تفسير سورة المؤمنون

جهود الإمام الغزالي في التفسير

تفسير سورة سورة المؤمنون من كتاب جهود الإمام الغزالي في التفسير
لمؤلفه أبو حامد الغزالي . المتوفي سنة 505 هـ

٧٥١- مدحهم بعد الإيمان بصلات مخصوصة ؛ وهي المقرونة بالخشوع. [ الإحياء : ١/٢٠١ ].
٧٥٢- لا تصل إلى حفظ الفرج إلا بحفظ العين عن النظر، وحفظ القلب عن التفكر، وحفظ البطن عن الشبهة، وعن الشبع، فإن هذه محركات للشهوة ومغارسها. [ بداية الهداية ضمن المجموعة رقم ٥ ص : ٦٧ ].
٧٥٣- وصفهم بالفلاح أولا، وبوراثة الفردوس آخرا، وما عندي أن هذرمة١ اللسان مع غفلة القلب تنتهي إلى هذا الحد. [ الإحياء : ١/٢٠١ ].
١ - هذرمة : من الهذر وهو الكلام الذي لا يعبأ به. ن اللسان (هذر)..
﴿ ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ﴾.
٧٥٤- ﴿ ثم أنشأناه خلقا آخر ﴾ أي نفخنا فيه الروح. [ نفسه : ٢/٥٩ ].
٧٥٥- ﴿ أحسن الخالقين ﴾ أي المقدرين. [ المستصفى : ٢/١٣٩ ]
﴿ يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا ﴾.
٧٥٦- قال بعض السلف الصالحين : إن الأكل من الدين، وعليه نبه رب العالمين بقوله وهو أصدق القائلين :﴿ كلوا من الطيبات واعملوا صالحا ﴾ فمن يقدم على الأكل ليستعين به على العلم والعمل ويقوى به على التقوى فلا ينبغي أن يترك نفسه مهملا سدى، يسترسل في الأكل استرسال البهائم في المرعى، فإن ما هو ذريعة إلى الدين ووسيلة إليه ينبغي أن تظهر أنوار الدين عليه. [ الإحياء : ٢/٣ ]
٧٥٧- ﴿ كلوا من الطيبات واعملوا صالحا ﴾ أمر بالأكل من الطيبات، وقيل : إن المراد به الحلال. [ نفسه : ٢/١٠١ ]
٧٥٨- ﴿ كلوا من الطيبات واعملوا صالحا ﴾ والحرام خبيث وليس بطيب، فقد قرن عز وجل : أكل الطيبات بالعبادات[ كتاب الأربعين في أصول الدين : ٤٨-٤٩ ]..
﴿ والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة ﴾.
٧٥٩- قالت عائشة رضي الله عنها : قلت يا رسول الله ﴿ والذين يِؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة ﴾ هو الرجل يسرق ويزني ؟ قال ( لا، بل الرجل يصوم ويصلي ويتصدق ويخاف ألا يقبل منه )١. [ الإحياء : ٤/١٧٠ ].
٧٦٠- ﴿ والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة ﴾ قال الحسن : يعملون ما عملوا من أعمال البر، ويخافون أن لا ينجيهم ذلك من عذاب الله. [ نفسه : ٤/٤٣٣ ].
١ - رواه الترمذي أبواب تفسير القرآن ٥/٩ حديث رقم ٣٢٢٥..
٧٦١- كان ابن عباس يقول : من مات ولم يزك ولم يحج سأل الرجعة إلى الدنيا، وقرأ قوله عز وجل :﴿ رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت ﴾ [ نفسه : ١/٢٩٢ ].
٧٦٢- عن محمد بن كعب القرظي أنه كان يقرأ قوله تعالى :﴿ حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت ﴾ قال أي شيء تريد في أي شيء ترغب، أتريد أن ترجع لتجمع المال وتغرس الغراس وتبني البنيان وتشق الأنهار ؟ قال : لا ﴿ لعلي أعمل صالحا فيما تركت ﴾ قال : فيقول الجبار :﴿ كلا إنها كلمة هو قائلها ﴾ أي لقولنها عند الموت. [ نفسه : ٤/٥٣٢ ].
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٩:٧٦١- كان ابن عباس يقول : من مات ولم يزك ولم يحج سأل الرجعة إلى الدنيا، وقرأ قوله عز وجل :﴿ رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت ﴾ [ نفسه : ١/٢٩٢ ].

٧٦٢-
عن محمد بن كعب القرظي أنه كان يقرأ قوله تعالى :﴿ حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت ﴾ قال أي شيء تريد في أي شيء ترغب، أتريد أن ترجع لتجمع المال وتغرس الغراس وتبني البنيان وتشق الأنهار ؟ قال : لا ﴿ لعلي أعمل صالحا فيما تركت ﴾ قال : فيقول الجبار :﴿ كلا إنها كلمة هو قائلها ﴾ أي لقولنها عند الموت. [ نفسه : ٤/٥٣٢ ].

