تفسير سورة القمر

المصحف المفسّر

تفسير سورة سورة القمر من كتاب المصحف المفسّر
لمؤلفه فريد وجدي . المتوفي سنة 1373 هـ
سورة القمر مكية وآياتها خمس وخمسون

تفسير المعاني :
اقتربت القيامة وانشق القمر " قيل إن المشركين سألوا رسول الله آية فأشار إلى القمر فانشق وقيل معناه سينشق يوم القيامة ".
تفسير المعاني :
وإن يروا آية يعرضوا عن تأملها ويقولوا : هذا سحر مستمر، أي مطرد.
تفسير الألفاظ :
﴿ وكل أمر مستقر ﴾ أي منته إلى غاية.
تفسير المعاني :
وكذبوا واتبعوا أهواءهم، وكل أمر منته إلى غاية.
تفسير الألفاظ :
﴿ مزدجر ﴾ أي ازدجار من تعذيب أو وعيد.
تفسير المعاني :
ولقد جاءهم من أخبار الأولين ما فيه ازدجار لهم عن التمادي في الباطل.
تفسير الألفاظ :
﴿ حكمة بالغة ﴾ أي حكمة بالغة غايتها لا خلل فيها.
تفسير المعاني :
ولكن تقدير الله عليهم هذا التمادي حكمة بالغة غايتها.
تفسير الألفاظ :
﴿ يوم يدعو الداعي ﴾ هو إسرافيل يدعو الكائنات للفناء، ثم يدعوها للحياة والحساب. ﴿ شيء نكر ﴾ أي فظيع تنكره النفوس وهو هول يوم القيامة.
تفسير المعاني :
فلا ينفعهم المنذرون فأعرض عنهم. يوم يدعو إسرافيل إلى شيء تنكره نفوسهم وتهلع منه، هو يوم القيامة.
تفسير الألفاظ :
﴿ خشعا ﴾ جمع خاشع. والخشوع هو التذلل. ﴿ الأجداث ﴾ أي القبور جمع جدث.
تفسير المعاني :
فيخرجون من قبورهم ذليلة أبصارهم كأنهم جراد منتشر.
تفسير الألفاظ
﴿ مهطعين ﴾ أي مسرعين مادى أعناقهم إليه، أو ناظرين إليه. ﴿ عسر ﴾ أي عسير، أي صعب.
تفسير المعاني :
مسرعين مادّي رؤوسهم إلى الداعي يقول الكافرون : هذا يوم صعب.
تفسير الألفاظ :
﴿ عبدنا ﴾ أي نوحا. ﴿ وازدجر ﴾ أي وزجر على التبليغ بأنواع الأذى.
تفسير المعاني :
كذب قبل قومك يا محمد قوم نوح وقالوا : إنه مجنون، وقد دفع على قول ما يقوله من طريق الأذى.
تفسير الألفاظ :
﴿ بماء منهمر ﴾ أي بماء منصب.
تفسير المعاني :
فدعا ربه بأنه قد غلب على أمره.
تفسير المعاني :
ففتحنا أبواب السماء بماء منصب.
تفسير الألفاظ :
﴿ فالتقى الماء على أمر قد قدر ﴾ أي فالتقى ماء السماء وماء الأرض على حال قدرها الله في الأزل من غير تفاوت، أو على حال قدرت وسويت، أو على أمر قدره الله، وهو إهلاك قوم نوح.
تفسير المعاني :
وفجرنا عيون الأرض فالتقى الماءان على إحداث أمر قد قدره الله وهو إغراق قوم نوح.
تفسير الألفاظ :
﴿ ذات ألواح ودسر ﴾ هي السفينة فإنها ذات ألواح إما من خشب أو حديد. ودسر جمع دسار وهو المسمار.
تفسير المعاني :
وحملناه في السفينة تجري بمرأى منا جزاء لمن كان نعمة مكفورة.
تفسير الألفاظ :
﴿ تجري بأعيننا ﴾ أي بمرأى منا.
تفسير المعاني :
وحملناه في السفينة تجري بمرأى منا جزاء لمن كان نعمة مكفورة.
تفسير الألفاظ :
﴿ تركناها ﴾ أي السفينة. ﴿ مدكر ﴾ أي متذكر.
تفسير المعاني :
ولقد تركنا السفينة آية للناس.
تفسير الألفاظ :
﴿ ونذر ﴾ أي ونذري، جمع نذير، وهو المخبر مع تخويف من العاقبة.
تفسير المعاني :
ولقد يسرنا القرآن للاتعاظ فهل من متعظ ؟
تفسير المعاني :
كذبت عاد فأهلكناها بريح شديدة الهبوب.
تفسير الألفاظ :
﴿ ريحا صرصرا ﴾ أي باردة، من الصرّ وهو البرد. أو ريحا شديدة الهبوب، من الصرير وهو التصويت.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٨:تفسير المعاني :
كذبت عاد فأهلكناها بريح شديدة الهبوب.

