تفسير سورة الأعلى

التيسير في أحاديث التفسير

تفسير سورة سورة الأعلى من كتاب التيسير في أحاديث التفسير
لمؤلفه المكي الناصري . المتوفي سنة 1415 هـ

الربع الأول من الحزب الستّين
في المصحف الكريم
وأول ما يفتتح به هذا الربع في فاتحة سورة " الأعلى " هو أمر الله لرسوله وللمؤمنين معه بتمجيد اسم الله وتنزيهه، واستحضار أسماءه وصفاته الحسنى، استحضارا تاما وعاما، وذلك قوله تعالى :﴿ بسم الله الرحمن الرحيم سبّح اسم ربك الأعلى١ ﴾، وذكر " الربوبية " هنا يوحي برعاية الله لخلقه، وإحسانه إليهم، وإنعامه عليهم، رغم ما هم عليه من جحود وعناد، وإضافة " الرب " إلى " كاف المخاطب " الموجه للرسول عليه السلام تدل على ما له صلى الله عليه وسلم من ارتباط وثيق بالله، وما له من مقام كريم عند الله.
روى الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود وابن ماجة في سننهما، أنه لما أنزلت :﴿ فسبح باسم ربك العظيم ﴾ ( الواقعة : ٧٤ )، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اجعلوها في ركوعكم " فلما نزلت :﴿ سبح اسم ربك الأعلى ﴾، قال : " اجعلوها في سجودكم ".
ثم بين كتاب الله أن للحق سبحانه على عباده حقوقا ثابتة في ذممهم، مقابل نعمه المتوالية عليهم، فهو سبحانه الذي انفرد بخلقهم وإبداعهم :﴿ الذي خلق فسوى٢ ﴾.
وهو سبحانه الذي حدد لكل مخلوق رسالته المنوطة به في هذا الوجود، وهداه إلى وسائلها ومسالكها :﴿ والذي قدر فهدى٣ ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢:ثم بين كتاب الله أن للحق سبحانه على عباده حقوقا ثابتة في ذممهم، مقابل نعمه المتوالية عليهم، فهو سبحانه الذي انفرد بخلقهم وإبداعهم :﴿ الذي خلق فسوى٢ ﴾.
وهو سبحانه الذي حدد لكل مخلوق رسالته المنوطة به في هذا الوجود، وهداه إلى وسائلها ومسالكها :﴿ والذي قدر فهدى٣ ﴾.


