تفسير سورة القمر

جهود القرافي في التفسير

تفسير سورة سورة القمر من كتاب جهود القرافي في التفسير
لمؤلفه القرافي . المتوفي سنة 684 هـ

١١٧٣- أصل القسمة قوله تعالى :﴿ أن الماء قسمة ﴾. ( الذخيرة : ٧/١٨٣ )
١١٧٤- وكان ذلك يوم بدر١. ( الأجوبة الفاخرة : ٣٦٥ )
١ - قال السيوطي في "لباب النقول" : ١٨٠: "أخرجه ابن جرير عن ابن عباس قال : قالوا (أي المشركون) : نحن جميع منتصر" فنزلت :﴿سيهزم الجمع ويولون الدبر﴾"..
١١٧٥- معناه : ما شأننا في إيجادنا إلا ترتب مقدورنا على قدرتنا وإرادتنا من غير تأخر كلمح بالبصر. ( شرح التنقيح : ١٢٧ )
١١٧٦- فيه من الأسئلة : كيف يكون إيجاد الله تعالى كله فعلة واحدة مع وقوع الكثرة في العالم ؟ وكيف يقع إيجاد الله تعالى كلمح البصر في جميع الأحوال لضرورة الحصر الواقع في الآية مع أن الولد يتخلق في تسعة أشهر وغير ذلك من الموجودات التي جرت عادة الله تعالى إنما يوجدها في الأزمنة المطاولة، حتى يقال : إن الذهب إنما يتم تكوينه في معدنه في أربعة آلاف سنة ؟ وما المراد بالأمر هاهنا ؟ هل هو الإيجاد أو الأمر بمعنى القول ؟ وهل هو حقيقة أو مجاز ؟ وما المستثنى والمستثنى منه ؟
والجواب : أما الأمر هاهنا فليس المراد به القول، بل الشأن، كقوله تعالى :﴿ وما أمر فرعون برشيد ﴾١. أي : من شأنه فيما يتدين به. واللفظ فيه مجاز لأنه قد تقرر في أصول الفقه أن الأمر حقيقة في القول الموضوع للوجوب. ومعنى الآية : " ما شأننا في إيجادنا لما نريده إلا ذلك ".
وقوله :﴿ إلا واحدة ﴾ على تقدير حذف مضاف تقديره : " ما أمرنا إلا ذو واحدة "، أي : مرة واحدة لا تتعدد بل تقع في الوقت الذي قدرناه والصفة التي أردناها دفعة، فإن قدرة في سنة وقع على ذلك الوجه من غير تراخ، أو في سنتين وقع على ذلك الوجه عند مجيء ذلك الأجل من غير تراخ. فهذا هو المراد بالوحدة لأن أفعاله تعالى واحدة، بل المقصود التنبيه على أن حال الربوبية في غاية النفوذ، بخلاف الذي يعتريه العجز، ربما شرع في الشيء مرارا وحينئذ يحصل، أما قدرة الله تعالى فلا يتأخر مقدورها عن حينه البتة، فهو ذو مرة واحدة بهذا التفسير.
وكذلك وصف بأنه " كلمح البصر " إشارة إلى عدم التأخير، فهذا وجه الحصر في المرة الواحدة.
وأما المستثنى والمستثنى منه في المعنى فهو أحوال المقدور الرباني أي : لا حالة إلا هذه الحالة. وأما أحوال التأخير والعجز عنه وعدم النفوذ فمنفية. ( الاستغناء : ٢٤٢-٢٤٣ )
١ - سورة هود : ٩٧..
سورة القمر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (القَمَر) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الطارق)، وقد افتُتحت ببيانِ اقتراب أمر الله؛ من تحقُّقِ وقوع الساعة وشِدَّة اقترابها، وتقسيم الناس في جزائهم إلى أهلِ الجِنان، وأهل النِّيران والخسران؛ من خلال قصِّ سِيَرِ بعض الأنبياء، وقد كان صلى الله عليه وسلم يَقرأ سورة (القمر) في عيدَيِ الفطر والأضحى.

