تفسير سورة الليل

تفسير التستري

تفسير سورة سورة الليل من كتاب تفسير التستري المعروف بـتفسير التستري.
لمؤلفه سهل التستري . المتوفي سنة 283 هـ

السورة التي يذكر فيها الليل
[سورة الليل (٩٢) : الآيات ١ الى ٨]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى (١) وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى (٢) وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (٣) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (٤)
فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى (٧) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى (٨)
قوله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى [١] قال: باطنها نفس الطبع.
وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى [٢] نفس الروح.
وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى [٣] أي ومن خلق الخوف والرجاء، فالخوف ذكر والرجاء أنثى.
إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى [٤] فمنه ما هو خالص ومنه ما هو مشوب بالأحداث.
فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى [٥- ٦] أبو بكر الصديق رضي الله عنه أعطى من نفسه وماله مجهوده، واتقى سكونه إلى نفس الطبع، وصدق بالحسنى كلمة التوحيد.
وقيل: بالجزاء، ويقال: هو الإخلاص.
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى [٧] هو العود إلى الخير.
وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى [٨] أبو جهل بخل بطاعته لله ورسوله، واستغنى: أظهر من نفسه الاستغناء عنهما.
[سورة الليل (٩٢) : الآيات ١٠ الى ١١]
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى (١٠) وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى (١١)
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى [١٠] أي نسهل عليه العمل، بعمل أهل النار، ألا تراه كيف قال عقبه: وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى [١١] في النار.
[سورة الليل (٩٢) : آية ١٣]
وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى (١٣)
وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى [١٣] فالآخرة نفس الروح، والأولى نفس الطبع، يهدي واحد إلى نفس الروح، وآخر إلى نفس الطبع.
[سورة الليل (٩٢) : آية ١٧]
وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (١٧)
قوله تعالى: وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (١٧) الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى [١٧- ١٨] قال: الأتقى هو الصديق هو أتقى الناس فإن الناس أعطوا واتقوا وهو لم ير الفاني وأبقى لنفسه الباقي كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ماذا أبقيت لنفسك؟ قال: الله ورسوله» «١».
[سورة الليل (٩٢) : آية ٢١]
وَلَسَوْفَ يَرْضى (٢١)
قوله تعالى: وَلَسَوْفَ يَرْضى [٢١] قال: يعني بما له عندنا، وهو محل الفضل، لا محل الثواب، سراً بسر، وحياة بحياة، وأزلية بأزلية.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
(١) شعب الإيمان ٢/ ١٠٦ (رقم ١٢٩٨) والحديث قاله صلّى الله عليه وسلّم مخاطبا به أبا بكر الصديق.
سورة الليل
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (اللَّيل) مكية، نزلت بعد سورة (الأعلى)، وقد افتُتحت بقَسَم الله عز وجل بـ(اللَّيل)، وهو آيةٌ من آيات الله الدالةِ على عظمته وقُدْرته وتصرُّفه في هذا الكون، وبيَّنت السورة الكريمة تبايُنَ مَساعي البشر، المؤديَ إلى تبايُنِ مستقرَّاتهم في الدار الآخرة، وفي ذلك دعوةٌ إلى السعيِ إلى الخير، وتركِ الشر.

ترتيبها المصحفي
92
نوعها
مكية
ألفاظها
71
ترتيب نزولها
9
العد المدني الأول
21
العد المدني الأخير
21
العد البصري
21
العد الكوفي
21
العد الشامي
21

* سورة (اللَّيل):

سُمِّيت سورة (اللَّيل) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله عز وجل بـ(اللَّيل).

1. القَسَم على تبايُنِ سعي البشر (١-٤).

2. اعملوا فكلٌّ مُيسَّر (٥-١٣).

3. إنذار وتحذير (١٤- ٢١).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9/172).

بيانُ قدرة الله عزَّ وجلَّ، وتصرُّفِه في هذا الكون، وتبايُنِ سعيِ البشر المؤدي إلى تباين مآلاتهم.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /378).