وهو سبحانه الذي أكرم الإنسان والحيوان، فيوفر لكل منهما ما يحتاج إليه من أنواع الغذاء الضرورية للعيش في مختلف فصول السنة، وفي مختلف أجواء الأرض، الحارة والباردة والمعتدلة :﴿ والذي أخرج المرعى٤ فجعله غثاء أحوى٥ ﴾، والمراد " بالمرعى " هنا جميع صنوف النباتات والزروع، والشأن في النبات أن يخرج أخضر، وهو معنى " أحوى "، ثم يذوي وييبس فإذا هو " غثاء ".
واتجه الخطاب الإلهي بعد ذلك إلى خاتم الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم، ممتنا عليه بأن الله تعالى قد تعهد بإقرائه الذكر الحكيم، كما تعهد سبحانه بإعانته على حفظ آياته البينات، إثر تلقيها له، دون أن يقرب ساحته ذهول ولا نسيان :﴿ سنقرئك فلا تنسى٦ ﴾.
وقوله تعالى :﴿ إلا ما شاء الله ﴾، جار على مقتضى الأدب مع الله، على حد قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وما تشاءون إلا أن يشاء الله ﴾ ( الإنسان : ٣٠ )، وقوله تعالى :﴿ وما تذكرون إلا أن يشاء الله ﴾ ( المدثر : ٥٦ )، وقوله تعالى في آية ثالثة :﴿ ولا تقولنّ لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله ﴾ ( الكهف : ٢٣، ٢٤ )، فمشيئة الله فوق كل شيء، وهي الضمان الأول والخير لكل شيء.
وقوله تعالى :﴿ إنه يعلم الجهر وما يخفى٧ ﴾، تذكير للمؤمنين بوجوب مراقبة الله، ولزوم استشعار ضمائرهم لمراقبته الدائمة باستمرار، فذلك عون لهم على التمسك بالاستقامة، والاعتصام بالتقوى، " والإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك " كما في الحديث الشريف.
ثم بشر الحق سبحانه رسوله خاتم الأنبياء والمرسلين ببشرى عظيمة لا تعدلها بشرى، ألا وهي تيسيره " لليسرى " :﴿ ونيسرك لليسرى٨ ﴾، وهذه البشرى مزدوجة، بشارة بما يرافق حياته صلى الله عليه وسلم وحياة أمته من لطف وعناية وتيسير، وبشارة بما يميز شريعته من سماحة وبعد عن كل حرج أو تعسير، على حد قوله تعالى :﴿ يريد بكم الله اليسر ولا يريد بكم العسر ﴾ ( البقرة : ١٨٥ ). جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت :( ما خيّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ). وروى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن هذا الدين يسر، ولن يشادّ الدين أحد إلا غلبه " وثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يسّروا ولا تعسّروا ".
وانتقلت الآيات الكريمة إلى تحديد مهمة الرسول عليه السلام، وأنها لا تتجاوز – بالنسبة للمعاندين- مجرد تبليغ الرسالة والتذكير بها، أما ثمرة التبليغ ونتيجة الدعوة فأمرهما موكول إلى الله، فمن اختار لنفسه طريق السعادة والهدى أقبل على دعوته واتعظ بها، ومن اختار لنفسه الشقاء والضلال تجنبها، وأقفل قلبه دونها، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى :﴿ فذكر إن نفعت الذكرى٩ سيذكر من يخشى١٠ ويتجنبها الأشقى١١ ﴾.
ثم وصف كتاب الله " مصير " الشقي الذي لم ينفذ نور الإيمان إلى قلبه، وأنه سيعذب في جهنم عذابا لا يتمتع خلاله بنعمة الحياة، ولا ينعم أثناءه براحة الموت، إذ يكون حيا وميتا في آن واحد، فقال تعالى :﴿ الأشقى الذي يصلى النار الكبرى ١٢فلا يموت فيها ولا يحيى١٣ ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢:ثم وصف كتاب الله " مصير " الشقي الذي لم ينفذ نور الإيمان إلى قلبه، وأنه سيعذب في جهنم عذابا لا يتمتع خلاله بنعمة الحياة، ولا ينعم أثناءه براحة الموت، إذ يكون حيا وميتا في آن واحد، فقال تعالى :﴿ الأشقى الذي يصلى النار الكبرى ١٢فلا يموت فيها ولا يحيى١٣ ﴾.
وبين كتاب الله طريق الفوز والفلاح، لمن أراد سلوكه من أهل التقوى والصلاح، فقال تعالى :﴿ قد أفلح من تزكى١٤ وذكر اسم ربه فصلى١٥ ﴾، بمعنى أن الفائز برضوان الله هو من أدى ما عليه من حقوق لله، وحقوق لعياله، إذ أحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله " كما في الحديث الشريف.
" فحق الله " يؤديه بالذكر والصلاة، وما ناسبهما، و " حق الخلق " يؤديه بالصدقة والزكاة وما شابههما، قال قتادة في تفسير هذه الآية : " قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى "، أي : زكى ماله، وأرضى خالقه، وقال أبو الأحوص : " إذا أتى أحدكم سائل وأنت تريد الصلاة، فلتقدم بين يدي صلاتك زكاة، فإن الله يقول :﴿ قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى ﴾، وروي عن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز أنه كان يأمر الناس بإخراج صدقة الفطر، ويتلو هذه الآية :﴿ قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى ﴾، وقال ابن كثير :﴿ قد أفلح من تزكى ﴾، أي : طهر نفسه من الأخلاق الرذيلة، وتابع ما أنزل الله على رسوله، ﴿ وذكر اسم ربه فصلى ﴾، أي : أقام الصلاة في أوقاتها، ابتغاء رضوان الله وامتثالا لشرع الله.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٤:وبين كتاب الله طريق الفوز والفلاح، لمن أراد سلوكه من أهل التقوى والصلاح، فقال تعالى :﴿ قد أفلح من تزكى١٤ وذكر اسم ربه فصلى١٥ ﴾، بمعنى أن الفائز برضوان الله هو من أدى ما عليه من حقوق لله، وحقوق لعياله، إذ أحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله " كما في الحديث الشريف.
" فحق الله " يؤديه بالذكر والصلاة، وما ناسبهما، و " حق الخلق " يؤديه بالصدقة والزكاة وما شابههما، قال قتادة في تفسير هذه الآية :" قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى "، أي : زكى ماله، وأرضى خالقه، وقال أبو الأحوص :" إذا أتى أحدكم سائل وأنت تريد الصلاة، فلتقدم بين يدي صلاتك زكاة، فإن الله يقول :﴿ قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى ﴾، وروي عن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز أنه كان يأمر الناس بإخراج صدقة الفطر، ويتلو هذه الآية :﴿ قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى ﴾، وقال ابن كثير :﴿ قد أفلح من تزكى ﴾، أي : طهر نفسه من الأخلاق الرذيلة، وتابع ما أنزل الله على رسوله، ﴿ وذكر اسم ربه فصلى ﴾، أي : أقام الصلاة في أوقاتها، ابتغاء رضوان الله وامتثالا لشرع الله.