٧٦٣- ووجهها أن الله يحدث في صحائف الأعمال وزنا بحسب درجات الأعمال عند الله تعالى، فتصير مقادير أعمال العباد معلومة للعبادة حتى يظهر لهم العدل في العقاب أو الفضل في العفو وتضعيف الثواب. [ نفسه : ١/١٣٦ ].
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٢:٧٦٣- ووجهها أن الله يحدث في صحائف الأعمال وزنا بحسب درجات الأعمال عند الله تعالى، فتصير مقادير أعمال العباد معلومة للعبادة حتى يظهر لهم العدل في العقاب أو الفضل في العفو وتضعيف الثواب. [ نفسه : ١/١٣٦ ].
﴿ تلفح وجوههم النار ﴾.
٧٦٤- قال بعض العلماء في قوله :﴿ تلفح وجوههم النار ﴾ إنها لفحتهم لفحة واحدة، فما أبقت لحما على عظم إلا ألقته عند أعقابهم [ نفسه : ٤/٥٦٥ ].
٧٦٥- قال الأعمش١ : أنبئت أن بين دعائهم وبين إجابة مالك إياهم ألف عام قال : فيقولون ادعوا ربكم فلا أحد خير من ربكم فيقولون :﴿ ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون ﴾ قال : فيجيبهم :﴿ اخسئوا فيها ولا تكلمون ﴾ قال : فعند ذلك يئسوا من كل خير، وعند ذلك أخذوا في الزفير والحسرة والويل. [ نفسه : ٤/٥٦٦ ].
١ - هو سليمان بن مهران الكوفي، الإمام شيخ الإسلام، شيخ المقرئين والمحدثين، كان ثقة عالما فاضلا، رأى أنس بن مالك وحكى عنه وعن كثير من التابعين، كما روى عنه خلق كثير، منهم أبو حنيفة والأوزاعي وشعبة ت سنة ١٤٨ هـ. ن وفيات الأعيان ٢/٤٠٠- ٤٠٣ وحلية الأولياء ٥/٤٦- ٦٠ وسير أعلام النبلاء ٦/٢٢٦..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٦:٧٦٥- قال الأعمش١ : أنبئت أن بين دعائهم وبين إجابة مالك إياهم ألف عام قال : فيقولون ادعوا ربكم فلا أحد خير من ربكم فيقولون :﴿ ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون ﴾ قال : فيجيبهم :﴿ اخسئوا فيها ولا تكلمون ﴾ قال : فعند ذلك يئسوا من كل خير، وعند ذلك أخذوا في الزفير والحسرة والويل. [ نفسه : ٤/٥٦٦ ].
١ - هو سليمان بن مهران الكوفي، الإمام شيخ الإسلام، شيخ المقرئين والمحدثين، كان ثقة عالما فاضلا، رأى أنس بن مالك وحكى عنه وعن كثير من التابعين، كما روى عنه خلق كثير، منهم أبو حنيفة والأوزاعي وشعبة ت سنة ١٤٨ هـ. ن وفيات الأعيان ٢/٤٠٠- ٤٠٣ وحلية الأولياء ٥/٤٦- ٦٠ وسير أعلام النبلاء ٦/٢٢٦..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٦:٧٦٥- قال الأعمش١ : أنبئت أن بين دعائهم وبين إجابة مالك إياهم ألف عام قال : فيقولون ادعوا ربكم فلا أحد خير من ربكم فيقولون :﴿ ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون ﴾ قال : فيجيبهم :﴿ اخسئوا فيها ولا تكلمون ﴾ قال : فعند ذلك يئسوا من كل خير، وعند ذلك أخذوا في الزفير والحسرة والويل. [ نفسه : ٤/٥٦٦ ].
١ - هو سليمان بن مهران الكوفي، الإمام شيخ الإسلام، شيخ المقرئين والمحدثين، كان ثقة عالما فاضلا، رأى أنس بن مالك وحكى عنه وعن كثير من التابعين، كما روى عنه خلق كثير، منهم أبو حنيفة والأوزاعي وشعبة ت سنة ١٤٨ هـ. ن وفيات الأعيان ٢/٤٠٠- ٤٠٣ وحلية الأولياء ٥/٤٦- ٦٠ وسير أعلام النبلاء ٦/٢٢٦..

﴿ رب العرش الكريم ﴾.
٧٦٦- الكريم : يدل على سعة الإكرام مع شرف الذات. [ روضة الطالبين وعمدة السالكين ضمن المجموعة رقم ٢ ص : ٦٦ ]
سورة المؤمنون
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (المؤمنون) من السُّوَر المكية التي اهتمت بذِكْرِ دلائل وَحْدانية الله تعالى، كما اهتمت بذِكْرِ صفاتِ المؤمنين المفلحين؛ كما في فاتحة السورة الكريمة، وقد صح عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: أنَّ مَن أقامَ أوَّلَ عَشْرِ آياتٍ من سورة (المؤمنون) دخَلَ الجنَّةَ، وبالأخذِ بهذه الصفات التي ذكَرها الله للمؤمنين، تصلُحُ للعبد دنياه وآخرتُه، ويحقِّقُ معنى التوحيد التام.

