﴿ ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ﴾ قال : هو ما بين الموت إلى البعث.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال :﴿ البرزخ ﴾ الحاجز ما بين الدنيا والآخرة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد ﴿ ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ﴾ قال : حاجز بين الميت والرجوع إلى الدنيا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال :﴿ البرزخ ﴾ ما بين الدنيا والآخرة. ليس مع أهل الدنيا يأكلون ويشربون، ولا مع أهل الآخرة يجازون بأعمالهم.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في الآية قال :﴿ البرزخ ﴾ بين الدنيا والآخرة.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال :﴿ البرزخ ﴾ بقية الدنيا.
وأخرج عبد بن حميد عن الربيع قال :﴿ البرزخ ﴾ القبور.
وأخرج بن أبي حاتم عن أبي صخر قال :﴿ البرزخ ﴾ المقابر. لا هم في الدنيا ولا هم في الآخرة، فهم مقيمون إلى يوم يبعثون.
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وسمويه في فوائده عن أبي أمامة أنه شهد جنازة، فلما دفن الميت قال : هذا برزخ إلى يوم يبعثون.
وأخرج هناد عن أبي محلم قال : قيل للشعبي مات فلان قال : ليس هو في الدنيا ولا في الآخرة. هو في البرزخ.
وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله ﴿ ومن ورائهم برزخ ﴾ قال : ما بعد الموت.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن السدي ﴿ فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ﴾ قال : في النفخة الأولى.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في الآية قال : ليس أحد من الناس يسأل أحداً بنسبه ولا بقرابته شيئاً.
وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في الآية قال : لا يسأل أحد يومئذ بنسب شيئاً ولا ينمي إليه برحم.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس أنه سئل عن قوله ﴿ فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ﴾ وقوله ﴿ وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ﴾ [ الصفات : ٢٧ ] فقال : إنها مواقف. فأما الموقف الذي لا أنساب بينهم ولا يتساءلون عند الصعقة الأولى لا أنساب بينهم فيها إذا صعقوا، فإذا كانت النفخة الآخرة فإذا هم قيام يتساءلون.
وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه من وجه إلى آخر عن ابن عباس أنه سئل عن الآيتين فقال : أما قوله ﴿ ولا يتساءلون ﴾ فهذا في النفخة الأولى حين لا يبقى على الأرض شيء. وأما قوله ﴿ فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ﴾ [ الصافات : ٢٧ ] فإنهم لما دخلوا الجنة أقبل بعضهم على بعض يتساءلون.
وأخرج ابن المبارك في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية وابن عساكر عن ابن مسعود قال : إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين - وفي لفظ : يؤخذ بيد العبد أو الأمة يوم القيامة على رؤؤس الأوّلين والآخرين - ثم ينادي مناد ألا إن هذا فلان ابن فلان فمن كان له حق قبله فليأت إلى حقه - فيفرح - والله - المرء أن يكون له الحق على والده أو زوجته وإن كان صغيراً. ومصداق ذلك في كتاب الله ﴿ فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ﴾.
وأخرج ابن جرير عن قتادة قال : ليس شيء أبغض إلى الإنسان يوم القيامة من أن يرى من يعرفه مخافة أن يدور له على شيء، ثم قرأ ﴿ يوم يفر المرء من أخيه ﴾ [ عبس : ٣٤ ].
وأخرج أحمد والطبراني والحاكم والبيهقي في سننه عن المسور بن مخرمة قال : قال رسول الله ﷺ « إن الأنساب تنقطع يوم القيامة غير نسبي، وسببي، وصهري ».
وأخرج ابن عساكر عن ابن عمر قال : قال رسول الله ﷺ « كل نسب وصهر ينقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري ».
وأخرج ابن مردويه والضياء في صفة النار عن أبي الدرداء قال « قال رسول الله ﷺ في قوله ﴿ تلفح وجوههم النار ﴾ قال : تلفحهم لفحة فتسيل لحومهم على أعصابهم ».
وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط وابن مردوية وأبو نعيم في الحيلة عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال :« إن جهنم لما سيق إليها أهلها تلقتهم بعنق، فلفحتهم لفحة فلم تدع لحماً على عظم إلا ألقته على العرقوب ».
وأخرج أبو نعيم في الحيلة عن ابن مسعود في قوله ﴿ تلفح وجوههم النار ﴾ قال : لفحتهم لفحة فما أبقت لحماً على عظم إلا ألقته على أعقابهم.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن أبي الدنيا في صفة النار وأبو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الحيلة عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله ﷺ في قوله ﴿ تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون ﴾ قال « تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه، وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته ».
وأخرج ابن أبي شيبة عن مغيث بن سمي قال : إذا جيء بالرجل إلى النار قيل انتظر حتى نتحفك، فيؤتى بكأس من سم الأفاعي والأساود إذا أدناها من فيه نثرت اللحم على حدة والعظم على حدة.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة وهناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله ﴿ وهم فيها كالحون ﴾ قال : كلوح الرأس النضيج، بدأت أسنانهم وتقلصت شفاههم.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ﴿ كالحون ﴾ قال : عابسون.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن. أنه كان يقرأ « غلبت علينا شقاوتنا ».
وأخرج عبد بن حميد عن إسحق قال : في قراءة عبد الله « شقاوتنا ».
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : إن أهل جهنم ينادون مالكاً ﴿ يا مالك ليقض علينا ربك ﴾ فيذرهم أربعين عاماً لا يجيبهم ثم يجيبهم ﴿ إنكم ماكثون ﴾ ثم ينادون ربهم ﴿ ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فانا ظالمون ﴾ فيذرهم مثلي الدنيا لا يجيبهم ثم يجيبهم ﴿ اخسئوا فيها ولا تُكَلِّمون ﴾ قال : فيئس القوم بعدها، وما هو إلا الزفير والشهيق.
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الشعب عن محمد بن كعب قال : لأهل النار خمس دعوات يجيبهم الله في أربعة، فإذا كانت الخامسة لم يتكلموا بعدها أبداً يقولون ﴿ ربنا أمتَّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل ﴾ [ غافر : ١١ ] فيجيبهم الله ﴿ ذلكم بأنه إذا دعيَ الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم الله العلي الكبير ﴾ [ غافر : ١٢ ] ثم يقولون ﴿ ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحاً انا موقنون ﴾ [ السجدة : ١٢ ] فيجيبهم الله ﴿ فذقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا انا نسيانكم وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون ﴾ [ السجدة : ١٤ ] ثم يقولون ﴿ ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل ﴾ [ ابراهيم : ٤٤ ] فيجيبهم الله ﴿ أو لم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال ﴾ ثم يقولون ﴿ ربنا أخرجنا نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل ﴾ [ فاطر : ٣٧ ] فيجيبهم الله ﴿ أو لو نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير ﴾
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال : بلغنا أن أهل النار نادوا خزنة جهنم أن ﴿ ادعوا ربكم يخفف عنا يوماً من العذاب ﴾ [ غافر : ٤٩ ] فلم يجيبوهم ما شاء الله، فلما أجابوهم بعد حين قالوا لهم ﴿ ادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال ﴾ [ غافر : ٥٠ ] ثم نادوا ﴿ يا مالك ﴾ لخازن النار ﴿ ليقض علينا ربك ﴾ [ الزخرف : ٧٧ ] فسكت عنهم مالك مقدار أربعين سنة ثم أجابهم فقال ﴿ إنكم ماكثون ﴾ ثم نادى الأشقياء ربهم فقالوا ﴿ ربنا أخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون ﴾ [ فسكت عنهم.. مقدار الدنيا ثم أجابهم بعد ذلك ﴿ اخسئوا فيها ولا تكلمون ﴾.