تفسير الألفاظ :
﴿ تنزع الناس ﴾ تقلعهم. ﴿ منقعر ﴾ أي منقلع عن مغارسه، ساقط على الأرض.
تفسير المعاني :
تقلع الناس من أماكنهم كأنهم جذوع نخل منقلع ساقط على الأرض.
تفسير المعاني :
فكيف كان عذابي ؟ وكيف صدق نذري ؟
تفسير المعاني :
ولقد يسرنا القرآن للاتعاظ فهل من متعظ ؟ " كررها للفت النفوس إلى مواعظ القرآن ".
تفسير المعاني :
كذبت ثمود بالنذر.
تفسير الألفاظ :
﴿ وسعر ﴾ جمع سعير، والسعر الجنون.
تفسير المعاني :
فقالوا : أنتبع رجلا واحدا منا ؟ إنا إذن لفي ضلال وجنون.
تفسير الألفاظ :
﴿ أشر ﴾ أي بطر.
تفسير المعاني :
أأوحى إليه من السماء من بيننا ؟ لا بل هو كذاب حمله بطره على الترفع علينا.
تفسير المعاني :
سيعلمون غدا من هو الكذاب البطر.
تفسير الألفاظ :
﴿ فارتقبهم ﴾ أي فانتظرهم وتبصر ما يصنعون.
تفسير المعاني :
فأرسل الله لهم ناقة.
تفسير الألفاظ :
﴿ كل شرب محتضر ﴾ أي كل نصيب من الماء يحضره صاحبه في نوبته.
تفسير المعاني :
وأخبرهم بأن الماء قسمة بينهم وبينها، فكل نصيب من الماء يحضره صاحبه لا يشاركه غيره.
تفسير الألفاظ :
﴿ فنادوا صاحبهم ﴾ هو عاقر الناقة، واسمه قدار بن سالف. ﴿ فتعاطى فعقر ﴾ أي فتعاطى السيف. والتعاطي تناول الشيء بتكلف.
تفسير المعاني :
فنادوا واحدا منهم فذبحها. فأرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كفتات الحشيش اليابس الذي يجمعه المحتظر لغنمه.
تفسير الألفاظ :
﴿ ونذر ﴾ جمع نذير.
تفسير المعاني :
فنادوا واحدا منهم فذبحها. فأرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كفتات الحشيش اليابس الذي يجمعه المحتظر لغنمه.
تفسير الألفاظ :
﴿ صيحة واحدة ﴾ هي صيحة جبريل بهم. ﴿ كهشيم المحتظر ﴾ الهشيم الشجر اليابس المتكسر، أو الحشيش اليابس الذي يجمعه صاحب الحظيرة لماشيته في الشتاء. والمحتظر صانع الحظيرة، وهي المكان الذي يجمعها فيه.
تفسير المعاني :
فنادوا واحدا منهم فذبحها. فأرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كفتات الحشيش اليابس الذي يجمعه المحتظر لغنمه.
تفسير الألفاظ :
﴿ مدّكر ﴾ أي متذكر، بمعنى متعظ.
تفسير المعاني :
وقوم لوط لما كذبوا أرسلنا عليهم ريحا حاصبا، إلا آل لوط فقد نجيناهم في وقت السحر.
تفسير الألفاظ :
﴿ حاصبا ﴾ أي ريحا حاصبا. وحصبه يحصبه، رماه بالحصباء وهي الحصى.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٣:تفسير المعاني :
وقوم لوط لما كذبوا أرسلنا عليهم ريحا حاصبا، إلا آل لوط فقد نجيناهم في وقت السحر.

