تفسير سورة الغاشية

معاني القرآن

تفسير سورة سورة الغاشية من كتاب معاني القرآن
لمؤلفه الفراء . المتوفي سنة 207 هـ

[ تَصْلَى، وتُصْلَى ] قرءَاتان.
وقوله عز وجل :﴿ لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ ﴾.
وهو نبت يقال له : الشِّبْرِق، وأهل الحجاز يسمونه الضريع إذا يبس، وهو سم.
وقوله عز وجل :﴿ لاَّ يُسْمَعُ فِيها لاَغِيَةً ﴾ :
حالفة على كذب، وقرأ عاصم والأعمش وبعض القراء :«لا تُسْمَعُ » بالتاء، وقرأ بعض أهل المدينة :«لا يُسمع فيها لاغيةٌ » : ولو قرئت :«لا تُسمع فيها لاغيةٌ » وكأنه للقراءة موافق ؛ لأن رءوس الآيات أكثرها بالرفع.
وقوله عز وجل :﴿ فِيها سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ ﴾.
يقال : مرفوعة مرتفعة : رفعت لهم، أشرفت، ويقال مخبوءة رفعت لهم.
وقوله عز وجل :﴿ وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ ﴾.
بعضها إلى جنب بعض، وهي الوسائد واحدها : نُمْرُقة. قال : وسمعت بعض كلب يقول : نِمْرِقة بِكسر النون والراء.
وقوله عز وجل :﴿ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ﴾.
هي : الطنافس التي لها خَمْل رقيق ( مَبْثُوثَةٌ ) : كثيرة.
وقوله عز وجل :﴿ أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الإِبْلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ﴾.
عجّبهم من حمل الإبل أنها تحمل وِقرها باركة ثم تنهض به، وليس شيء من الدواب يطيق ذلك إلاّ البعير.
وقوله عز وجل :﴿ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ ﴾.
بمسلِّط، والكتاب ( بمصيطر )، و( المصيطرون ) : بالصاد والقراءة بالسين، ولو قرئت بالصاد كان مع الكتاب وكان صوابا.
وقوله عز وجل :﴿ إِلاَّ مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ ﴾.
تكون مستثنيا من الكلام الذي كان التذكير يقع عليه وإن لم يُذكَر، كما تقول في الكلام : اذهب فعِظ وذكِّر، وعُمّ إلاّ من لا تطمع فيه، ويكون أن تجعل :﴿ مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ ﴾ منقطعا عما قبله. كما تقول في الكلام : قعدنا نتحدث ونتذاكر الخير إلاّ أن كثيرا من الناس لا يرغب، فهذا المنقطع.
وتعرف المنقطع من الاستثناء بِحُسْن إن في المستثنى ؛ فإذا كان الاستثناء محضا متصلا لم يحسن فيه إن. ألا ترى أنك تقول : عندي مائةٌ إلاّ درهما، فلا تدخل إن ها هنا فهذا كاف من ذكر غيره.
وقد يقول بعض القراء وأهل العلم : إن ( إلا ) بمنزلة لكن، وذلك منهم تفسير للمعنى، فأما أن تصلح ( إلاّ ) مكان لكن فلا ؛ ألا ترى أنك تقول : ما قام عبد الله ولكن زيد فَتُظْهِرُ الواوَ، وتحذفها. ولا تقول : ما قام عبد الله إلا زيد، إلاّ أن تنويَ : ما قام إلا زيد لتكرير أَوَّل الكلام.
سئل الفراء [ ١٣٦/ا ] عن ﴿ إِيَابَهُمْ ﴾ فقال : لا يجوز على جهة من الجهات.
سورة الغاشية
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الغاشية) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الذَّاريَات)، وقد افتُتحت بأسلوبِ استفهام لتهويل وصفِ يوم القيامة، وما يجري به من أحداثٍ؛ دلالةً على قدرة الله وعظمتِه، وعِبْرةً لمن خرج عن طريق الهداية حتى يعُودَ إليه، وقد حرَص رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على قراءتها في غير موضع؛ كالجمعة، والعِيدَينِ، والظُّهْرِ.

ترتيبها المصحفي
88
نوعها
مكية
ألفاظها
92
ترتيب نزولها
68
العد المدني الأول
26
العد المدني الأخير
26
العد البصري
26
العد الكوفي
26
العد الشامي
26

* سورة (الغاشية):

سُمِّيت سورة (الغاشية) بهذا الاسمِ؛ لذِكْرِ (الغاشية) في افتتاحها؛ وهي: اسمٌ من أسماءِ يوم القيامة.

* وتُسمَّى كذلك بـ {هَلْ أَتَىٰكَ} أو {هَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ اْلْغَٰشِيَةِ}؛ لافتتاحها بهذا اللفظ.

 حرَصَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على قراءة سورة (الغاشية) في كثيرٍ من المواطن؛ من ذلك:

* في صلاة العِيدَينِ: عن سَمُرةَ بن جُنْدُبٍ رضي الله عنه، قال: «كان رسولُ اللهِ ﷺ يَقرأُ في العِيدَينِ بـ{سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى}، و{هَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ اْلْغَٰشِيَةِ}». أخرجه أحمد (٢٠١٦١).

* في صلاة الظُّهر: عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه: «أنَّهم كانوا يَسمَعون مِن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في الظُّهْرِ النَّغْمةَ بـ{سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى}، و{هَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ اْلْغَٰشِيَةِ}». أخرجه ابن حبان (١٨٢٤).

* في صلاة الجمعة: عن سَمُرةَ بن جُنْدُبٍ رضي الله عنه: «أنَّ النبيَّ ﷺ كان يَقرأُ في الجمعةِ بـ{سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى}، و{هَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ اْلْغَٰشِيَةِ}». أخرجه أبو داود (١١٢٥).

1. ثواب وعقاب (١-١٦).

2. آيات القدرة على البعث (١٧-٢٠).

3. وظيفة النبي الداعية (٢١-٢٦).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /116).

الدلالة على هولِ يوم القيامةِ، وما يَتبَعُه من أحداث؛ لحَثِّ الناس على اتباع طريق الحق، والإيمانِ بالله صاحبِ القدرة المطلقة، والخَلْقِ البديع الذي مَن تأمَّله عرَفَ خالقَه.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /294).