تفسير سورة الغاشية

الموسوعة القرآنية

تفسير سورة سورة الغاشية من كتاب الموسوعة القرآنية المعروف بـالموسوعة القرآنية.
لمؤلفه إبراهيم الإبياري . المتوفي سنة 1414 هـ

٨٨ سورة الغاشية

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[سورة الغاشية (٨٨) : الآيات ١ الى ٧]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ (١) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ (٢) عامِلَةٌ ناصِبَةٌ (٣) تَصْلى ناراً حامِيَةً (٤)
تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (٥) لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلاَّ مِنْ ضَرِيعٍ (٦) لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (٧)
١- هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ:
هَلْ أَتاكَ يا محمد صلّى الله عليه وسلم.
حَدِيثُ الْغاشِيَةِ حديث القيامة التي تغشى الناس بأهوالها.
٢- وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ:
يَوْمَئِذٍ يوم القيامة.
خاشِعَةٌ ذليلة.
٣- عامِلَةٌ ناصِبَةٌ:
أي دائبة العمل فيما يتعبها ويشقيها فى النار.
٤- تَصْلى ناراً حامِيَةً:
تَصْلى تدخل.
ناراً حامِيَةً شديدة الحرارة.
٥- تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ:
آنِيَةٍ تناهى حرها.
٦- لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ:
ضَرِيعٍ نوع من أخبث الأطعمة وأشنعها لا تقربه دابة ولا بهيمة ولا ترعاه.
٧- لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ:
لا يُسْمِنُ لا يؤثر سمنا.
وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ ولا يدفع شيئا من جوع.

[سورة الغاشية (٨٨) : الآيات ٨ الى ٩]

وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ (٨) لِسَعْيِها راضِيَةٌ (٩)
٨- وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ:
يَوْمَئِذٍ يوم القيامة.
ناعِمَةٌ ذات نضارة.
٩- لِسَعْيِها راضِيَةٌ:
لِسَعْيِها لعملها الذي عملته فى الدنيا.
راضِيَةٌ فى الآخرة حين أعطيت الجنة بعملها.
[سورة الغاشية (٨٨) : الآيات ١٠ الى ١٧]
فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ (١٠) لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً (١١) فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ (١٢) فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (١٣) وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ (١٤)
وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ (١٥) وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (١٦) أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (١٧)
١٠- فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ:
عالِيَةٍ قدرا ومكانة.
١١- لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً:
لاغِيَةً كلمة ذات لغو.
١٢- فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ:
جارِيَةٌ الماء لا ينقطع.
١٣- فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ:
مَرْفُوعَةٌ قدرا ومكانة.
١٤- وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ:
مَوْضُوعَةٌ حاضرة بين أيديهم.
١٥- وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ:
وَنَمارِقُ ووسائد.
مَصْفُوفَةٌ صف بعضها إلى جانب بعض.
١٦- وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ:
وَزَرابِيُّ وبسط.
مَبْثُوثَةٌ متفرقة.
١٧- أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ:
كَيْفَ خُلِقَتْ أي كيف أوتيت هذا الصبر والاحتمال على السير فى الصحراء.
[سورة الغاشية (٨٨) : الآيات ١٨ الى ٢٦]
وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (١٨) وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (١٩) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (٢٠) فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ (٢١) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (٢٢)
إِلاَّ مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (٢٣) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ (٢٤) إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ (٢٥) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ (٢٦)
١٨- وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ:
كَيْفَ رُفِعَتْ بغير عمد.
١٩- وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ:
كَيْفَ نُصِبَتْ كيف قامت شامخة.
٢٠- وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ:
كَيْفَ سُطِحَتْ كيف بسطت ومهدت.
٢١- فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ:
فَذَكِّرْ بدعوتك.
إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ إن مهمتك التبليغ.
٢٢- لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ:
بِمُصَيْطِرٍ بمتسلط.
٢٣- إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ:
إِلَّا مَنْ تَوَلَّى لكن من أعرض منهم.
وَكَفَرَ وجحد بما جئتهم به.
٢٤- فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ:
الْأَكْبَرَ الذي لا عذاب فوقه.
٢٥- إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ:
إِيابَهُمْ رجوعهم بالموت والبعث.
٢٦- ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ:
ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا وحدنا.
حِسابَهُمْ جزاءهم.
سورة الغاشية
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الغاشية) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الذَّاريَات)، وقد افتُتحت بأسلوبِ استفهام لتهويل وصفِ يوم القيامة، وما يجري به من أحداثٍ؛ دلالةً على قدرة الله وعظمتِه، وعِبْرةً لمن خرج عن طريق الهداية حتى يعُودَ إليه، وقد حرَص رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على قراءتها في غير موضع؛ كالجمعة، والعِيدَينِ، والظُّهْرِ.

ترتيبها المصحفي
88
نوعها
مكية
ألفاظها
92
ترتيب نزولها
68
العد المدني الأول
26
العد المدني الأخير
26
العد البصري
26
العد الكوفي
26
العد الشامي
26

* سورة (الغاشية):

سُمِّيت سورة (الغاشية) بهذا الاسمِ؛ لذِكْرِ (الغاشية) في افتتاحها؛ وهي: اسمٌ من أسماءِ يوم القيامة.

* وتُسمَّى كذلك بـ {هَلْ أَتَىٰكَ} أو {هَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ اْلْغَٰشِيَةِ}؛ لافتتاحها بهذا اللفظ.

 حرَصَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على قراءة سورة (الغاشية) في كثيرٍ من المواطن؛ من ذلك:

* في صلاة العِيدَينِ: عن سَمُرةَ بن جُنْدُبٍ رضي الله عنه، قال: «كان رسولُ اللهِ ﷺ يَقرأُ في العِيدَينِ بـ{سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى}، و{هَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ اْلْغَٰشِيَةِ}». أخرجه أحمد (٢٠١٦١).

* في صلاة الظُّهر: عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه: «أنَّهم كانوا يَسمَعون مِن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في الظُّهْرِ النَّغْمةَ بـ{سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى}، و{هَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ اْلْغَٰشِيَةِ}». أخرجه ابن حبان (١٨٢٤).

* في صلاة الجمعة: عن سَمُرةَ بن جُنْدُبٍ رضي الله عنه: «أنَّ النبيَّ ﷺ كان يَقرأُ في الجمعةِ بـ{سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى}، و{هَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ اْلْغَٰشِيَةِ}». أخرجه أبو داود (١١٢٥).

1. ثواب وعقاب (١-١٦).

2. آيات القدرة على البعث (١٧-٢٠).

3. وظيفة النبي الداعية (٢١-٢٦).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /116).

الدلالة على هولِ يوم القيامةِ، وما يَتبَعُه من أحداث؛ لحَثِّ الناس على اتباع طريق الحق، والإيمانِ بالله صاحبِ القدرة المطلقة، والخَلْقِ البديع الذي مَن تأمَّله عرَفَ خالقَه.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /294).