تفسير سورة القمر

تفسير القرآن

تفسير سورة سورة القمر من كتاب تفسير القرآن
لمؤلفه الصنعاني . المتوفي سنة 211 هـ
سورة اقتربت الساعة١
١ هي سورة (القمر) والبسملة ليست في النسختين..

بسم الله الرحمن الرحيم

عبد الرزاق قال أنا معمر عن الكلبي في قوله تعالى :﴿ وانشق القمر ﴾ قال كان ابن مسعود يقول : انشق القمر حتى رأيت حراء بين شقيه.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس قال : سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم فانشق القمر بمكة مرتين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :﴿ اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر ﴾ يقول : أي ذاهب١.
عبد الرزاق عن إسرائيل عن سماك بن حرب عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله بن مسعود في قوله :﴿ وانشق القمر ﴾ قال : انشق القمر حتى رأيت الجبل بين فرجتي القمر٢.
عبد الرزاق عن ابن عيينة ومحمد بن مسلم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله بن مسعود قال : رأيت القمر منشقا شقتين مرتين بمكة، قبل مخرج النبي صلى الله عليه وسلم : شقة على أبي قبيس وشقة على السويداء، فقالوا : سحر القمر فنزلت :﴿ اقتربت الساعة وانشق القمر ﴾ يقول كما رأيتم القمر منشقا فإن الذي أخبرتكم عن اقتراب الساعة حق.
١ من قولهم: قد مر هذا السحر، إذا ذهب. من الطبري... روى الحديث البخاري في التفسير ج ٦ ص ٥٢. ومسلم في كتاب صفة القيامة ج ٨ ص ١٣٣ وأحمد ج ١ ص ٤١٣..
٢ من قولهم: قد مر هذا السحر، إذا ذهب. من الطبري... روى الحديث البخاري في التفسير ج ٦ ص ٥٢. ومسلم في كتاب صفة القيامة ج ٨ ص ١٣٣ وأحمد ج ١ ص ٤١٣..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ ذات ألواح ﴾ قال : معاريض السفينة قال :﴿ ودسر ﴾ دسرت بمسامير. قال عبد الرزاق : قال معمر : وقال الحسن : تدسر الماء بصدرها.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ولقد تركناها آية ﴾ قال : أبقى الله السفينة نوح على الجودي حتى أدركها أوائل هذه الأمة. عبد الرزاق عن معمر عن يونس بن خباب عن مجاهد أن الله حين أغرق الأرض جعلت الجبال تشمخ وتواضع الجودي لله فرفعه الله على الجبال وجعل قرار السفينة عليه.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ ريحا صرصرا ﴾ قال : الصرصر الباردة والنحس المشؤوم.
عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه في قوله تعالى :﴿ فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر ﴾ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن عاقر الناقة كان في قومه عزيزا منيعا كأبي زمعة١.
١ أبو زمعة: هو الأسود بن المطلب بن أسد، وكان الأسود أحد المستهزئين مات كافرا بمكة، وقتل ابنه زمعة يوم بدر كافرا أيضا. انظر فتح الباري ج ٨٧ ص ٥٤٣. طبعة دار المعرفة. الحديث رواه البخاري في التفسير ج ٦ ص ٨٣ وأحمد ج ٤ ص ١٧، ٢٦٣..
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله تعالى :﴿ كهشيم المحتظر ﴾ قال : كرمام١ محترق.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ كهشيم المحتظر ﴾ قال : كرمام محترق.
١ هكذا في (ق) و(م) وفي الدر المنثور كرماد. والرمام بالكسر قطعة من الحبل بالية، أو العظام البالية انظر لسان العرب ج ١٢ ص ٢٥٢.
والرمام بالضم: الهشيم المتفتت من النبت..

عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله تعالى :﴿ فهل من مدكر ﴾ قال : هل من خائف يتذكر.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فتماروا بالنذر ﴾ قال : لم يصدقوه.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة وعن أيوب عن عكرمة أن عمر قال : لما نزلت ﴿ سيهزم الجمع ﴾ جعلت أقول : أي جمع يهزم، فلما كان يوم بدر، رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يثب في الدرع وهو يقول :﴿ سيهزم الجمع ويولون الدبر ﴾١.
١ رواه الإمام أحمد ج ١ ص ٣٢٩
وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر. انظر الدر ج ٦ ص ١٣٧..