ترتيبها المصحفي
54
نوعها
مكية
ألفاظها
342
ترتيب نزولها
37
العد المدني الأول
55
العد المدني الأخير
55
العد البصري
55
العد الكوفي
55
العد الشامي
55

* قوله تعالى: {اْقْتَرَبَتِ اْلسَّاعَةُ وَاْنشَقَّ اْلْقَمَرُ ١ وَإِن يَرَوْاْ ءَايَةٗ يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٞ مُّسْتَمِرّٞ} [القمر: 1-2]:

عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه، قال: «سألَ أهلُ مكَّةَ النبيَّ ﷺ آيةً، فانشَقَّ القمرُ بمكَّةَ مرَّتَينِ؛ فنزَلتِ: {اْقْتَرَبَتِ اْلسَّاعَةُ وَاْنشَقَّ اْلْقَمَرُ} [القمر: 1] إلى قولِه: {سِحْرٞ مُّسْتَمِرّٞ} [القمر: 2]، يقولُ: ذاهبٌ». أخرجه الترمذي (٣٢٨٦).

* قوله تعالى: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي اْلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ ٤٨ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَٰهُ بِقَدَرٖ} [القمر: 48-49]:

عن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه، قال: «جاء مشرِكو قُرَيشٍ يُخاصِمون رسولَ اللهِ ﷺ في القَدَرِ؛ فنزَلتْ: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي اْلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ ٤٨ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَٰهُ بِقَدَرٖ} [القمر: 48-49]». أخرجه مسلم (٢٦٥٦).

* سورة (القمر):

سُمِّيت سورةُ (القمر) بذلك؛ لافتتاحها بذكرِ انشقاق القمر، وهي معجزةٌ من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم.

* كان صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة (القمر) في عيدَيِ الفطر والأضحى:

عن عُبَيدِ اللهِ بن عبدِ اللهِ: «أنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ سألَ أبا واقدٍ اللَّيْثيَّ: ما كان رسولُ اللهِ ﷺ يَقرأُ في الفِطْرِ والأضحى؟ قال: كان النبيُّ ﷺ يَقرأُ بـ {قٓۚ وَاْلْقُرْءَانِ اْلْمَجِيدِ}، و{اْقْتَرَبَتِ اْلسَّاعَةُ وَاْنشَقَّ اْلْقَمَرُ}». أخرجه ابن حبان (2820).

1. المقدمة (١-٥).

2. إنذارٌ ووعيد (٦-٨).

3. عاقبة قوم نوحٍ (٩-١٧).

4. عاقبة عادٍ (١٨-٢٢).

5. عاقبة ثمودَ (٢٣-٣٢).

7. عاقبة قوم لوطٍ (٣٣-٤٠).

8. عاقبة المكذِّبين من آلِ فرعون (٤١-٤٢).

9. تعقيبٌ وختام (٤٣-٥٥).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /515).

مقصدُ السورة بيانُ أمر الساعة، وتحقُّق وقوعها، وشدة قُرْبه، وإثباتُ الجزاء للمؤمنين بالجنان، وللكافرين بالنِّيران والخسران، ويشير ابن عاشور إلى مقصدها بقوله: «تسجيل مكابَرة المشركين في الآيات البيِّنة.

وأمرُ النبي صلى الله عليه وسلم بالإعراض عن مكابَرتهم.

وإنذارُهم باقتراب القيامة، وبما يَلقَونه حين البعث من الشدائد.

وتذكيرهم بما لَقِيَتْه الأُمَمُ أمثالهم من عذاب الدنيا لتكذيبهم رُسُلَ الله، وأنهم سيَلقَون مثلما لَقِيَ أولئك؛ إذ ليسوا خيرًا من كفار الأمم الماضية.

وإنذارهم بقتالٍ يُهزَمون فيه، ثم لهم عذابُ الآخرة، وهو أشد.

وإعلامهم بإحاطة الله علمًا بأفعالهم، وأنه مُجازيهم شرَّ الجزاء، ومُجازٍ المتقين خيرَ الجزاء.

وإثبات البعث، ووصف بعض أحواله.

وفي خلال ذلك، تكريرُ التنويه بهَدْيِ القرآن وحِكْمته». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (27 /166).

وينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /40).