تفسير سورة الأعلى

تفسير النسائي

تفسير سورة سورة الأعلى من كتاب تفسير النسائي
لمؤلفه النسائي . المتوفي سنة 303 هـ

﴿ سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ ٱلأَعْلَىٰ ﴾٦٨٥- أنا قُتيبة بن سعيدٍ، نا أبو عوانةَ، عن إبراهيمَ بن محمدِ بن المنتشرِ عن أبيه، عن حبيب بن سالمٍ، عن النُّعْمَانِ بن بشيرٍ،" أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان يقرأُ في العيدينِ ويوم الجُمُعةِ: ﴿ سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ ٱلأَعْلَىٰ ﴾ و ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ٱلْغَاشِيَةِ ﴾ ورُبَّمَا اجتمعا في يومٍ واحدٍ فقرأهُمَا ". ٦٨٦- أنا إسماعيل بنُ مسعودٍ، نا خالدٌ، نا شُعْبَةُ قال: أنا أبُو إسحاق قال: سمعتُ البراءَ قال:" كان أوَّل من قدم علينا من أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم مُصعبُ بن عُميرٍ، وابنُ أُمِّ مكتومٍ، ثمَّ قدِمَ علينا عمَّارٌ، وسعدٌ وبلالٌ، ثم قدم عُثمانُ في عِشرين، ثم قدم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فما رأينا أهل المدينة، فرحوا بشيءٍ فرحَهُم برسول اللهِ صلى الله عليه وسلم فما قدمِ حتَّى نزلت ﴿ سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ ٱلأَعْلَىٰ ﴾ وسورةٌ من المُفصَّل ".- قال أبُو عبد الرحمنِ: الصَّوابُ عُمَرُ، ليسَ هو عُثمانُ. ٦٨٧- أنا قُتيبةُ بنُ سعيدٍ، نا اللَّيثُ، عن أبي الزُبيرِ، عن جابرٍ قال:" صلَّى مُعاذُ بنُ جبلٍ الأنصاريُّ لأصحابهِ العِشاءَ فَطَوَّلَ/ عليهم فانصرف رجلٌ مِنَّا فصلَّى فأُخبر مُعاذٌ عنهُ. قال: إنَّهُ مُنافِقٌ فلمَّا بلغ ذلك الرَّجُلَ دَخَلَ على رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم فأخبرهُ ما قال مُعاذٌ، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم " أتريدُ أن تكونَ فَتَّاناً؟ يا معاذُ إذا أمَمْتَ بالنَّاسِ فاقرأْ بالشمسِ وضُحَاهَا، وَسَبِّحِ اسمَ رَبِّكَ الأعلى، واقرأ باسم ربِّكَ، والليل إذا يغشى "٦٨٨- أنا زكريا بنُ يحيى، أنا نصرُ بن عليٍّ، أنا المُعتَمِرُ بن سُليمانَ، عن أبيه، عن عطاءِ بن السَّايبِ، عن عكرمةَ، عن ابن عباسٍ قال: لمَّا نَزَلَتْ ﴿ سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ ٱلأَعْلَىٰ ﴾ قال: كُلُّهَا في صُحُفِ إبراهيم وموسى، فلما نزلتْ﴿ وَإِبْرَاهِيمَ ٱلَّذِي وَفَّىٰ ﴾[النجم: ٣٧] قال:﴿ وَفَّىٰ * أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ﴾[النجم: ٣٧-٣٨].
سورة الأعلى
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الأعلى) من السُّوَر المكية، وقد افتُتحت بتنزيه الله عز وجل عن كلِّ نقص، وإثباتِ العلوِّ المطلق له سبحانه، وجاءت على أمثلةٍ من قدرة الله عز وجل في هذا الكون؛ طلبًا من المؤمن أن يُزكِّيَ نفسَه، ويلجأَ إلى خالق هذا الكونِ وحده، و(الأعلى) هو أحدُ أسماءِ الله الحسنى، وقد حرَصَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على قراءتِها في غير موضع؛ كالجمعة، والعيدَينِ، والوتر.

ترتيبها المصحفي
87
نوعها
مكية
ألفاظها
72
ترتيب نزولها
8
العد المدني الأول
19
العد المدني الأخير
19
العد البصري
19
العد الكوفي
19
العد الشامي
19

* سورة (الأعلى):

سُمِّيت سورة (الأعلى) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى} [الأعلى: 1].

* وتُسمَّى كذلك بسورة {سَبِّحْ}؛ لافتتاحها بهذا اللفظ.

* أمَر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يُجعَل لفظُ أولِ آيةٍ من سورة (الأعلى) في السجود:

عن عُقْبةَ بن عامرٍ رضي الله عنه، قال: «لمَّا نزَلتْ: {فَسَبِّحْ بِاْسْمِ رَبِّكَ اْلْعَظِيمِ} [الواقعة: 96]، قال رسولُ اللهِ ﷺ: «اجعَلوها في ركوعِكم»، فلمَّا نزَلتْ: {سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى} [الأعلى: 1]، قال: «اجعَلوها في سجودِكم»». أخرجه ابن حبان (١٨٩٨).

 حرَصَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على قراءةِ سورة (الأعلى) في كثيرٍ من المواطن؛ من ذلك:

* في صلاة العِيدَينِ: عن سَمُرةَ بن جُنْدُبٍ رضي الله عنه، قال: «كان رسولُ اللهِ ﷺ يَقرأُ في العِيدَينِ بـ {سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى}، و{هَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ اْلْغَٰشِيَةِ}». أخرجه أحمد (٢٠١٦١).

* في صلاة الظُّهْرِ: عن جابرِ بن سَمُرةَ رضي الله عنه: «أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يَقرأُ في الظُّهْرِ بـ {سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى} ونحوِها، وفي الصُّبْحِ بأطوَلَ مِن ذلك». أخرجه مسلم (٤٦٠).

* في صلاة الوتر: عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «كان رسولُ اللهِ ﷺ يُوتِرُ بثلاثٍ، يَقرأُ فيهنَّ في الأولى: بـ{سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى}، وفي الثانيةِ: بـ{قُلْ يَٰٓأَيُّهَا اْلْكَٰفِرُونَ}، وفي الثالثةِ: بـ{قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ}». أخرجه النسائي (١٧٠١).

* في صلاة الجمعة: عن سَمُرةَ بن جُنْدُبٍ رضي الله عنه: «أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ كان يَقرأُ في صلاةِ الجمعة بـ{سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى}، و{هَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ اْلْغَٰشِيَةِ}». أخرجه أبو داود (١١٢٥).

1. تسبيح وتعظيم (١-٥).

2. تكليف وامتنان (٦-١٣).

3. الحديث عن أهل التذكُّر (١٤-١٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /110).

يقول ابنُ عاشور عن مقاصدها: «اشتملت على تنزيهِ الله تعالى، والإشارة إلى وَحْدانيته؛ لانفراده بخَلْقِ الإنسان، وخلق ما في الأرض مما فيه بقاؤه.
وعلى تأييد النبي صلى الله عليه وسلم، وتثبيته على تَلقِّي الوحي.
وأنَّ اللهَ مُعطِيه شريعةً سَمْحة، وكتابًا يَتذكَّر به أهلُ النفوس الزكيَّة الذين يَخشَون ربهم، ويُعرِض عنهم أهلُ الشقاوة الذين يؤثِرون الحياة الدنيا، ولا يعبؤون بالحياة الأبدية.
وأن ما أوحيَ إليه يُصدِّقه ما في كتب الرسل من قبله؛ وذلك كلُّه تهوين لِما يَلقَاه من إعراض المشركين». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /272).