تفسير سورة الغاشية

تفسير غريب القرآن للكواري

تفسير سورة سورة الغاشية من كتاب تفسير غريب القرآن - الكواري المعروف بـتفسير غريب القرآن للكواري.
لمؤلفه كَامِلَة بنت محمد الكَوارِي .

﴿الْغَاشِيَةِ﴾ أي الْقِيَامَةُ، وَسُمِّيَتِ الغاشيةَ؛ لأنها تَغْشَى الناسَ بِأَهْوَالِهَا وَأَفْزَاعِهَا.
﴿عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ﴾ تَعِبَةٌ في العَذَابِ، تُجرُّ عَلَى وُجُوهِهَا وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ، وقيل: تعملُ في الدنيا عَمَلًا كَثِيرًا وَتَنْصَبُ فيه، ولكن لما عُدِمَ شرطُ العملِ وهو الإيمانُ صَارَ يَوْمَ القيامةِ هَبَاءً مَنْثُورًا.
﴿نَارًا حَامِيَةً﴾ تَدْخُلُ نَارًا شَدِيدَةَ الحَرِّ، لا حَرَّ يَعْدِلُ حَرَّهَا.
﴿تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ﴾ شَدِيدَةِ الحرارةِ قد تَنَاهَى حَرُّهَا.
﴿ضَرِيعٍ﴾ أي: أخبثُ طَعَامٍ وَأَنْتَنُهُ.
﴿لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ﴾ لا يُسْمِنُ آكِلَهُ وَلَا يَنْفَعُهُ لرفعِ الجوعِ عنه، أي: إِنَّ مَنْفَعَتَيِ الغذاءِ عنه مُنْتَفِيَتَانِ وهما إماطةُ الجوع، وإفادةُ السِّمَنِ في البَدَنِ.
﴿نَاعِمَةٌ﴾ أي: حَسَنَةٌ نَضِرَةٌ.
﴿لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ﴾ أي: لِعَمَلِهَا الصَّالِحَاتِ في الدنيا، وراضيةٌ في الآخِرَةِ لما رَأَتْ مِنْ ثَوَابِهَا.
﴿فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ﴾ مُرْتَفِعَةِ المكانِ والمكانةِ.
﴿لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً﴾ كَلَامًا سَاقِطًا غَيْرَ مُرْضٍ.
واللَّغْوُ واللَّاغِيَةُ بمعنًى واحدٍ وهو الكلامُ الساقطُ الَّذِي لا يُعْتَدُّ به.
﴿عَيْنٌ جَارِيَةٌ﴾ عَلَى وَجْهِ الأرضِ في غَيْرِ أُخْدُودٍ.
﴿سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ﴾ السُّرُرُ: جمع سَرِيرٍ مَرْفُوعٌ مكانًا وَقَدْرًا ومحلًّا، وارتفاعُها يُوحِي بِعَظَمَتِهَا وَطَهَارَتِهَا وتكريمِ أَهْلِهَا.
﴿وَأَكْوَابٌ﴾ أقداحٌ لا عُرى لها.
﴿مَوْضُوعَةٌ﴾ عَلَى حَافَّةِ العَيْنِ للشُّرْبِ من أنواعِ الأشربةِ اللذيذةِ.
﴿نَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ﴾ أي: وَمَسَانِدُ (جَمْعُ نُمْرُقَةٍ) مَصْفُوفَةٌ الواحدةُ إلى جَنْبِ الأُخْرَى لِلِاسْتِنَادِ إليها.
﴿وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ﴾ الزَّرَابِيُّ أَعْلَى أنواعِ الفُرُشِ، وَمَبْثُوثَةٌ: مَنْشُورَةٌ في كُلِّ مَكَانٍ.
﴿لسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ﴾ بِمُسَلَّطٍ فَتُكْرِهُهُمْ عَلَى الإيمانِ.
﴿الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ﴾ وهو أن يُدْخِلَهُ النارَ فَيُعَذِّبَهُ فيها عَذَابًا كَبِيرًا لا يَعْلَمُ قَدْرَهُ إلا اللهُ تعالى.
24
سُورة الْفَجْر
سورة الغاشية
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الغاشية) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الذَّاريَات)، وقد افتُتحت بأسلوبِ استفهام لتهويل وصفِ يوم القيامة، وما يجري به من أحداثٍ؛ دلالةً على قدرة الله وعظمتِه، وعِبْرةً لمن خرج عن طريق الهداية حتى يعُودَ إليه، وقد حرَص رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على قراءتها في غير موضع؛ كالجمعة، والعِيدَينِ، والظُّهْرِ.

ترتيبها المصحفي
88
نوعها
مكية
ألفاظها
92
ترتيب نزولها
68
العد المدني الأول
26
العد المدني الأخير
26
العد البصري
26
العد الكوفي
26
العد الشامي
26

* سورة (الغاشية):

سُمِّيت سورة (الغاشية) بهذا الاسمِ؛ لذِكْرِ (الغاشية) في افتتاحها؛ وهي: اسمٌ من أسماءِ يوم القيامة.

* وتُسمَّى كذلك بـ {هَلْ أَتَىٰكَ} أو {هَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ اْلْغَٰشِيَةِ}؛ لافتتاحها بهذا اللفظ.

 حرَصَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على قراءة سورة (الغاشية) في كثيرٍ من المواطن؛ من ذلك:

* في صلاة العِيدَينِ: عن سَمُرةَ بن جُنْدُبٍ رضي الله عنه، قال: «كان رسولُ اللهِ ﷺ يَقرأُ في العِيدَينِ بـ{سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى}، و{هَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ اْلْغَٰشِيَةِ}». أخرجه أحمد (٢٠١٦١).

* في صلاة الظُّهر: عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه: «أنَّهم كانوا يَسمَعون مِن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في الظُّهْرِ النَّغْمةَ بـ{سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى}، و{هَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ اْلْغَٰشِيَةِ}». أخرجه ابن حبان (١٨٢٤).

* في صلاة الجمعة: عن سَمُرةَ بن جُنْدُبٍ رضي الله عنه: «أنَّ النبيَّ ﷺ كان يَقرأُ في الجمعةِ بـ{سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى}، و{هَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ اْلْغَٰشِيَةِ}». أخرجه أبو داود (١١٢٥).

1. ثواب وعقاب (١-١٦).

2. آيات القدرة على البعث (١٧-٢٠).

3. وظيفة النبي الداعية (٢١-٢٦).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /116).

الدلالة على هولِ يوم القيامةِ، وما يَتبَعُه من أحداث؛ لحَثِّ الناس على اتباع طريق الحق، والإيمانِ بالله صاحبِ القدرة المطلقة، والخَلْقِ البديع الذي مَن تأمَّله عرَفَ خالقَه.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /294).