ترتيبها المصحفي
23
نوعها
مكية
ألفاظها
1052
ترتيب نزولها
74
العد المدني الأول
119
العد المدني الأخير
119
العد البصري
119
العد الكوفي
118
العد الشامي
119

* قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَما اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ} [المؤمنون: ٧٦]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «جاء أبو سُفْيانَ بنُ حَرْبٍ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا مُحمَّدُ، أنشُدُك اللهَ والرَّحِمَ؛ فقد أكَلْنا العِلْهِزَ - يعني: الوَبَرَ والدَّمَ -؛ فأنزَلَ اللهُ: {وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَما اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ} [المؤمنون: ٧٦]». أخرجه ابن حبان (٩٦٧).

* سورةُ (المؤمنون):

سُمِّيت سورة (المؤمنون) بذلك؛ لأنَّ فاتحتها أفصَحتْ عن ذِكْرِ صفات المؤمنين.

 * أنَّ مَن أقام أوَّلَ عَشْرِ آياتٍ من سورة (المؤمنون) دخَل الجنَّة:

عن عُمَرَ بن الخطَّابِ رضي الله عنه، قال: «كان إذا نزَلَ على رسولِ اللهِ ﷺ الوحيُ يُسمَعُ عند وجهِه دَوِيٌّ كدَوِيِّ النَّحْلِ، فمكَثْنا ساعةً، فاستقبَلَ القِبْلةَ، ورفَعَ يدَيهِ، فقال: «اللهمَّ زِدْنا ولا تنقُصْنا، وأكرِمْنا ولا تُهِنَّا، وأعطِنا ولا تَحرِمْنا، وآثِرْنا ولا تُؤثِرْ علينا، وارضَ عنَّا وأرضِنا»، ثم قال: «لقد نزَلتْ عليَّ عَشْرُ آياتٍ، مَن أقامَهنَّ دخَلَ الجنَّةَ»، ثم قرَأَ علينا: {قَدْ أَفْلَحَ اْلْمُؤْمِنُونَ} [المؤمنون: 1] حتى ختَمَ العَشْرَ». أخرجه الترمذي (3097).

* كانت تَتجلَّى صفاتُ رسول الله ﷺ من خلالِ هذه السورة:

فعن يَزيدَ بن بابَنُوسَ، قال: «دخَلْنا على عائشةَ، فقُلْنا: يا أمَّ المؤمنين، ما كان خُلُقُ رسولِ اللهِ ﷺ؟ قالت: كان خُلُقُه القُرْآنَ، تَقرَؤون سورةَ المؤمنين؟ قالت: اقرَأْ {قَدْ أَفْلَحَ اْلْمُؤْمِنُونَ}، قال يَزيدُ: فقرَأْتُ {قَدْ أَفْلَحَ اْلْمُؤْمِنُونَ} [المؤمنون: 1] إلى: {لِفُرُوجِهِمْ حَٰفِظُونَ} [المؤمنون: 5]، قالت: هكذا كان خُلُقُ رسولِ اللهِ ﷺ». أخرجه البخاري في " الأدب المفرد" (٤٨).

* هي السورةُ التي قرأها النبيُّ صلى الله عليه وسلم يومَ الفتحِ:

عن عبدِ اللهِ بن السائبِ رضي الله عنه، قال: «حضَرْتُ رسولَ اللهِ ﷺ يومَ الفتحِ وصلَّى في الكعبةِ، فخلَعَ نَعْلَيهِ فوضَعَهما عن يسارِه، ثم افتتَحَ سورةَ (المؤمنون)، فلمَّا بلَغَ ذِكْرَ عيسى أو موسى، أخَذَتْهُ سَعْلةٌ، فركَعَ». أخرجه أبو داود (٦٤٨).

جاءت سورةُ (المؤمنون) على ذِكْرِ الموضوعات الآتية:

1. صفات المؤمنين (١-١١).

2. أدلة وَحْدانية الله (١٢-٢٢).

3. الإيمان بالرسل، ومواقف أقوامهم منهم (٢٣-٥٢).

4. تفرُّق الأُمَم بعد رسلهم (٥٣-٧٧).

5. أدلة إثبات وَحْدانية الله وقدرته (٧٨-٩٨).

6. مِن مشاهِدِ يوم القيامة (٩٩- ١١٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (5 /124).

ظهَر مقصودُ سورة (المؤمنون) في اسمها؛ وهو اختصاصُ المؤمنين بالفلاح، وقد دارت آيُها حول مِحوَرِ تحقيقِ الوَحْدانية، وإبطالِ الشرك ونقضِ قواعده، والتنويه بالإيمان وشرائعه؛ فكان افتتاحُها بالبشارة للمؤمنين بالفلاح العظيم على ما تحلَّوْا به من أصول الفضائل الرُّوحية والعلمية، التي بها تزكيةُ النَّفس، واستقامةُ السلوك.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /303)، و"التحرير والتنوير" لابن عاشور (18 /6).