تفسير سورة الليل

الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور

تفسير سورة سورة الليل من كتاب الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور
لمؤلفه بشير ياسين . المتوفي سنة 2006 هـ

سورة الليل
قوله تعالى ﴿ والليل إذا يغشى النهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى إن سعيكم لشتى ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى ﴾ قال آيتان عظيمتان يكوّرهما الله على الخلائق.
قال البخاري : حدثنا مالك بن إسماعيل، حدثنا إسرائيل، عن المغيرة عن إبراهيم، عن علقمة قال : قال قدمت الشام فصليت ركعتين، ثم قلت : اللهم يسّر لي جليسا صالحا فأتيت قوما فجلست إليهم، فإذا شيخ قد جاء حتى جلس إلى جنبي، قلت من هذا ؟ قالوا : أبو الدرداء فقلت : إني دعوت الله أن ييسّر لي جليسا صالحا، فيسّرك لي قال : ممن أنت ؟ قلت : من أهل الكوفة قال : أوليس عندكم ابن أم صاحب النعلين والوساد والمطهرة ؟ أفيكم الذي أجاره الله من الشيطان، يعني على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ؟ أو ليس فيكم صاحب سر النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا يعلم أحد غيره ؟ ثم قال : كيف يقرأ عبد الله ﴿ والليل إذا يغشى ﴾ فقرأت عليه ﴿ والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى ﴾ قال : والله لقد أقرأنيها رسول الله من فيّه إلى فيّ.
( الصحيح ٧/١١٣-١١٤- ك فضائل الصحابة، ب مناقب عمار وحذيفة رضي الله عنهما ح٣٧٤٢ )، وأخرجه مسلم ( الصحيح ١/٥٦٦ ح٨٢٤-ك صلاة المسافرين وقصرها، ب ما يتعلق بالقراءات ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ إن سعيكم لشتّى ﴾ يقول لمختلف.
قوله تعالى ﴿ فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسّره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى ﴾
قال البخاري : حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير عن منصور عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمان السُّّلمى، عن علي رضي الله عنه قال : كنا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله، ومعه مخصرة، فنكس فجعل ينكث بمخصرته، ثم قال : ما منكم من أحد، وما من نفس منفوسة، إلا كتب مكانها من الجنة والنار، وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة. قال رجل : يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل، فمن كان منا أهل السعادة فسيصير إلى أهل السعادة، ومن كان من أهل الشقاء فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة ؟ قال : أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، أما أهل الشقاوة فيُيسّرن لعمل أهل الشقاء، ثم قرأ ﴿ فأما من أعطى واتقى وصدّق بالحسنى ﴾ الآية.
( الصحيح ٨/٥٧٩-ك التفسير- سورة الليل، ب ﴿ وكذب بالحسنى ﴾ ح٤٩٤٨و ١٣/٥٣١-ك التوحيد، ب قول الله تعالى ﴿ ولقد يسرنا القرآن للذكر ﴾، أخرجه مسلم ( الصحيح ٤/٢٠٣٩ ح٢٦٤٧-ك القدر، ب كيفية خلق الآدمي في بطن أمه وكتابه رزقه وأجله وعمله ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ فأما من أعطى ﴾ حق الله ﴿ واتقى ﴾ محارم الله التي نهى عنها.
قوله تعالى ﴿ فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسّره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى ﴾
قال البخاري : حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير عن منصور عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمان السُّّلمى، عن علي رضي الله عنه قال : كنا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله، ومعه مخصرة، فنكس فجعل ينكث بمخصرته، ثم قال : ما منكم من أحد، وما من نفس منفوسة، إلا كتب مكانها من الجنة والنار، وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة. قال رجل : يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل، فمن كان منا أهل السعادة فسيصير إلى أهل السعادة، ومن كان من أهل الشقاء فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة ؟ قال : أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، أما أهل الشقاوة فيُيسّرن لعمل أهل الشقاء، ثم قرأ ﴿ فأما من أعطى واتقى وصدّق بالحسنى ﴾ الآية.
( الصحيح ٨/٥٧٩-ك التفسير- سورة الليل، ب ﴿ وكذب بالحسنى ﴾ ح٤٩٤٨و ١٣/٥٣١-ك التوحيد، ب قول الله تعالى ﴿ ولقد يسرنا القرآن للذكر ﴾، أخرجه مسلم ( الصحيح ٤/٢٠٣٩ ح٢٦٤٧-ك القدر، ب كيفية خلق الآدمي في بطن أمه وكتابه رزقه وأجله وعمله ).
أخرج الطبري بأسانيد يقوي بعضها بعضا عن ابن عباس ﴿ وصدق بالحسنى ﴾ قال : وصدق بالخلف من الله.
قوله تعالى ﴿ فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسّره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى ﴾
