تفسير سورة القمر

معاني القرآن

تفسير سورة سورة القمر من كتاب معاني القرآن
لمؤلفه الأخفش . المتوفي سنة 215 هـ

قال﴿ خُشَّعاً ﴾ ( ٧ ) نصب على الحال، أي يخرجون من الأجداث خشعا. وقرأ بعضهم ﴿ خاشِعا ﴾ لأنها صفة مقدمة فأجراها مجرى الفعل نظيرها ﴿ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ ﴾.
وقال ﴿ فِي يَوْمِ نَحْسٍ ﴾ ( ١٩ ) و﴿ يَوْمِ نَحْسٍ ﴾ على الصفة.
وقال ﴿ أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ ﴾ ( ٢٤ ) فنصب البشر لما وقع عليه حرف الاستفهام وقد اسقط الفعل على شيء من سببه.
وقال ﴿ أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ ﴾ ( ٤٤ ) ﴿ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ﴾ ( ٤٥ ) فجعل للجماعة دبرا واحدا في اللفظ. وقال ﴿ وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ ﴾ وقال ﴿ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٤:وقال ﴿ أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ ﴾ ( ٤٤ ) ﴿ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ﴾ ( ٤٥ ) فجعل للجماعة دبرا واحدا في اللفظ. وقال ﴿ وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ ﴾ وقال ﴿ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ﴾.
وقال ﴿ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ ﴾ ( ٤٨ ) ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ ( ٤٩ ) فجعل المس يذاق في جواز الكلام ويقال : " كيفَ وَجَدْتَ طعمَ الضَرْبِ " ؟ وهذا مجاز. واما نصب ﴿ كلّ ﴾ ففي لغة من قال " عبدَ اللهِ ضَرَبْتُه " وهو في كلام العرب كثير. وقد رفعت " كلُّ " في لغة من رفع ورفعت على وجه آخر.
[ ١٧٣ء ] قال ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ ﴾ فجعل ﴿ خَلَقْنَاهُ ﴾ من صفة الشيء.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٨:وقال ﴿ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ ﴾ ( ٤٨ ) ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ ( ٤٩ ) فجعل المس يذاق في جواز الكلام ويقال :" كيفَ وَجَدْتَ طعمَ الضَرْبِ " ؟ وهذا مجاز. واما نصب ﴿ كلّ ﴾ ففي لغة من قال " عبدَ اللهِ ضَرَبْتُه " وهو في كلام العرب كثير. وقد رفعت " كلُّ " في لغة من رفع ورفعت على وجه آخر.
[ ١٧٣ء ] قال ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ ﴾ فجعل ﴿ خَلَقْنَاهُ ﴾ من صفة الشيء.

وقال ﴿ وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ ﴾ ( ٥٣ ) فجعل الخبر واحدا على الكل.
سورة القمر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (القَمَر) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الطارق)، وقد افتُتحت ببيانِ اقتراب أمر الله؛ من تحقُّقِ وقوع الساعة وشِدَّة اقترابها، وتقسيم الناس في جزائهم إلى أهلِ الجِنان، وأهل النِّيران والخسران؛ من خلال قصِّ سِيَرِ بعض الأنبياء، وقد كان صلى الله عليه وسلم يَقرأ سورة (القمر) في عيدَيِ الفطر والأضحى.

ترتيبها المصحفي
54
نوعها
مكية
ألفاظها
342
ترتيب نزولها
37
العد المدني الأول
55
العد المدني الأخير
55
العد البصري
55
العد الكوفي
55
العد الشامي
55

* قوله تعالى: {اْقْتَرَبَتِ اْلسَّاعَةُ وَاْنشَقَّ اْلْقَمَرُ ١ وَإِن يَرَوْاْ ءَايَةٗ يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٞ مُّسْتَمِرّٞ} [القمر: 1-2]:

عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه، قال: «سألَ أهلُ مكَّةَ النبيَّ ﷺ آيةً، فانشَقَّ القمرُ بمكَّةَ مرَّتَينِ؛ فنزَلتِ: {اْقْتَرَبَتِ اْلسَّاعَةُ وَاْنشَقَّ اْلْقَمَرُ} [القمر: 1] إلى قولِه: {سِحْرٞ مُّسْتَمِرّٞ} [القمر: 2]، يقولُ: ذاهبٌ». أخرجه الترمذي (٣٢٨٦).

* قوله تعالى: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي اْلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ ٤٨ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَٰهُ بِقَدَرٖ} [القمر: 48-49]:

عن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه، قال: «جاء مشرِكو قُرَيشٍ يُخاصِمون رسولَ اللهِ ﷺ في القَدَرِ؛ فنزَلتْ: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي اْلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ ٤٨ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَٰهُ بِقَدَرٖ} [القمر: 48-49]». أخرجه مسلم (٢٦٥٦).

* سورة (القمر):

سُمِّيت سورةُ (القمر) بذلك؛ لافتتاحها بذكرِ انشقاق القمر، وهي معجزةٌ من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم.

* كان صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة (القمر) في عيدَيِ الفطر والأضحى:

عن عُبَيدِ اللهِ بن عبدِ اللهِ: «أنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ سألَ أبا واقدٍ اللَّيْثيَّ: ما كان رسولُ اللهِ ﷺ يَقرأُ في الفِطْرِ والأضحى؟ قال: كان النبيُّ ﷺ يَقرأُ بـ {قٓۚ وَاْلْقُرْءَانِ اْلْمَجِيدِ}، و{اْقْتَرَبَتِ اْلسَّاعَةُ وَاْنشَقَّ اْلْقَمَرُ}». أخرجه ابن حبان (2820).

1. المقدمة (١-٥).

2. إنذارٌ ووعيد (٦-٨).

3. عاقبة قوم نوحٍ (٩-١٧).

4. عاقبة عادٍ (١٨-٢٢).

5. عاقبة ثمودَ (٢٣-٣٢).

7. عاقبة قوم لوطٍ (٣٣-٤٠).

8. عاقبة المكذِّبين من آلِ فرعون (٤١-٤٢).

9. تعقيبٌ وختام (٤٣-٥٥).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /515).

مقصدُ السورة بيانُ أمر الساعة، وتحقُّق وقوعها، وشدة قُرْبه، وإثباتُ الجزاء للمؤمنين بالجنان، وللكافرين بالنِّيران والخسران، ويشير ابن عاشور إلى مقصدها بقوله: «تسجيل مكابَرة المشركين في الآيات البيِّنة.

وأمرُ النبي صلى الله عليه وسلم بالإعراض عن مكابَرتهم.

وإنذارُهم باقتراب القيامة، وبما يَلقَونه حين البعث من الشدائد.

وتذكيرهم بما لَقِيَتْه الأُمَمُ أمثالهم من عذاب الدنيا لتكذيبهم رُسُلَ الله، وأنهم سيَلقَون مثلما لَقِيَ أولئك؛ إذ ليسوا خيرًا من كفار الأمم الماضية.

وإنذارهم بقتالٍ يُهزَمون فيه، ثم لهم عذابُ الآخرة، وهو أشد.

وإعلامهم بإحاطة الله علمًا بأفعالهم، وأنه مُجازيهم شرَّ الجزاء، ومُجازٍ المتقين خيرَ الجزاء.

وإثبات البعث، ووصف بعض أحواله.

وفي خلال ذلك، تكريرُ التنويه بهَدْيِ القرآن وحِكْمته». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (27 /166).

وينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /40).