ثم اتجه الخطاب الإلهي إلى الذين أسرتهم شهوات الحياة الدنيا، وأغرتهم ملذاتها فنسوا ما وراءها، فقال تعالى :﴿ بل توثرون الحياة الدنيا١٦والآخرة خير وأبقى١٧ ﴾، إشارة إلى أن حسن التدبير، وسلامة التفكير، لا ينصحان من له مسكة من العقل بإيثار ما يفنى على ما يبقى، وإيثار ما يزول ويبيد على ما يخلد ويدوم، بل إنهما لينصحانه بأخذ نصيبه من الدنيا، والتزود لنصيبه في الآخرة، إن لم ينصحاه بإيثار آخرته على دنياه، ﴿ ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ﴾ ( البقرة : ٢٠١ ).
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦:ثم اتجه الخطاب الإلهي إلى الذين أسرتهم شهوات الحياة الدنيا، وأغرتهم ملذاتها فنسوا ما وراءها، فقال تعالى :﴿ بل توثرون الحياة الدنيا١٦والآخرة خير وأبقى١٧ ﴾، إشارة إلى أن حسن التدبير، وسلامة التفكير، لا ينصحان من له مسكة من العقل بإيثار ما يفنى على ما يبقى، وإيثار ما يزول ويبيد على ما يخلد ويدوم، بل إنهما لينصحانه بأخذ نصيبه من الدنيا، والتزود لنصيبه في الآخرة، إن لم ينصحاه بإيثار آخرته على دنياه، ﴿ ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ﴾ ( البقرة : ٢٠١ ).
وختمت سورة " الأعلى " المكية بالإشارة إلى ما بين الرسالات الإلهية من توافق وتلاحم وتكامل وصلة رحم، فهذه التوجيهات الإلهية التي تضمنها الذكر الحكيم قد سبق أن نزلت بمضمونها ومحتواها صحف موسى وإبراهيم، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى :﴿ إن هذا لفي الصحف الأولى١٨ صحف إبراهيم وموسى١٩ ﴾، وقد سبق في سورة " النجم " إشارة أخرى لصحف إبراهيم وموسى في قوله تعالى :﴿ أوْلمْ ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفّى ﴾( النجم : ٣٦، ٣٧ ).
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٨:وختمت سورة " الأعلى " المكية بالإشارة إلى ما بين الرسالات الإلهية من توافق وتلاحم وتكامل وصلة رحم، فهذه التوجيهات الإلهية التي تضمنها الذكر الحكيم قد سبق أن نزلت بمضمونها ومحتواها صحف موسى وإبراهيم، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى :﴿ إن هذا لفي الصحف الأولى١٨ صحف إبراهيم وموسى١٩ ﴾، وقد سبق في سورة " النجم " إشارة أخرى لصحف إبراهيم وموسى في قوله تعالى :﴿ أوْلمْ ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفّى ﴾( النجم : ٣٦، ٣٧ ).
سورة الأعلى
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الأعلى) من السُّوَر المكية، وقد افتُتحت بتنزيه الله عز وجل عن كلِّ نقص، وإثباتِ العلوِّ المطلق له سبحانه، وجاءت على أمثلةٍ من قدرة الله عز وجل في هذا الكون؛ طلبًا من المؤمن أن يُزكِّيَ نفسَه، ويلجأَ إلى خالق هذا الكونِ وحده، و(الأعلى) هو أحدُ أسماءِ الله الحسنى، وقد حرَصَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على قراءتِها في غير موضع؛ كالجمعة، والعيدَينِ، والوتر.