عبد الرزاق قال : أخبرني معمر قال : أخبرني ناس من أصحابي رفعوا الحديث إلى بعض أهل الكوفة قال :١ مر عمر على رجل أعمى مقعد فسأل عنه من هو قالوا : هذا الذي أبهله بريق، قال : إن بريقا لقب، ولكن ادعوا لي عياضا فدعي له، فقال : أخبرني ما شأن هذا ؟ قال : إن بني الصفاء كنت تزوجت فيهم امرأة فأرادوا ظلمي وانتزاعها مني فناشدتهم الله فأبوا فتركتهم حتى إذا دخل رجب مضر شهر الله الأصم، قلت : اللهم إني أدعوك دعاء جاهرا، على بني الصفا إلا واحدا، اكسر الرجل فذره قاعدا، أعمى إذا قيد يعني القائد، فهلكوا كلهم إلا هذا فهو أعمى مقعد، فقال عمر : والله إن هذا لعجب، فقال رجل من القوم : أفلا أخبرك يا أمير المؤمنين بما هو أعجب من هذا ؟ إني ورثت أبي فأراد عم لي وبنوه أن ينتزعوا مالي، فناشدتهم الله والرحم، فأبوا إلا أخذه فانتظرت حتى إذا دخل رجب مضر شهر الله الأصم فقلت : اللهم إن الذي عمي أبا تقاصف *** لم يعطني الحق ولم يناصف فالجمع له الأحبة الملاطف *** بين قران ثم والنواصف
فبينما هم يحفرون حفيرة لهم إذا انهارت بهم فهلكوا أجمعون، فقال عمر : والله إن هذا لعجب، فقال رجل من القوم : أفلا أخبرك بأعجب من هذا يا أمير المؤمنين ؟ إن ناسا من بني مؤمل ظلموني في كذا وكذا، فناشدتهم الله فأبوا، فانتظرت بهم حتى إذا دخل رجب مضر شهر الله الأصم فقلت :
اللهم أزلهم من بني مؤمل*** وارم على أقفائهم بمنكل
بصخرة أو عارض جيش جحفل إلا رباحا إنه لم يفعل
فنزلوا في أصل الجبل وهم في سفر، فانتقضت عليهم صخرة فقتلتهم وركابهم إلا رباحا، فقال عمر والله إن هذا لعجب، فقال رجل من جلسائه : فهذا كان في أهل الجاهلية يستجاب لهم في شركهم، فكيف بمن يظلم المسلمين ؟ ! فقال عمر : إن هذه حواجز كانت تكون بينهم وإن موعدكم الساعة ﴿ والساعة أدهى وأمر ﴾.
١ مناسبة إيراد هذه القصة في هذا الموضع لقول عمر في آخرها (إن موعدكم الساعة والساعة أدهى وأمر)..
عبد الرزاق عن محمد بن يحيى عن الثوري عن زياد بن إسماعيل عن محمد ابن عباد بن جعفر عن أبي هريرة، قال : جاء مشركو قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخاصمونه في القدر فنزلت :﴿ إن المجرمين في ظلال وسعر يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر ﴾٢.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ضلال وسعر ﴾ قال : ضلال وعناء.
عبد الرزاق عن داود بن قيس قال : سمعت محمد بن كعب القرظي، قال : كنت أقرأ هذه الآية فلا أدري من عني بها حتى سقطت عليها ﴿ إن المجرمين في ضلال وسعر ﴾ إلى ﴿ كلمح بالبصر ﴾ فإذا هم المكذبون بالقدر.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٧:عبد الرزاق عن محمد بن يحيى عن الثوري عن زياد بن إسماعيل عن محمد ابن عباد بن جعفر عن أبي هريرة، قال : جاء مشركو قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخاصمونه في القدر فنزلت :﴿ إن المجرمين في ظلال وسعر يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر ﴾٢.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ضلال وسعر ﴾ قال : ضلال وعناء.
عبد الرزاق عن داود بن قيس قال : سمعت محمد بن كعب القرظي، قال : كنت أقرأ هذه الآية فلا أدري من عني بها حتى سقطت عليها ﴿ إن المجرمين في ضلال وسعر ﴾ إلى ﴿ كلمح بالبصر ﴾ فإذا هم المكذبون بالقدر.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٧:عبد الرزاق عن محمد بن يحيى عن الثوري عن زياد بن إسماعيل عن محمد ابن عباد بن جعفر عن أبي هريرة، قال : جاء مشركو قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخاصمونه في القدر فنزلت :﴿ إن المجرمين في ظلال وسعر يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر ﴾٢.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ضلال وسعر ﴾ قال : ضلال وعناء.
عبد الرزاق عن داود بن قيس قال : سمعت محمد بن كعب القرظي، قال : كنت أقرأ هذه الآية فلا أدري من عني بها حتى سقطت عليها ﴿ إن المجرمين في ضلال وسعر ﴾ إلى ﴿ كلمح بالبصر ﴾ فإذا هم المكذبون بالقدر.

[ عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ مستطر ﴾ قال : محفوظ مكتوب ]١.
١ هذه الرواية سقطت من (م)..
سورة القمر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (القَمَر) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الطارق)، وقد افتُتحت ببيانِ اقتراب أمر الله؛ من تحقُّقِ وقوع الساعة وشِدَّة اقترابها، وتقسيم الناس في جزائهم إلى أهلِ الجِنان، وأهل النِّيران والخسران؛ من خلال قصِّ سِيَرِ بعض الأنبياء، وقد كان صلى الله عليه وسلم يَقرأ سورة (القمر) في عيدَيِ الفطر والأضحى.

ترتيبها المصحفي
54
نوعها
مكية
ألفاظها
342
ترتيب نزولها
37
العد المدني الأول
55
العد المدني الأخير
55
العد البصري
55
العد الكوفي
55
العد الشامي
55

* قوله تعالى: {اْقْتَرَبَتِ اْلسَّاعَةُ وَاْنشَقَّ اْلْقَمَرُ ١ وَإِن يَرَوْاْ ءَايَةٗ يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٞ مُّسْتَمِرّٞ} [القمر: 1-2]:

عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه، قال: «سألَ أهلُ مكَّةَ النبيَّ ﷺ آيةً، فانشَقَّ القمرُ بمكَّةَ مرَّتَينِ؛ فنزَلتِ: {اْقْتَرَبَتِ اْلسَّاعَةُ وَاْنشَقَّ اْلْقَمَرُ} [القمر: 1] إلى قولِه: {سِحْرٞ مُّسْتَمِرّٞ} [القمر: 2]، يقولُ: ذاهبٌ». أخرجه الترمذي (٣٢٨٦).

* قوله تعالى: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي اْلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ ٤٨ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَٰهُ بِقَدَرٖ} [القمر: 48-49]:

عن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه، قال: «جاء مشرِكو قُرَيشٍ يُخاصِمون رسولَ اللهِ ﷺ في القَدَرِ؛ فنزَلتْ: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي اْلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ ٤٨ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَٰهُ بِقَدَرٖ} [القمر: 48-49]». أخرجه مسلم (٢٦٥٦).

* سورة (القمر):

سُمِّيت سورةُ (القمر) بذلك؛ لافتتاحها بذكرِ انشقاق القمر، وهي معجزةٌ من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم.

* كان صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة (القمر) في عيدَيِ الفطر والأضحى:

عن عُبَيدِ اللهِ بن عبدِ اللهِ: «أنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ سألَ أبا واقدٍ اللَّيْثيَّ: ما كان رسولُ اللهِ ﷺ يَقرأُ في الفِطْرِ والأضحى؟ قال: كان النبيُّ ﷺ يَقرأُ بـ {قٓۚ وَاْلْقُرْءَانِ اْلْمَجِيدِ}، و{اْقْتَرَبَتِ اْلسَّاعَةُ وَاْنشَقَّ اْلْقَمَرُ}». أخرجه ابن حبان (2820).

1. المقدمة (١-٥).

2. إنذارٌ ووعيد (٦-٨).

3. عاقبة قوم نوحٍ (٩-١٧).

4. عاقبة عادٍ (١٨-٢٢).

5. عاقبة ثمودَ (٢٣-٣٢).

7. عاقبة قوم لوطٍ (٣٣-٤٠).

8. عاقبة المكذِّبين من آلِ فرعون (٤١-٤٢).

9. تعقيبٌ وختام (٤٣-٥٥).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /515).

مقصدُ السورة بيانُ أمر الساعة، وتحقُّق وقوعها، وشدة قُرْبه، وإثباتُ الجزاء للمؤمنين بالجنان، وللكافرين بالنِّيران والخسران، ويشير ابن عاشور إلى مقصدها بقوله: «تسجيل مكابَرة المشركين في الآيات البيِّنة.

وأمرُ النبي صلى الله عليه وسلم بالإعراض عن مكابَرتهم.

وإنذارُهم باقتراب القيامة، وبما يَلقَونه حين البعث من الشدائد.

وتذكيرهم بما لَقِيَتْه الأُمَمُ أمثالهم من عذاب الدنيا لتكذيبهم رُسُلَ الله، وأنهم سيَلقَون مثلما لَقِيَ أولئك؛ إذ ليسوا خيرًا من كفار الأمم الماضية.

وإنذارهم بقتالٍ يُهزَمون فيه، ثم لهم عذابُ الآخرة، وهو أشد.

وإعلامهم بإحاطة الله علمًا بأفعالهم، وأنه مُجازيهم شرَّ الجزاء، ومُجازٍ المتقين خيرَ الجزاء.

وإثبات البعث، ووصف بعض أحواله.

وفي خلال ذلك، تكريرُ التنويه بهَدْيِ القرآن وحِكْمته». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (27 /166).

وينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /40).