تفسير سورة الأعلى

الموسوعة القرآنية

تفسير سورة سورة الأعلى من كتاب الموسوعة القرآنية المعروف بـالموسوعة القرآنية.
لمؤلفه إبراهيم الإبياري . المتوفي سنة 1414 هـ

٨٧ سورة الأعلى

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[سورة الأعلى (٨٧) : الآيات ١ الى ٧]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (٢) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى (٣) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى (٤)
فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى (٥) سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى (٦) إِلاَّ ما شاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَما يَخْفى (٧)
١- سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى:
نزه اسم ربك الأعظم عما لا يليق به.
٢- الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى:
الَّذِي خَلَقَ كل شىء.
فَسَوَّى فجعله مستوى الخلق.
٣- وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى:
وَالَّذِي قَدَّرَ لكل شىء ما يصلحه.
فَهَدى فهداه إليه.
٤- وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى:
أي الذي أخرج من الأرض ما ترعاه الدواب من صنوف النبات.
٥- فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى:
فَجَعَلَهُ فصيره بعد الخضرة.
غُثاءً يابسا.
أَحْوى مسودا.
٦- سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى:
سَنُقْرِئُكَ أي سنجعلك يا محمد صلّى الله عليه وسلم قارئا بإلهام منا.
فَلا تَنْسى ما تحفظ.
٧- إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَما يَخْفى:
إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ أن تنساه.
إِنَّهُ تعالى.
يَعْلَمُ الْجَهْرَ ما يجهر به عباده.
وَما يَخْفى وما يخفونه من الأقوال والأفعال.
[سورة الأعلى (٨٧) : الآيات ٨ الى ٩]
وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرى (٨) فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى (٩)
٨- وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرى:
وَنُيَسِّرُكَ ونوفقك.
لِلْيُسْرى للطريقة البالغة اليسر فى كل أحوالك.
٩- فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى:
فَذَكِّرْ الناس.
إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى فشأنها أن تنفع.
[سورة الأعلى (٨٧) : الآيات ١٠ الى ١٤]
سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى (١٠) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (١١) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى (١٢) ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى (١٣) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (١٤)
١٠- سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى:
سَيَذَّكَّرُ سينتفع بتذكيرك.
مَنْ يَخْشى من يخاف الله.
١١- يَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى
يَتَجَنَّبُهَا
ويتجنب الذكرى.
َشْقَى
المصر على العناد والكفر.
١٢- الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى:
الَّذِي يَصْلَى الذي يدخل.
النَّارَ الْكُبْرى المعدة للجزاء.
١٣- ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى:
ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها فيستريح بالموت.
وَلا يَحْيى حياة يهنأ بها.
١٤- قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى:
قَدْ أَفْلَحَ قد فاز.
مَنْ تَزَكَّى من تطهر من الكفر والمعاصي.
[سورة الأعلى (٨٧) : الآيات ١٥ الى ١٩]
وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (١٥) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا (١٦) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى (١٧) إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى (١٨) صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى (١٩)
١٥- وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى:
وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ بقلبه ولسانه.
فَصَلَّى خاشعا ممتثلا.
١٦- بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا:
بَلْ تُؤْثِرُونَ بل تفضلون.
الْحَياةَ الدُّنْيا على الآخرة.
١٧- وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى:
خَيْرٌ من الدنيا بصفاء نعيمها.
وَأَبْقى بدوام هذا النعيم.
١٨- إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى:
إِنَّ هذا المذكور فى هذه السورة.
لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى الثابت فى الصحف الأولى.
١٩- صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى:
فهو مما توافقت فيه الأديان وسجلته الكتب السماوية.
سورة الأعلى
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الأعلى) من السُّوَر المكية، وقد افتُتحت بتنزيه الله عز وجل عن كلِّ نقص، وإثباتِ العلوِّ المطلق له سبحانه، وجاءت على أمثلةٍ من قدرة الله عز وجل في هذا الكون؛ طلبًا من المؤمن أن يُزكِّيَ نفسَه، ويلجأَ إلى خالق هذا الكونِ وحده، و(الأعلى) هو أحدُ أسماءِ الله الحسنى، وقد حرَصَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على قراءتِها في غير موضع؛ كالجمعة، والعيدَينِ، والوتر.

