تفسير سورة القمر

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

تفسير سورة سورة القمر من كتاب الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم
لمؤلفه الكَازَرُوني . المتوفي سنة 923 هـ

إلَّا آية:﴿ سَيُهْزَمُ ﴾[القمر: ٤٥].
لَمَّا قال:﴿ أَزِفَتِ ٱلآزِفَةُ ﴾[النجم: ٥٧]، بينها بقوله سبحانه وتعالى: ﴿ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ ﴾: القيامة ﴿ وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ ﴾: ليلة لابد فلقتين حين سأوله صلى الله عليه وسلم، وهو علامة قربها ﴿ وَإِن يَرَوْاْ آيَةً ﴾: معجزة ﴿ يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ ﴾: هي ﴿ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ ﴾: مُطَّرد، لما رأوا تتابع معجزاته، أو محكم ﴿ وَكَذَّبُواْ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَآءَهُمْ ﴾: في تكذيبه ﴿ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ ﴾: منته إلى غاية من خير أو شر ﴿ وَلَقَدْ جَآءَهُم ﴾: في القرآن ﴿ مِّنَ ٱلأَنبَآءِ ﴾: من إهلاك الأمم المكذبة ﴿ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ ﴾: ازدجار وزجر عما هم فيه، هو ﴿ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ ﴾: تامة ﴿ فَمَا تُغْنِ ﴾: ﴿ ٱلنُّذُرُ ﴾: الإنذار جمع نذير، بمعنى المنذر أوالمنذر منه ﴿ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ ﴾: نسخ بالقتال ﴿ يَوْمَ يَدْعُ ٱلدَّاعِ ﴾: إسرافيل بالنفخة الثانية ﴿ إِلَىٰ شَيْءٍ نُّكُرٍ ﴾: منكر تنكره النفس ﴿ خُشَّعاً أَبْصَٰرُهُمْ ﴾: بالإفراد ظاهر، وبالجمع حسن بخلاف نحو: قائمين غلمانه، لأن صيغته لا تشبه الفعل ﴿ يَخْرُجُونَ ﴾: الناس ﴿ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ ﴾: القبور ﴿ كَأَنَّهُمْ ﴾: حيرةً وانتشاراً ﴿ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ * مُّهْطِعِينَ ﴾: مسرعين مادي أعناقهم ﴿ إِلَى ﴾: صوب ﴿ ٱلدَّاعِ يَقُولُ ٱلْكَافِرُونَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَسِرٌ * كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ ﴾: قبل قريش ﴿ قَوْمُ نُوحٍ ﴾: الرسل ﴿ فَكَذَّبُواْ عَبْدَنَا ﴾: نوحا ﴿ وَقَالُواْ ﴾: هو ﴿ مَجْنُونٌ وَٱزْدُجِرَ ﴾: زجر بالأذيات ﴿ فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي ﴾: أي: بأني ﴿ مَغْلُوبٌ فَٱنتَصِرْ ﴾: انتقم لي ﴿ فَفَتَحْنَآ أَبْوَابَ ٱلسَّمَآءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ ﴾: ينصب غاية أربعين يوما ﴿ وَفَجَّرْنَا ٱلأَرْضَ ﴾: حال كون كلها ﴿ عُيُوناً ﴾: أصله فجرنا عيونها فغير مبالغة ﴿ فَالْتَقَى ٱلمَآءُ ﴾: منهما ﴿ عَلَىٰ أَمْرٍ ﴾: أي حال ﴿ قَدْ قُدِرَ ﴾: أزلا بلا تفاوت ﴿ وَحَمَلْنَاهُ ﴾: نوحا ﴿ عَلَىٰ ﴾: سفينة ﴿ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ ﴾: جمع دسارٍ ما يشد به الألواح ﴿ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا ﴾: بمرأى منا حفظا، وفعلناه ﴿ جَزَآءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ ﴾: هو نوحٌ فإنه نعمةٌ كفروها ﴿ وَلَقَدْ تَّرَكْنَاهَا ﴾: الفعل ﴿ آيَةً ﴾: عبرة ﴿ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴾: معتبر بها ﴿ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ﴾: إنذاري كما مر، جمعه ووح العذاب إشارة إلى غلبة رحمته، إذ الإنذار للأشفاق ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ﴾ سَهَّلنا ﴿ ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ ﴾: للاتعاظ والحفظ ﴿ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴾: كرّرها إشعار بأن استماع كل قصة يستدعي الاتعاض، واستنافا للتنبيه ﴿ كَذَّبَتْ عَادٌ ﴾: هودا ﴿ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ﴾: لهم ﴿ إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً ﴾: شديد الهبوب، أو البرد ﴿ فِي يَوْمِ نَحْسٍ ﴾: على أعداء الدين فقط ﴿ مُّسْتَمِرٍّ ﴾: عليهم شؤمه، كان أربعاء آخر الشهر، واستجيب فيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم بين ظهره وعصره، وإنما أفرد هنا قال في السجدة:﴿ أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ ﴾[فصلت: ١٦] وفي الحاق:﴿ سَبْعَ لَيَالٍ ﴾[الحاقة: ٧] إلى آخره، إذ المراد باليوم هنا: الوقت كا مر، وبالاستمرار امتداده أياما، وهنا اختصر حكايتهم وبسط فيهما ﴿ تَنزِعُ ﴾ تقلع ﴿ ٱلنَّاسَ ﴾: من الشعاب والحفر التي اندسوا فيها فرمتهم على رؤوسهم، وروي أنها قلعت رؤوسم أولا ثم كبتهم على وجوههم ﴿ كَأَنَّهُمْ ﴾: في طول قامتهم مصروعين بلا رؤوس ﴿ أَعْجَازُ ﴾: أصول ﴿ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ ﴾: مُنْقلع، ذكره لفظاً ﴿ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ﴾: كما مر ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ * كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِٱلنُّذُرِ ﴾: بالإنذار الذي جاء به صالحٌ، أو بالرسل ﴿ فَقَالُوۤاْ أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً ﴾: لاتبع له ﴿ نَّتَّبِعُهُ إِنَّآ إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ ﴾: جمع سعير، بمعنى " عذاب "، أو هو الجنون ﴿ أَءُلْقِيَ الذِّكْرُ ﴾: الوحي ﴿ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا ﴾: وفينا أحق منه ﴿ بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ ﴾: شديد البطر، وهو أبلغ من الفرح، ولا يكون إلا بحسب الأهواء ثم قال تعالى لصالح ﴿ سَيَعْلَمُونَ غَداً ﴾: عند نزول عذابهم ﴿ مَّنِ ٱلْكَذَّابُ ٱلأَشِرُ * إِنَّا مُرْسِلُواْ ٱلنَّاقَةِ ﴾: من الصخرة كما مر ﴿ فِتْنَةً ﴾: امتحانا ﴿ لَّهُمْ فَٱرْتَقِبْهُمْ ﴾: فيما يصنعون ﴿ وَٱصْطَبِرْ ﴾: على أذاهم.
﴿ وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ ٱلْمَآءَ قِسْمَةٌ ﴾: مقسوم ﴿ بَيْنَهُمْ ﴾: يوم لهم ويوم لها ﴿ كُلُّ شِرْبٍ ﴾: نصيب منه ﴿ مُّحْتَضَرٌ ﴾: يحضره صاحبه، فكر هوا ذلك ﴿ فَنَادَوْاْ صَاحِبَهُمْ ﴾: قدار بن سالف ليعقرها وكان أشقر لقبه أُحَيْم ثمود ﴿ فَتَعَاطَىٰ ﴾: تناول السيف ﴿ فَعَقَرَ ﴾: ها ﴿ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي ﴾: لهم ﴿ وَنُذُرِ ﴾: كما مر ﴿ إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً ﴾: من جبريل ﴿ فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ﴾: يابس الحشيش الساقط المداس ﴿ ٱلْمُحْتَظِرِ ﴾: الذي اتخذ حظيرة من يابس الحشيش لغنمه ﴿ وَلَقَد يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ * كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِٱلنُّذُرِ ﴾: على لسانه ﴿ إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ ﴾ ريحا ﴿ حَاصِباً ﴾: تحصبهم، أي ترميهم بالحجارة فهلكوا ﴿ إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ ﴾: السادس الاخير من الليل وقيل: السحر الاعلى: انصداع الفجر، والآخر عند انصرافه ﴿ نِّعْمَةً ﴾: إنعاماً ﴿ مِّنْ عِندِنَا كَذَلِكَ ﴾: الإنْعَامُ ﴿ نَجْزِي مَن شَكَرَ ﴾: نعمتنا بالطاعة ﴿ وَلَقَدْ أَنذَرَهُمْ ﴾: لوط: ﴿ بَطْشَتَنَا ﴾: أخذتنا بالعذاب ﴿ فَتَمَارَوْاْ ﴾: فتشاكوا ﴿ بِٱلنُّذُرِ ﴾: الإنذار ﴿ وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ ﴾: طلبوا منه تمكينهم ليخبثوا بهم وهم الملائكة، كما مر ﴿ فَطَمَسْنَآ ﴾: مسخنا ﴿ أَعْيُنَهُمْ ﴾: فاستوت مع وجوهم ﴿ فَذُوقُواْ ﴾: أي فقلنا لهم: ذوقوا ﴿ عَذَابِي وَ ﴾: ثمرة ﴿ نُذُرِ ﴾: أي: إنذاري ﴿ وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً ﴾: أو النهار ﴿ عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ ﴾: دائم إلى عذاب النار ﴿ فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ ﴾: كما مر ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُدَّكِرٍ * وَلَقَدْ جَآءَ آلَ فِرْعَوْنَ ﴾: معه أو كما مر ﴿ ٱلنُّذُرُ ﴾: على لسان موسى وغيره، وقيل: حين جاء إلى القبط كان فرعون غائبا ﴿ كَذَّبُواْ بِئَايَاتِنَا ﴾: التسع ﴿ كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ ﴾: بالعذاب ﴿ أَخْذَ عِزِيزٍ ﴾: لا يغالب ﴿ مُّقْتَدِرٍ ﴾: لا يعجز ﴿ أَكُفَّٰرُكُمْ ﴾: يا قريش ﴿ خَيْرٌ ﴾: قوة ﴿ مِّنْ أُوْلَٰئِكُمْ ﴾: الكفار ﴿ أَمْ ﴾: نزلت ﴿ لَكُم بَرَآءَةٌ فِي ٱلزُّبُرِ ﴾: الكتب السماوية ﴿ أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ ﴾: جماعة ﴿ مُّنتَصِرٌ ﴾: على محمد، قاله أبو جهل فنزل: ﴿ سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ ﴾: فهزموا ببدر ﴿ بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ ﴾: لعذابهم ﴿ وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ ﴾: أعظم دهاء، أي: فظاعة بحيث لا يُهْتدى لِدَوائها ﴿ وَأَمَرُّ ﴾: مَذاقاً من عذابهم بالدنيا ﴿ إِنَّ ٱلْمُجْرِمِينَ ﴾: هم القدرية عند الأكثر، ويؤيدهم الحديث ﴿ فِي ضَلاَلٍ ﴾: في الدنيا ﴿ وَسُعُرٍ ﴾: نار شديدة في الآخر ﴿ يَوْمَ يُسْحَبُونَ ﴾: يجرون ﴿ فِي ٱلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ﴾: يقال لهم: ﴿ ذُوقُواْ مَسَّ ﴾ حَرّ ﴿ سَقَرَ ﴾: جهنم، جعل السبب مكان المسبب ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ ﴾: كائنا ﴿ بِقَدَرٍ ﴾: تقتضيه حكمتنا أو بقدر في اللوح قبل وقوعه، وبفرع كل شيء " مبتدأ "، و ﴿ خَلَقْنَاهُ ﴾: خبر لا نعت ليطابق الأول ﴿ وَمَآ أَمْرُنَآ إِلاَّ ﴾: فعلة أو قولة ﴿ وَاحِدَةٌ ﴾: هي الإيجاد بلا معالجة أو قوله كن ﴿ كَلَمْحٍ ﴾: نظر كالعجلة ﴿ بِٱلْبَصَرِ ﴾: يسر وسرعة ﴿ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَآ أَشْيَاعَكُمْ ﴾: أشباهكم في الكفر ممن كان قبلكم ﴿ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴾: متعظ ﴿ وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ ﴾: مكتوب ﴿ فِي ٱلزُّبُرِ ﴾: كتب الحفظة ﴿ وَكُلُّ ﴾: عمل ﴿ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ ﴾: مسطورٌ في اللوح ﴿ إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ﴾: أنهار فُصِّلت في البتال أو ضياء ﴿ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ ﴾: مكان مرضيٍّ آثره على المجلس لأن القُعود جلوسٌ فيه مُكْثُ، مُقَربين ﴿ عِندَ مَلِيكٍ ﴾: عَظيم الملك ﴿ مُّقْتَدِرٍ ﴾: على كل شيءٍ.
سورة القمر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (القَمَر) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الطارق)، وقد افتُتحت ببيانِ اقتراب أمر الله؛ من تحقُّقِ وقوع الساعة وشِدَّة اقترابها، وتقسيم الناس في جزائهم إلى أهلِ الجِنان، وأهل النِّيران والخسران؛ من خلال قصِّ سِيَرِ بعض الأنبياء، وقد كان صلى الله عليه وسلم يَقرأ سورة (القمر) في عيدَيِ الفطر والأضحى.