وأخرج عبد بن حميدعن الحسن في الآية قال : تكلموا قبل ذلك وخاصموا فلما كان آخر ذلك قال ﴿ اخسئوا فيها ولا تكلمون ﴾ قال : منعوا الكلام آخر ما عليهم.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن زياد بن سعد الخراساني في قوله ﴿ اخسئوا فيها ولا تكلمون ﴾ قال : فتنطبق عليهم فلا يسمع منها إلا مثل طنين الطست.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله ﴿ اخسئوا ﴾ قال : اصغروا.
وأخرج ابن جرير والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس ﴿ اخسئوا فيها ولا تكلمون ﴾ قال : هذا قول الرب تعالى حين انقطع كلامهم منه.
وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة النار عن حذيفة أن النبي ﷺ قال :« إن الله إذا قال لأهل النار ﴿ اخسئوا فيها ولا تكلمون ﴾ عادت وجوهم قطعة لحم ليس فيها أفواه ولا مناخير تردد النفس في أجوافهم ».
وأخرج هناد عن ابن مسعود قال : ليس بعد الآية خروج ﴿ اخسئوا فيها ولا تكلمون ﴾.
سخرياً وسخرياً يقول الله ﴿ ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً ﴾ [ الزخرف : ٣٢ ] قال : يسخرونهم والآخرون الذين يستهزون سخرياً.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد ﴿ فاسأل العادين ﴾ قال : الملائكة.
وأخرج ابن السني وابن منده وأبو نعيم في المعرفة بسند حسن من طريق محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه قال : بعثنا رسول الله ﷺ في سرية وأمرنا أن نقول إذا نحن أمسينا وأصبحنا ﴿ أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون ﴾ فقرأناها فغنمنا وسلمنا والله أعلم.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ﴿ لا برهان له ﴾ قال : لا بينة له.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد ﴿ لا برهان له ﴾ قال : لا حجة.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ ( إنه لا يفلح الكافرون ) بكسر الألف في إنه.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن أنه قرأ ( أنه لا يفلح الكافرون ) بنصب الألف في انه.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة ﴿ فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون ﴾ قال : ذاك حساب الكافر عند الله إنه لا يفلح.
سورة المؤمنون
سورةُ (المؤمنون) من السُّوَر المكية التي اهتمت بذِكْرِ دلائل وَحْدانية الله تعالى، كما اهتمت بذِكْرِ صفاتِ المؤمنين المفلحين؛ كما في فاتحة السورة الكريمة، وقد صح عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: أنَّ مَن أقامَ أوَّلَ عَشْرِ آياتٍ من سورة (المؤمنون) دخَلَ الجنَّةَ، وبالأخذِ بهذه الصفات التي ذكَرها الله للمؤمنين، تصلُحُ للعبد دنياه وآخرتُه، ويحقِّقُ معنى التوحيد التام.
ترتيبها المصحفي
23نوعها
مكيةألفاظها
1052ترتيب نزولها
74العد المدني الأول
119العد المدني الأخير
119العد البصري
119العد الكوفي
118العد الشامي
119* قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَما اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ} [المؤمنون: ٧٦]:
عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «جاء أبو سُفْيانَ بنُ حَرْبٍ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا مُحمَّدُ، أنشُدُك اللهَ والرَّحِمَ؛ فقد أكَلْنا العِلْهِزَ - يعني: الوَبَرَ والدَّمَ -؛ فأنزَلَ اللهُ: {وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَما اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ} [المؤمنون: ٧٦]». أخرجه ابن حبان (٩٦٧).
* سورةُ (المؤمنون):
سُمِّيت سورة (المؤمنون) بذلك؛ لأنَّ فاتحتها أفصَحتْ عن ذِكْرِ صفات المؤمنين.