تفسير المعاني :
نعمة منا كذلك نجزي من شكر.
تفسير الألفاظ :
﴿ فتماروا ﴾ أي فتشككوا.
تفسير المعاني :
ولقد أنذرهم بطشتنا فتشككوا بالنذر.
تفسير الألفاظ :
﴿ راودوه عن ضيفه ﴾ أي طالبوه بتسليمهم للفسق بهم. ﴿ فطمسنا أعينهم ﴾ فمسحناها وجعلناها كسائر الوجه.
تفسير المعاني :
ولقد طالبوه في ضيوفه، وهم الملائكة الذين أرسلوا لإهلاكهم، فمسحنا أعينهم، وقلنا لهم ذوقوا عذابي وإنذارات نذري.
تفسير الألفاظ :
﴿ صبّحهم ﴾ أي أتاهم صباحا. ﴿ بكرة ﴾ أي وقت البكور، وهو أول النهار.
تفسير المعاني :
ولقد أتاهم في بكرة صبح يوم عذاب استقر فيهم حتى أوصلهم إلى النار.
تفسير الألفاظ :
﴿ ونذر ﴾ أي ونذري، جمع نذير وهو المخبر مع تخويف من العاقبة.
تفسير المعاني :
فذوقوا أيها الكافرون عذابي وإنذارات نذري.
تفسير المعاني :
ولقد سهلنا القرآن للاتعاظ فهل من متعظ ؟
تفسير المعاني :
ولقد جاء آل فرعون المنذرون.
تفسير المعاني :
فكذبوا بمعجزاتنا كلها فأخذناهم أخذ منيع الجانب، قادر على أعدائه.
تفسير الألفاظ :
﴿ أم لكم براءة في الزبر ﴾ أي أم كتبت لكم براءة من العذاب في الكتب السماوية. الزبر جمع زبور، وهو الكتاب.
تفسير المعاني :
أكفاركم أيها المشركون أفضل من أولئكم ؟ أم كتبت لكم براءة من العذاب في الكتب السماوية ؟
تفسير المعاني :
أم يقولون نحن جماعة أمرنا مجتمع سننتصر ؟
تفسير الألفاظ :
﴿ ويولون الدبر ﴾ أي ينهزمون. والدبر والدبر مؤخرة الإنسان، وتولية الدبر كناية عن الهرب.
تفسير المعاني :
سيهزم جمعهم وينهزمون أمامكم.
تفسير الألفاظ :
﴿ أدهى ﴾ أي أشد، والداهية أمر فظيع لا يهتدى لدوائه.
تفسير المعاني :
بل القيامة موعدهم وهي أفظع وأمر مذاقا.
تفسير الألفاظ :
﴿ وسعر ﴾ جمع سعير، أي نيران متأججة.
تفسير المعاني :
إن المجرمين في ضلال ونيران.
تفسير الألفاظ :
﴿ سقر ﴾ علم لجهنم، من سقرته النار وصقرته أي لوحته.
تفسير المعاني :
يوم يسحبون في النار على وجوههم، ويقال لهم : ذوقوا مس جهنم.
تفسير الألفاظ :
﴿ بقدر ﴾ أي بمقدار معين على مقتضى الحكمة.
تفسير المعاني :
إنا كل شيء خلقناه بقدر معلوم.
تفسير الألفاظ :
﴿ إلا واحدة ﴾ أي إلا كلمة واحدة هي كن.
تفسير المعاني :
وما أمرنا إلا كلمة واحدة هي كن فيحصل ما نريده كلمح البصر.
تفسير الألفاظ :
﴿ أشياعكم ﴾ أي أشباهكم في الكفر.
تفسير المعاني :
ولقد أهلكنا أشباهكم. وكل شيء فعلوه مسجل عليهم.
تفسير المعاني :
وكل أمر صغير وكبير مكتوب عندنا في اللوح المحفوظ.
تفسير الألفاظ :
﴿ مستطر ﴾ أي مسطور في اللوح.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٢:تفسير المعاني :
وكل أمر صغير وكبير مكتوب عندنا في اللوح المحفوظ.

تفسير المعاني :
إن للمتقين في الآخرة بساتين معجبة وأنهارا تتخللها.
تفسير الألفاظ :
﴿ في مقعد صدق ﴾ أي في مكان مرضى.
تفسير المعاني :
في مكان مرضي عند مليك قادر.
سورة القمر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (القَمَر) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الطارق)، وقد افتُتحت ببيانِ اقتراب أمر الله؛ من تحقُّقِ وقوع الساعة وشِدَّة اقترابها، وتقسيم الناس في جزائهم إلى أهلِ الجِنان، وأهل النِّيران والخسران؛ من خلال قصِّ سِيَرِ بعض الأنبياء، وقد كان صلى الله عليه وسلم يَقرأ سورة (القمر) في عيدَيِ الفطر والأضحى.