ترتيبها المصحفي
87
نوعها
مكية
ألفاظها
72
ترتيب نزولها
8
العد المدني الأول
19
العد المدني الأخير
19
العد البصري
19
العد الكوفي
19
العد الشامي
19

* سورة (الأعلى):

سُمِّيت سورة (الأعلى) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى} [الأعلى: 1].

* وتُسمَّى كذلك بسورة {سَبِّحْ}؛ لافتتاحها بهذا اللفظ.

* أمَر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يُجعَل لفظُ أولِ آيةٍ من سورة (الأعلى) في السجود:

عن عُقْبةَ بن عامرٍ رضي الله عنه، قال: «لمَّا نزَلتْ: {فَسَبِّحْ بِاْسْمِ رَبِّكَ اْلْعَظِيمِ} [الواقعة: 96]، قال رسولُ اللهِ ﷺ: «اجعَلوها في ركوعِكم»، فلمَّا نزَلتْ: {سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى} [الأعلى: 1]، قال: «اجعَلوها في سجودِكم»». أخرجه ابن حبان (١٨٩٨).

 حرَصَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على قراءةِ سورة (الأعلى) في كثيرٍ من المواطن؛ من ذلك:

* في صلاة العِيدَينِ: عن سَمُرةَ بن جُنْدُبٍ رضي الله عنه، قال: «كان رسولُ اللهِ ﷺ يَقرأُ في العِيدَينِ بـ {سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى}، و{هَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ اْلْغَٰشِيَةِ}». أخرجه أحمد (٢٠١٦١).

* في صلاة الظُّهْرِ: عن جابرِ بن سَمُرةَ رضي الله عنه: «أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يَقرأُ في الظُّهْرِ بـ {سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى} ونحوِها، وفي الصُّبْحِ بأطوَلَ مِن ذلك». أخرجه مسلم (٤٦٠).

* في صلاة الوتر: عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «كان رسولُ اللهِ ﷺ يُوتِرُ بثلاثٍ، يَقرأُ فيهنَّ في الأولى: بـ{سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى}، وفي الثانيةِ: بـ{قُلْ يَٰٓأَيُّهَا اْلْكَٰفِرُونَ}، وفي الثالثةِ: بـ{قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ}». أخرجه النسائي (١٧٠١).

* في صلاة الجمعة: عن سَمُرةَ بن جُنْدُبٍ رضي الله عنه: «أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ كان يَقرأُ في صلاةِ الجمعة بـ{سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى}، و{هَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ اْلْغَٰشِيَةِ}». أخرجه أبو داود (١١٢٥).

1. تسبيح وتعظيم (١-٥).

2. تكليف وامتنان (٦-١٣).

3. الحديث عن أهل التذكُّر (١٤-١٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /110).

يقول ابنُ عاشور عن مقاصدها: «اشتملت على تنزيهِ الله تعالى، والإشارة إلى وَحْدانيته؛ لانفراده بخَلْقِ الإنسان، وخلق ما في الأرض مما فيه بقاؤه.
وعلى تأييد النبي صلى الله عليه وسلم، وتثبيته على تَلقِّي الوحي.
وأنَّ اللهَ مُعطِيه شريعةً سَمْحة، وكتابًا يَتذكَّر به أهلُ النفوس الزكيَّة الذين يَخشَون ربهم، ويُعرِض عنهم أهلُ الشقاوة الذين يؤثِرون الحياة الدنيا، ولا يعبؤون بالحياة الأبدية.
وأن ما أوحيَ إليه يُصدِّقه ما في كتب الرسل من قبله؛ وذلك كلُّه تهوين لِما يَلقَاه من إعراض المشركين». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /272).