تفسير سورة الغاشية

الوجيز للواحدي

تفسير سورة سورة الغاشية من كتاب الوجيز في تفسير الكتاب العزيز المعروف بـالوجيز للواحدي.
لمؤلفه الواحدي . المتوفي سنة 468 هـ
مكية وهي عشرون وست آيات

﴿هل أتاك حديث الغاشية﴾ يعني: القيامة لأنَّها تغشى الخلق ومعنى: ﴿هل أتاك﴾ أَيْ: إنَّ هذا لم يكن من علمك ولا من علم قومك
﴿وجوه يومئذٍ خاشعة﴾ ذليلةٌ
﴿عاملة﴾ في النار تعالج حرَّها وعذابها ﴿ناصبة﴾ ذات نصبٍ وتعبٍ
﴿تصلى ناراً﴾ تقاسي حرَّها ﴿حامية﴾ حارَّةً
﴿تسقى من عين آنية﴾ متناهيةٍ في الحرارة
﴿ليس لهم﴾ في جهنم ﴿طعام إلاَّ من ضريع﴾ وهو يبيس الشِّبْرِقِ وهو نوعٌ من الشَّوك لا تقربه دابَّةٌ ولا ترعاه وصفته ما ذكر الله: ﴿لا يسمن ولا يغني من جوع﴾
﴿لا يسمن ولا يغني من جوع﴾
﴿وجوهٌ يومئذٍ ناعمة﴾ حسنةٌ
﴿لسعيها﴾ في الدُّنيا ﴿راضية﴾ حين أًعطيت الجنَّة بعملها
﴿في جنة عالية﴾
﴿لا تسمع فيها لاغية﴾ لغواً ولا باطلا قوله:
﴿فيها عين جارية﴾
﴿فيها سرر مرفوعة﴾
﴿وأكواب موضوعة﴾
﴿ونمارق مصفوفة﴾ أَيْ: وسائد بعضها بجنب بعضٍ
﴿وزرابيُّ﴾ وهي البسط والطَّنافس ﴿مبثوثة﴾ مفرَّقة في المجالس ثمَّ نبَّههم على عظيمٍ من خلقه قد ذلَّله لصغير ليدلَّهم بذلك على توحيده فقال:
﴿أفلا ينظرون إلى الإِبل كيف خلقت﴾ وقوله:
﴿وإلى السماء كيف رفعت﴾
﴿وإلى الجبال كيف نصبت﴾
﴿سطحت﴾ أَيْ: بُسطت
﴿فذكِّر إنما أنت مذكِّر﴾ ذكِّرهم نعم الله ودلائل توحيده فإنَّك مبعوثٌ بذلك
﴿لست عليهم بمصيطر﴾ بمسلِّط تُكرههم على الإِيمان وهذا قبل أن أمر بالحرب
﴿إلاَّ من تولى﴾ لكنْ من تولَّى عن الإيمان ﴿وكفر﴾
﴿فيعذِّبه الله العذاب الأكبر﴾ عذاب جهنم
﴿إنَّ إلينا إيابهم﴾ رجوعهم
﴿ثمَّ إنَّ علينا حسابهم﴾
سورة الغاشية
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الغاشية) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الذَّاريَات)، وقد افتُتحت بأسلوبِ استفهام لتهويل وصفِ يوم القيامة، وما يجري به من أحداثٍ؛ دلالةً على قدرة الله وعظمتِه، وعِبْرةً لمن خرج عن طريق الهداية حتى يعُودَ إليه، وقد حرَص رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على قراءتها في غير موضع؛ كالجمعة، والعِيدَينِ، والظُّهْرِ.

ترتيبها المصحفي
88
نوعها
مكية
ألفاظها
92
ترتيب نزولها
68
العد المدني الأول
26
العد المدني الأخير
26
العد البصري
26
العد الكوفي
26
العد الشامي
26

* سورة (الغاشية):

سُمِّيت سورة (الغاشية) بهذا الاسمِ؛ لذِكْرِ (الغاشية) في افتتاحها؛ وهي: اسمٌ من أسماءِ يوم القيامة.

* وتُسمَّى كذلك بـ {هَلْ أَتَىٰكَ} أو {هَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ اْلْغَٰشِيَةِ}؛ لافتتاحها بهذا اللفظ.

 حرَصَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على قراءة سورة (الغاشية) في كثيرٍ من المواطن؛ من ذلك:

* في صلاة العِيدَينِ: عن سَمُرةَ بن جُنْدُبٍ رضي الله عنه، قال: «كان رسولُ اللهِ ﷺ يَقرأُ في العِيدَينِ بـ{سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى}، و{هَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ اْلْغَٰشِيَةِ}». أخرجه أحمد (٢٠١٦١).

* في صلاة الظُّهر: عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه: «أنَّهم كانوا يَسمَعون مِن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في الظُّهْرِ النَّغْمةَ بـ{سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى}، و{هَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ اْلْغَٰشِيَةِ}». أخرجه ابن حبان (١٨٢٤).

* في صلاة الجمعة: عن سَمُرةَ بن جُنْدُبٍ رضي الله عنه: «أنَّ النبيَّ ﷺ كان يَقرأُ في الجمعةِ بـ{سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى}، و{هَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ اْلْغَٰشِيَةِ}». أخرجه أبو داود (١١٢٥).

1. ثواب وعقاب (١-١٦).

2. آيات القدرة على البعث (١٧-٢٠).

3. وظيفة النبي الداعية (٢١-٢٦).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /116).

الدلالة على هولِ يوم القيامةِ، وما يَتبَعُه من أحداث؛ لحَثِّ الناس على اتباع طريق الحق، والإيمانِ بالله صاحبِ القدرة المطلقة، والخَلْقِ البديع الذي مَن تأمَّله عرَفَ خالقَه.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /294).