قال البخاري : حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير عن منصور عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمان السُّّلمى، عن علي رضي الله عنه قال : كنا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله، ومعه مخصرة، فنكس فجعل ينكث بمخصرته، ثم قال : ما منكم من أحد، وما من نفس منفوسة، إلا كتب مكانها من الجنة والنار، وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة. قال رجل : يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل، فمن كان منا أهل السعادة فسيصير إلى أهل السعادة، ومن كان من أهل الشقاء فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة ؟ قال : أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، أما أهل الشقاوة فيُيسّرن لعمل أهل الشقاء، ثم قرأ ﴿ فأما من أعطى واتقى وصدّق بالحسنى ﴾ الآية.
( الصحيح ٨/٥٧٩-ك التفسير- سورة الليل، ب ﴿ وكذب بالحسنى ﴾ ح٤٩٤٨و ١٣/٥٣١-ك التوحيد، ب قول الله تعالى ﴿ ولقد يسرنا القرآن للذكر ﴾، أخرجه مسلم ( الصحيح ٤/٢٠٣٩ ح٢٦٤٧-ك القدر، ب كيفية خلق الآدمي في بطن أمه وكتابه رزقه وأجله وعمله ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ وأما من بخل واستغنى ﴾ وأما من بخل بحق الله عليه، واستغنى في نفسه عن ربه.
قوله تعالى ﴿ فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسّره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى ﴾
قال البخاري : حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير عن منصور عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمان السُّّلمى، عن علي رضي الله عنه قال : كنا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله، ومعه مخصرة، فنكس فجعل ينكث بمخصرته، ثم قال : ما منكم من أحد، وما من نفس منفوسة، إلا كتب مكانها من الجنة والنار، وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة. قال رجل : يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل، فمن كان منا أهل السعادة فسيصير إلى أهل السعادة، ومن كان من أهل الشقاء فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة ؟ قال : أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، أما أهل الشقاوة فيُيسّرن لعمل أهل الشقاء، ثم قرأ ﴿ فأما من أعطى واتقى وصدّق بالحسنى ﴾ الآية.
( الصحيح ٨/٥٧٩-ك التفسير- سورة الليل، ب ﴿ وكذب بالحسنى ﴾ ح٤٩٤٨و ١٣/٥٣١-ك التوحيد، ب قول الله تعالى ﴿ ولقد يسرنا القرآن للذكر ﴾، أخرجه مسلم ( الصحيح ٤/٢٠٣٩ ح٢٦٤٧-ك القدر، ب كيفية خلق الآدمي في بطن أمه وكتابه رزقه وأجله وعمله ).
أخرج الطبري بأسانيد يقوي بعضها بعضا عن ابن عباس ﴿ وكذب بالحسنى ﴾ بالخلف من الله.
ونسبه الحافظ ابن حجر إلى ابن أبي حاتم عن ابن عباس بسند صحيح ( فتح الباري ٨/٧٠٦ ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ وكذب بالحسنى ﴾ وكذب بموعود الله الذي وعد، قال الله ﴿ فسنيسره لليسرى ﴾
قوله تعالى ﴿ وما يغني عنه ماله إذا تردى ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ إذا تردى ﴾ قال : إذا تردّى في النار.
قوله تعالى ﴿ إن علينا للهدى ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ إن علينا للهدى ﴾ يقول : على الله البيان، بيان حلاله وحرامه، وطاعته ومعصيته.
قوله تعالى ﴿ فأنذرتكم نارا تلظى ﴾.
قال البخاري : حدثني محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، قال : سمعت أبا إسحاق قال : سمعت النعمان : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :( إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة لرجل توضع في أخمص قدميه جمرة يغلي منها دماغه ).
[ الصحيح ١١/ ٤٢٤ ح ٦٥٦١-ك الرقاق، ب صفة الجنة والنار ]، وأخرجه مسلم [ الصحيح ١/ ١٩٦ ح ٢١٣ – ك الإيمان، ب أهون أهل النار عذابا ].
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ نارا تلظى ﴾ قال : توّهج.
وانظر سورة البقرة آية [ ٢٤ ] لبيان وقود النار.
قوله تعالى ﴿ لا يصلاها إلا الأشقى ﴾
بين الله تعالى صفة ﴿ الأشقى ﴾ في الآية التالية ﴿ الذي كذب وتولى ﴾.
قوله تعالى ﴿ وسيجنبها الأتقى الذي يُؤتي ماله يتزكى ﴾.
قال ابن كثير : وقوله تعالى ﴿ وسيجنبها الأتقى ﴾ أي : وسيُزحزح عن النار التقي النقي الأتقى، ثم فسره بقول :﴿ الذي يؤتي ماله يتزكى ﴾ أي : يصرف ماله في طاعة ربه، ليزكي نفسه وماله وما وهبه الله من دين ودنيا.
قال البخاري : حدثنا محمد بن سنان، حدثنا فليح، حدثنا هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ). قالوا : يا رسول الله من يأبى ؟ قال :( من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى ).
[ الصحيح ١٣/ ٣٦٣ ح ٧٢٨٠- ك الاعتصام بالكتاب والسنة، ب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ).
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٧:قوله تعالى ﴿ وسيجنبها الأتقى الذي يُؤتي ماله يتزكى ﴾.
قال ابن كثير : وقوله تعالى ﴿ وسيجنبها الأتقى ﴾ أي : وسيُزحزح عن النار التقي النقي الأتقى، ثم فسره بقول :﴿ الذي يؤتي ماله يتزكى ﴾ أي : يصرف ماله في طاعة ربه، ليزكي نفسه وماله وما وهبه الله من دين ودنيا.
قال البخاري : حدثنا محمد بن سنان، حدثنا فليح، حدثنا هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ). قالوا : يا رسول الله من يأبى ؟ قال :( من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى ).
[ الصحيح ١٣/ ٣٦٣ ح ٧٢٨٠- ك الاعتصام بالكتاب والسنة، ب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ).