ترتيبها المصحفي
54
نوعها
مكية
ألفاظها
342
ترتيب نزولها
37
العد المدني الأول
55
العد المدني الأخير
55
العد البصري
55
العد الكوفي
55
العد الشامي
55

* قوله تعالى: {اْقْتَرَبَتِ اْلسَّاعَةُ وَاْنشَقَّ اْلْقَمَرُ ١ وَإِن يَرَوْاْ ءَايَةٗ يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٞ مُّسْتَمِرّٞ} [القمر: 1-2]:

عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه، قال: «سألَ أهلُ مكَّةَ النبيَّ ﷺ آيةً، فانشَقَّ القمرُ بمكَّةَ مرَّتَينِ؛ فنزَلتِ: {اْقْتَرَبَتِ اْلسَّاعَةُ وَاْنشَقَّ اْلْقَمَرُ} [القمر: 1] إلى قولِه: {سِحْرٞ مُّسْتَمِرّٞ} [القمر: 2]، يقولُ: ذاهبٌ». أخرجه الترمذي (٣٢٨٦).

* قوله تعالى: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي اْلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ ٤٨ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَٰهُ بِقَدَرٖ} [القمر: 48-49]:

عن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه، قال: «جاء مشرِكو قُرَيشٍ يُخاصِمون رسولَ اللهِ ﷺ في القَدَرِ؛ فنزَلتْ: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي اْلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ ٤٨ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَٰهُ بِقَدَرٖ} [القمر: 48-49]». أخرجه مسلم (٢٦٥٦).

* سورة (القمر):

سُمِّيت سورةُ (القمر) بذلك؛ لافتتاحها بذكرِ انشقاق القمر، وهي معجزةٌ من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم.

* كان صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة (القمر) في عيدَيِ الفطر والأضحى:

عن عُبَيدِ اللهِ بن عبدِ اللهِ: «أنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ سألَ أبا واقدٍ اللَّيْثيَّ: ما كان رسولُ اللهِ ﷺ يَقرأُ في الفِطْرِ والأضحى؟ قال: كان النبيُّ ﷺ يَقرأُ بـ {قٓۚ وَاْلْقُرْءَانِ اْلْمَجِيدِ}، و{اْقْتَرَبَتِ اْلسَّاعَةُ وَاْنشَقَّ اْلْقَمَرُ}». أخرجه ابن حبان (2820).

1. المقدمة (١-٥).

2. إنذارٌ ووعيد (٦-٨).

3. عاقبة قوم نوحٍ (٩-١٧).

4. عاقبة عادٍ (١٨-٢٢).

5. عاقبة ثمودَ (٢٣-٣٢).

7. عاقبة قوم لوطٍ (٣٣-٤٠).

8. عاقبة المكذِّبين من آلِ فرعون (٤١-٤٢).

9. تعقيبٌ وختام (٤٣-٥٥).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /515).

مقصدُ السورة بيانُ أمر الساعة، وتحقُّق وقوعها، وشدة قُرْبه، وإثباتُ الجزاء للمؤمنين بالجنان، وللكافرين بالنِّيران والخسران، ويشير ابن عاشور إلى مقصدها بقوله: «تسجيل مكابَرة المشركين في الآيات البيِّنة.

وأمرُ النبي صلى الله عليه وسلم بالإعراض عن مكابَرتهم.

وإنذارُهم باقتراب القيامة، وبما يَلقَونه حين البعث من الشدائد.

وتذكيرهم بما لَقِيَتْه الأُمَمُ أمثالهم من عذاب الدنيا لتكذيبهم رُسُلَ الله، وأنهم سيَلقَون مثلما لَقِيَ أولئك؛ إذ ليسوا خيرًا من كفار الأمم الماضية.

وإنذارهم بقتالٍ يُهزَمون فيه، ثم لهم عذابُ الآخرة، وهو أشد.

وإعلامهم بإحاطة الله علمًا بأفعالهم، وأنه مُجازيهم شرَّ الجزاء، ومُجازٍ المتقين خيرَ الجزاء.

وإثبات البعث، ووصف بعض أحواله.

وفي خلال ذلك، تكريرُ التنويه بهَدْيِ القرآن وحِكْمته». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (27 /166).

وينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /40).