ترتيبها المصحفي
54
نوعها
مكية
ألفاظها
342
ترتيب نزولها
37
العد المدني الأول
55
العد المدني الأخير
55
العد البصري
55
العد الكوفي
55
العد الشامي
55

* قوله تعالى: {اْقْتَرَبَتِ اْلسَّاعَةُ وَاْنشَقَّ اْلْقَمَرُ ١ وَإِن يَرَوْاْ ءَايَةٗ يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٞ مُّسْتَمِرّٞ} [القمر: 1-2]:

عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه، قال: «سألَ أهلُ مكَّةَ النبيَّ ﷺ آيةً، فانشَقَّ القمرُ بمكَّةَ مرَّتَينِ؛ فنزَلتِ: {اْقْتَرَبَتِ اْلسَّاعَةُ وَاْنشَقَّ اْلْقَمَرُ} [القمر: 1] إلى قولِه: {سِحْرٞ مُّسْتَمِرّٞ} [القمر: 2]، يقولُ: ذاهبٌ». أخرجه الترمذي (٣٢٨٦).

* قوله تعالى: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي اْلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ ٤٨ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَٰهُ بِقَدَرٖ} [القمر: 48-49]:

عن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه، قال: «جاء مشرِكو قُرَيشٍ يُخاصِمون رسولَ اللهِ ﷺ في القَدَرِ؛ فنزَلتْ: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي اْلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ ٤٨ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَٰهُ بِقَدَرٖ} [القمر: 48-49]». أخرجه مسلم (٢٦٥٦).

* سورة (القمر):

سُمِّيت سورةُ (القمر) بذلك؛ لافتتاحها بذكرِ انشقاق القمر، وهي معجزةٌ من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم.

* كان صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة (القمر) في عيدَيِ الفطر والأضحى:

عن عُبَيدِ اللهِ بن عبدِ اللهِ: «أنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ سألَ أبا واقدٍ اللَّيْثيَّ: ما كان رسولُ اللهِ ﷺ يَقرأُ في الفِطْرِ والأضحى؟ قال: كان النبيُّ ﷺ يَقرأُ بـ {قٓۚ وَاْلْقُرْءَانِ اْلْمَجِيدِ}، و{اْقْتَرَبَتِ اْلسَّاعَةُ وَاْنشَقَّ اْلْقَمَرُ}». أخرجه ابن حبان (2820).

1. المقدمة (١-٥).

2. إنذارٌ ووعيد (٦-٨).

3. عاقبة قوم نوحٍ (٩-١٧).

4. عاقبة عادٍ (١٨-٢٢).

5. عاقبة ثمودَ (٢٣-٣٢).

7. عاقبة قوم لوطٍ (٣٣-٤٠).

8. عاقبة المكذِّبين من آلِ فرعون (٤١-٤٢).

9. تعقيبٌ وختام (٤٣-٥٥).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /515).

مقصدُ السورة بيانُ أمر الساعة، وتحقُّق وقوعها، وشدة قُرْبه، وإثباتُ الجزاء للمؤمنين بالجنان، وللكافرين بالنِّيران والخسران، ويشير ابن عاشور إلى مقصدها بقوله: «تسجيل مكابَرة المشركين في الآيات البيِّنة.

وأمرُ النبي صلى الله عليه وسلم بالإعراض عن مكابَرتهم.

وإنذارُهم باقتراب القيامة، وبما يَلقَونه حين البعث من الشدائد.

وتذكيرهم بما لَقِيَتْه الأُمَمُ أمثالهم من عذاب الدنيا لتكذيبهم رُسُلَ الله، وأنهم سيَلقَون مثلما لَقِيَ أولئك؛ إذ ليسوا خيرًا من كفار الأمم الماضية.

وإنذارهم بقتالٍ يُهزَمون فيه، ثم لهم عذابُ الآخرة، وهو أشد.

وإعلامهم بإحاطة الله علمًا بأفعالهم، وأنه مُجازيهم شرَّ الجزاء، ومُجازٍ المتقين خيرَ الجزاء.

وإثبات البعث، ووصف بعض أحواله.

وفي خلال ذلك، تكريرُ التنويه بهَدْيِ القرآن وحِكْمته». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (27 /166).

وينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /40).