قوله تعالى :﴿ وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى ﴾ يقول : ليس به مثابة الناس ولا مجازاتهم إنما عطيته لله.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٩:قوله تعالى :﴿ وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى ﴾ يقول : ليس به مثابة الناس ولا مجازاتهم إنما عطيته لله.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٩:قوله تعالى :﴿ وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى ﴾ يقول : ليس به مثابة الناس ولا مجازاتهم إنما عطيته لله.

سورة الليل
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (اللَّيل) مكية، نزلت بعد سورة (الأعلى)، وقد افتُتحت بقَسَم الله عز وجل بـ(اللَّيل)، وهو آيةٌ من آيات الله الدالةِ على عظمته وقُدْرته وتصرُّفه في هذا الكون، وبيَّنت السورة الكريمة تبايُنَ مَساعي البشر، المؤديَ إلى تبايُنِ مستقرَّاتهم في الدار الآخرة، وفي ذلك دعوةٌ إلى السعيِ إلى الخير، وتركِ الشر.

ترتيبها المصحفي
92
نوعها
مكية
ألفاظها
71
ترتيب نزولها
9
العد المدني الأول
21
العد المدني الأخير
21
العد البصري
21
العد الكوفي
21
العد الشامي
21

* سورة (اللَّيل):

سُمِّيت سورة (اللَّيل) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله عز وجل بـ(اللَّيل).

1. القَسَم على تبايُنِ سعي البشر (١-٤).

2. اعملوا فكلٌّ مُيسَّر (٥-١٣).

3. إنذار وتحذير (١٤- ٢١).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9/172).

بيانُ قدرة الله عزَّ وجلَّ، وتصرُّفِه في هذا الكون، وتبايُنِ سعيِ البشر المؤدي إلى تباين مآلاتهم.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /378).