تفسير سورة التكاثر

تفسير ابن أبي زمنين

تفسير سورة سورة التكاثر من كتاب تفسير القرآن العزيز المعروف بـتفسير ابن أبي زمنين.
لمؤلفه ابن أبي زَمَنِين . المتوفي سنة 399 هـ
تفسير سورة ألهاكم، وهي مكية كلها.

قَوْله: ﴿أَلْهَاكُم التكاثر﴾ أَي فِي: الدُّنْيَا عَنِ الْآخِرَةِ، وَهُوَ التَّكَاثُرُ فِي الْمَالِ وَالْولد
﴿حَتَّى زرتم الْمَقَابِر﴾ أَيْ: حَتَّى مُتُّمْ.
يَحْيَى: عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ ((أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعَهُ يَقْرَأُ ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِر﴾ فَقَالَ: يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي مَالِي، وَمَا لَكَ مِنْ مَالِكَ يَا ابْن آدَمَ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ،
158
أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فأمضيت)).
159
﴿كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوف تعلمُونَ﴾ وَهَذَا وعيداً بعد وَعِيد
﴿ ثم كلا سوف تعلمون( ٤ ) ﴾ وهذا وعيدا بعد وعيد.
﴿كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِين﴾ أَيْ: أَنَّ عِلْمَكُمْ لَيْسَ بِعِلْمِ الْيَقِينِ يَعْنِي: الْمُشْرِكِينَ وَأَنَّ عِلْمَ الْمُؤمنِينَ هُوَ علم الْيَقِين
﴿لترون الْجَحِيم﴾
قَالَ محمدٌ: الِاخْتِيَار فِي الْقِرَاءَة ﴿لترون﴾ بِفَتْحِ التَّاءِ وَضَمِّ الْوَاوِ غَيْرِ مَهْمُوزَة.
﴿ثمَّ لترونها عين الْيَقِين﴾ يَعْنِي: بالمعاينة
﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾
يَحْيَى: عَنْ خَالِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم: ((ثَلاثٌ لَيْسَ لَكَ مِنْهُنَّ بُدٌّ، وَلَيْسَ عَلَيْكَ فِيهِنَّ تَبِعَةٌ: بَيْتٌ يُكِنُّكَ، وَثَوْبٌ تُوَارِي بِهِ عَوْرَتَكَ، وَطَعَامٌ تُقِيمُ بِهِ صُلْبَكَ
160
تَفْسِيرُ سُورَةِ وَالْعَصْرِ وَهِيَ مَكِّيَّةٌ كلهَا

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

[تَفْسِير سُورَة الْعَصْر من آيَة ١ إِلَى آيَة ٣]
161
سورة التكاثر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (التكاثر) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الكوثر)، ومحورُها ذمُّ الاشتغال بالدنيا ومَلذَّاتها، والتفاخرِ فيها، وجاءت بالتخويف من الجحيم؛ ليعودَ الناسُ إلى الله، ويتعلقوا بالآخرة وبما عند الله من الجزاء.

ترتيبها المصحفي
102
نوعها
مدنية
ألفاظها
28
ترتيب نزولها
16
العد المدني الأول
8
العد المدني الأخير
8
العد البصري
8
العد الكوفي
8
العد الشامي
8

* سورة (التكاثر):

سُمِّيت سورة (التكاثر) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {أَلْهَىٰكُمُ اْلتَّكَاثُرُ} [التكاثر: 1].

ذمُّ الاشتغال بالدنيا، والتخويفُ من الجحيم (١-٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /318).

يقول ابنُ عاشور رحمه الله: «اشتملت على التوبيخِ على اللَّهو عن النظر في دلائلِ القرآن ودعوة الإسلام بإيثار المال، والتكاثر به، والتفاخر بالأسلاف، وعدم الإقلاع عن ذلك إلى أن يَصِيروا في القبور كما صار مَن كان قبلهم، وعلى الوعيد على ذلك، وحثِّهم على التدبر فيما ينجيهم من الجحيم، وأنهم مبعوثون ومسؤولون عن إهمالِ شُكْرِ المُنعِم العظيم». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /518).