* أنَّ مَن أقام أوَّلَ عَشْرِ آياتٍ من سورة (المؤمنون) دخَل الجنَّة:
عن عُمَرَ بن الخطَّابِ رضي الله عنه، قال: «كان إذا نزَلَ على رسولِ اللهِ ﷺ الوحيُ يُسمَعُ عند وجهِه دَوِيٌّ كدَوِيِّ النَّحْلِ، فمكَثْنا ساعةً، فاستقبَلَ القِبْلةَ، ورفَعَ يدَيهِ، فقال: «اللهمَّ زِدْنا ولا تنقُصْنا، وأكرِمْنا ولا تُهِنَّا، وأعطِنا ولا تَحرِمْنا، وآثِرْنا ولا تُؤثِرْ علينا، وارضَ عنَّا وأرضِنا»، ثم قال: «لقد نزَلتْ عليَّ عَشْرُ آياتٍ، مَن أقامَهنَّ دخَلَ الجنَّةَ»، ثم قرَأَ علينا: {قَدْ أَفْلَحَ اْلْمُؤْمِنُونَ} [المؤمنون: 1] حتى ختَمَ العَشْرَ». أخرجه الترمذي (3097).
* كانت تَتجلَّى صفاتُ رسول الله ﷺ من خلالِ هذه السورة:
فعن يَزيدَ بن بابَنُوسَ، قال: «دخَلْنا على عائشةَ، فقُلْنا: يا أمَّ المؤمنين، ما كان خُلُقُ رسولِ اللهِ ﷺ؟ قالت: كان خُلُقُه القُرْآنَ، تَقرَؤون سورةَ المؤمنين؟ قالت: اقرَأْ {قَدْ أَفْلَحَ اْلْمُؤْمِنُونَ}، قال يَزيدُ: فقرَأْتُ {قَدْ أَفْلَحَ اْلْمُؤْمِنُونَ} [المؤمنون: 1] إلى: {لِفُرُوجِهِمْ حَٰفِظُونَ} [المؤمنون: 5]، قالت: هكذا كان خُلُقُ رسولِ اللهِ ﷺ». أخرجه البخاري في " الأدب المفرد" (٤٨).
* هي السورةُ التي قرأها النبيُّ صلى الله عليه وسلم يومَ الفتحِ:
عن عبدِ اللهِ بن السائبِ رضي الله عنه، قال: «حضَرْتُ رسولَ اللهِ ﷺ يومَ الفتحِ وصلَّى في الكعبةِ، فخلَعَ نَعْلَيهِ فوضَعَهما عن يسارِه، ثم افتتَحَ سورةَ (المؤمنون)، فلمَّا بلَغَ ذِكْرَ عيسى أو موسى، أخَذَتْهُ سَعْلةٌ، فركَعَ». أخرجه أبو داود (٦٤٨).
جاءت سورةُ (المؤمنون) على ذِكْرِ الموضوعات الآتية:
1. صفات المؤمنين (١-١١).
2. أدلة وَحْدانية الله (١٢-٢٢).
3. الإيمان بالرسل، ومواقف أقوامهم منهم (٢٣-٥٢).
4. تفرُّق الأُمَم بعد رسلهم (٥٣-٧٧).
5. أدلة إثبات وَحْدانية الله وقدرته (٧٨-٩٨).
6. مِن مشاهِدِ يوم القيامة (٩٩- ١١٨).
ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (5 /124).
ظهَر مقصودُ سورة (المؤمنون) في اسمها؛ وهو اختصاصُ المؤمنين بالفلاح، وقد دارت آيُها حول مِحوَرِ تحقيقِ الوَحْدانية، وإبطالِ الشرك ونقضِ قواعده، والتنويه بالإيمان وشرائعه؛ فكان افتتاحُها بالبشارة للمؤمنين بالفلاح العظيم على ما تحلَّوْا به من أصول الفضائل الرُّوحية والعلمية، التي بها تزكيةُ النَّفس، واستقامةُ السلوك.
ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /303)، و"التحرير والتنوير" لابن عاشور (18 /6).