تفسير سورة الأعلى

إيجاز البيان

تفسير سورة سورة الأعلى من كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن المعروف بـإيجاز البيان.
لمؤلفه بيان الحق النيسابوري . المتوفي سنة 553 هـ

الريح ترود رودا: تحركت حركة ضعيفة «١».
[سورة الأعلى]
١ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ: لا تسمّ أحدا باسمي «٢».
والغثاء «٣» : ما يبس من النّبات فتحتمله الرّيح والماء «٤».
و «الأحوى» : الأسود «٥»، والنّبات إذا يبس اسودّ، ويجوز صفة ل الْمَرْعى أي: أخرجه أحوى لشدّة الخضرة ثمّ جعله غثاء «٦».
٦ فَلا تَنْسى: سأل ابن كيسان «٧» النّحوي جنيدا «٨» الصّوفي عنه،
(١) اللسان: ٣/ ١٨٨ (رود).
(٢) أي: نزّه اسم ربك عن أن يسمى به أحد سواه.
ينظر تفسير الطبري: ٣٠/ ١٥٢، وتفسير الماوردي: ٤/ ٤٣٧.
(٣) من الآية: ٥، قوله تعالى: فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى.
(٤) تفسير الطبري: ٣٠/ ١٥٣، ومعاني القرآن للزجاج: ٥/ ٣١٥، والمفردات للراغب: ٣٥٨، واللسان: ١٥/ ١١٦ (غثا).
(٥) معاني القرآن للفراء: ٣/ ٢٥٦، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٥٢٤، وتفسير الطبري:
٣٠/ ١٥٣، والمفردات للراغب: ١٤٠، واللسان: ١٤/ ٢٠٧ (حوا).
(٦) ينظر معاني القرآن للزجاج: ٥/ ٣١٥، وإعراب القرآن للنحاس: ٥/ ٢٠٤، وتفسير القرطبي: ٢٠/ ١٧.
(٧) ابن كيسان: (؟ - ٢٩٩ هـ-).
هو محمد بن أحمد بن إبراهيم بن كيسان النحوي.
أخذ النحو عن محمد بن يزيد المبرد، وثعلب وغيرهما، صنف كتاب المذكر والمؤنث، والمقصور والممدود، والوقف والابتداء... وغير ذلك.
أخباره في طبقات النحويين للزبيدي: ١٥٣، وإنباه الرواة: ٣/ ٥٧، وبغية الوعاة:
١/ ١٨.
(٨) الجنيد: (؟ - ٢٩٧ هـ-).
هو الجنيد بن محمد الخزاز القواريري، الإمام الزاهد المعروف. صحب الحارث المحاسبي والسري السقطي... وغيرهما، وصفه السبكي في طبقات الشافعية الكبرى:
٢/ ٢٦٠ بقوله: سيد الطائفة، ومقدم الجماعة، وإمام أهل الخرقة، وشيخ طريقة التصوف، وعلم الأولياء في زمانه، وبهلوان العارفين.
ينظر ترجمته أيضا في طبقات الصوفية: ١٥٥، وتاريخ بغداد: ٧/ ٢٤١، وطبقات الأولياء: ١٢٦، وسير أعلام النبلاء: ١٤/ ٦٦.
فقال: لا تنسى العمل به. فقال: لا فضّ الله فاك، مثلك يصدّر «١».
٩ فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى التذكير: تكثير الإنذار وتكريره «٢»، ولا يجب إلّا فيمن ينفعه.
١٤ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى: أي: زكاة الفطر «٣»، وتقدّم على صلاة العيد عملا بالآية.
[سورة الغاشية]
١ الْغاشِيَةِ: تغشى النّاس بأهوالها «٤».
٣ ناصِبَةٌ: ذات نصب.
٤ ناراً حامِيَةً: الحمى لازم. أو تحمي نفسها فلا يطفئها شيء.
و «الضّريع» «٥» : شجرة شائكة «٦» إذا أكلته الإبل هزلت، أو هو
(١) ينظر هذا الخبر في تفسير القرطبي: ٢٠/ ١٩.
(٢) ينظر الكشاف: ٤/ ٢٤٤. [.....]
(٣) ورد هذا القول في عدة آثار منها المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها الموقوف على أبي سعيد الخدري، وعبد الله بن عمر، ومنها المقطوع عن قتادة، وأبي العالية، وعطاء، ومحمد بن سيرين.
ينظر تفسير البغوي: ٤/ ٤٧٦، وسنن البيهقي: ٤/ ١٥٩، كتاب الزكاة، «جماع أبواب زكاة الفطر»، وتفسير ابن كثير: (٨/ ٤٠٣، ٤٠٤)، والدر المنثور: (٨/ ٤٨٥، ٤٨٦).
(٤) وهي القيامة كما في تفسير غريب القرآن: ٥٢٥، وتفسير الطبري: ٣٠/ ١٥٩، وتفسير الماوردي: ٤/ ٤٤٢.
(٥) في قوله تعالى: لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ [آية: ٦].
(٦) هي الشّبرق كما في مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٩٦، وتفسير غريب القرآن: ٥٢٥، ومعاني القرآن للزجاج: ٥/ ٣١٧.
وانظر تفسير القرطبي: ٢٠/ ٣٠، واللسان: ٨/ ٢٢٣ (ضرع).
سورة الأعلى
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الأعلى) من السُّوَر المكية، وقد افتُتحت بتنزيه الله عز وجل عن كلِّ نقص، وإثباتِ العلوِّ المطلق له سبحانه، وجاءت على أمثلةٍ من قدرة الله عز وجل في هذا الكون؛ طلبًا من المؤمن أن يُزكِّيَ نفسَه، ويلجأَ إلى خالق هذا الكونِ وحده، و(الأعلى) هو أحدُ أسماءِ الله الحسنى، وقد حرَصَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على قراءتِها في غير موضع؛ كالجمعة، والعيدَينِ، والوتر.