ترتيبها المصحفي
87
نوعها
مكية
ألفاظها
72
ترتيب نزولها
8
العد المدني الأول
19
العد المدني الأخير
19
العد البصري
19
العد الكوفي
19
العد الشامي
19

* سورة (الأعلى):

سُمِّيت سورة (الأعلى) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى} [الأعلى: 1].

* وتُسمَّى كذلك بسورة {سَبِّحْ}؛ لافتتاحها بهذا اللفظ.

* أمَر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يُجعَل لفظُ أولِ آيةٍ من سورة (الأعلى) في السجود:

عن عُقْبةَ بن عامرٍ رضي الله عنه، قال: «لمَّا نزَلتْ: {فَسَبِّحْ بِاْسْمِ رَبِّكَ اْلْعَظِيمِ} [الواقعة: 96]، قال رسولُ اللهِ ﷺ: «اجعَلوها في ركوعِكم»، فلمَّا نزَلتْ: {سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى} [الأعلى: 1]، قال: «اجعَلوها في سجودِكم»». أخرجه ابن حبان (١٨٩٨).

 حرَصَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على قراءةِ سورة (الأعلى) في كثيرٍ من المواطن؛ من ذلك:

* في صلاة العِيدَينِ: عن سَمُرةَ بن جُنْدُبٍ رضي الله عنه، قال: «كان رسولُ اللهِ ﷺ يَقرأُ في العِيدَينِ بـ {سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى}، و{هَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ اْلْغَٰشِيَةِ}». أخرجه أحمد (٢٠١٦١).

* في صلاة الظُّهْرِ: عن جابرِ بن سَمُرةَ رضي الله عنه: «أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يَقرأُ في الظُّهْرِ بـ {سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى} ونحوِها، وفي الصُّبْحِ بأطوَلَ مِن ذلك». أخرجه مسلم (٤٦٠).

* في صلاة الوتر: عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «كان رسولُ اللهِ ﷺ يُوتِرُ بثلاثٍ، يَقرأُ فيهنَّ في الأولى: بـ{سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى}، وفي الثانيةِ: بـ{قُلْ يَٰٓأَيُّهَا اْلْكَٰفِرُونَ}، وفي الثالثةِ: بـ{قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ}». أخرجه النسائي (١٧٠١).

* في صلاة الجمعة: عن سَمُرةَ بن جُنْدُبٍ رضي الله عنه: «أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ كان يَقرأُ في صلاةِ الجمعة بـ{سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى}، و{هَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ اْلْغَٰشِيَةِ}». أخرجه أبو داود (١١٢٥).

1. تسبيح وتعظيم (١-٥).

2. تكليف وامتنان (٦-١٣).

3. الحديث عن أهل التذكُّر (١٤-١٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /110).

يقول ابنُ عاشور عن مقاصدها: «اشتملت على تنزيهِ الله تعالى، والإشارة إلى وَحْدانيته؛ لانفراده بخَلْقِ الإنسان، وخلق ما في الأرض مما فيه بقاؤه.
وعلى تأييد النبي صلى الله عليه وسلم، وتثبيته على تَلقِّي الوحي.
وأنَّ اللهَ مُعطِيه شريعةً سَمْحة، وكتابًا يَتذكَّر به أهلُ النفوس الزكيَّة الذين يَخشَون ربهم، ويُعرِض عنهم أهلُ الشقاوة الذين يؤثِرون الحياة الدنيا، ولا يعبؤون بالحياة الأبدية.
وأن ما أوحيَ إليه يُصدِّقه ما في كتب الرسل من قبله؛ وذلك كلُّه تهوين لِما يَلقَاه من إعراض المشركين». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /272).