ترتيبها المصحفي
87
نوعها
مكية
ألفاظها
72
ترتيب نزولها
8
العد المدني الأول
19
العد المدني الأخير
19
العد البصري
19
العد الكوفي
19
العد الشامي
19

* سورة (الأعلى):

سُمِّيت سورة (الأعلى) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى} [الأعلى: 1].

* وتُسمَّى كذلك بسورة {سَبِّحْ}؛ لافتتاحها بهذا اللفظ.

* أمَر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يُجعَل لفظُ أولِ آيةٍ من سورة (الأعلى) في السجود:

عن عُقْبةَ بن عامرٍ رضي الله عنه، قال: «لمَّا نزَلتْ: {فَسَبِّحْ بِاْسْمِ رَبِّكَ اْلْعَظِيمِ} [الواقعة: 96]، قال رسولُ اللهِ ﷺ: «اجعَلوها في ركوعِكم»، فلمَّا نزَلتْ: {سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى} [الأعلى: 1]، قال: «اجعَلوها في سجودِكم»». أخرجه ابن حبان (١٨٩٨).

 حرَصَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على قراءةِ سورة (الأعلى) في كثيرٍ من المواطن؛ من ذلك:

* في صلاة العِيدَينِ: عن سَمُرةَ بن جُنْدُبٍ رضي الله عنه، قال: «كان رسولُ اللهِ ﷺ يَقرأُ في العِيدَينِ بـ {سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى}، و{هَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ اْلْغَٰشِيَةِ}». أخرجه أحمد (٢٠١٦١).

* في صلاة الظُّهْرِ: عن جابرِ بن سَمُرةَ رضي الله عنه: «أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يَقرأُ في الظُّهْرِ بـ {سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى} ونحوِها، وفي الصُّبْحِ بأطوَلَ مِن ذلك». أخرجه مسلم (٤٦٠).

* في صلاة الوتر: عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «كان رسولُ اللهِ ﷺ يُوتِرُ بثلاثٍ، يَقرأُ فيهنَّ في الأولى: بـ{سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى}، وفي الثانيةِ: بـ{قُلْ يَٰٓأَيُّهَا اْلْكَٰفِرُونَ}، وفي الثالثةِ: بـ{قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ}». أخرجه النسائي (١٧٠١).

* في صلاة الجمعة: عن سَمُرةَ بن جُنْدُبٍ رضي الله عنه: «أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ كان يَقرأُ في صلاةِ الجمعة بـ{سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى}، و{هَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ اْلْغَٰشِيَةِ}». أخرجه أبو داود (١١٢٥).

1. تسبيح وتعظيم (١-٥).

2. تكليف وامتنان (٦-١٣).

3. الحديث عن أهل التذكُّر (١٤-١٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /110).

يقول ابنُ عاشور عن مقاصدها: «اشتملت على تنزيهِ الله تعالى، والإشارة إلى وَحْدانيته؛ لانفراده بخَلْقِ الإنسان، وخلق ما في الأرض مما فيه بقاؤه.
وعلى تأييد النبي صلى الله عليه وسلم، وتثبيته على تَلقِّي الوحي.
وأنَّ اللهَ مُعطِيه شريعةً سَمْحة، وكتابًا يَتذكَّر به أهلُ النفوس الزكيَّة الذين يَخشَون ربهم، ويُعرِض عنهم أهلُ الشقاوة الذين يؤثِرون الحياة الدنيا، ولا يعبؤون بالحياة الأبدية.
وأن ما أوحيَ إليه يُصدِّقه ما في كتب الرسل من قبله؛ وذلك كلُّه تهوين لِما يَلقَاه من إعراض المشركين». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /272).