تفسير سورة الهمزة

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

تفسير سورة سورة الهمزة من كتاب الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم
لمؤلفه الكَازَرُوني . المتوفي سنة 923 هـ

لمَّا قال:﴿ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَفِى خُسْرٍ ﴾[العصر: ٢]، ذكر بعض الخَاسِريْن ومآلَهُم فقال: ﴿ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * ويْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ ﴾: معتاد بكسر أعراض الناس حضورا أو نقَّاب ﴿ لُّمَزَةٍ ﴾: معتاد بالطعن فيهم غيبة، وقيل: بعكسه، وقرئ بسكون ميميهما بمعنى المسخرة الذي يأتي بالأضاحيك ﴿ ٱلَّذِى جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ ﴾: جعله عدة للحوادث أو أحصاء مرات لمحبته ﴿ يَحْسَبُ ﴾: لغروره ﴿ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ ﴾: بتركه في الدنيا خالدا بعني يعمل أعمال من ظن إخلاده كأغنياء هذا الزمان ﴿ كَلاَّ ﴾: ردع له عن حسبانه والله ﴿ لَيُنبَذَنَّ ﴾: ليطرحن ﴿ فِي ﴾: النار ﴿ ٱلْحُطَمَةِ ﴾: التي تحطم وتكسر ﴿ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْحُطَمَةُ * نَارُ ٱللَّهِ ٱلْمُوقَدَةُ ﴾: لا يقدر غيره على إطفائها ﴿ ٱلَّتِي تَطَّلِعُ ﴾: تعلو ﴿ عَلَى ٱلأَفْئِدَةِ ﴾: فتحرقها لأنها محل العقائد الباطلة ﴿ إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ ﴾: مطبقة بإطباق النار مشدودة بمسامير من النار موثوقين ﴿ فِي عَمَدٍ ﴾: من الحديد: ﴿ مُّمَدَّدَةِ ﴾: مطولة - واللهُ أعْلمُ.
سورة الهمزة
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الهُمَزة) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (القيامة)، وقد افتُتحت بإثبات الوَيْلِ لكلِّ مَن يطعن في المؤمنين ويَلمِزهم، والمقصودُ ابتداءً من هذا الخطابِ مشركو قُرَيش عندما كانوا يَعِيبون المسلمين؛ ليتركوا الإسلامَ، ويعُودُوا إلى الشِّرك.

ترتيبها المصحفي
104
نوعها
مكية
ألفاظها
33
ترتيب نزولها
32
العد المدني الأول
9
العد المدني الأخير
9
العد البصري
9
العد الكوفي
9
العد الشامي
9

* سورةُ (الهُمَزة):

سُمِّيت سورةُ (الهُمَزة) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {وَيْلٞ لِّكُلِّ هُمَزَةٖ لُّمَزَةٍ} [الهمزة: 1]، و(الهُمَزة): هو الذي يغتاب الناسَ، ويطعن فيهم.

 جزاء الطعَّان والعيَّاب للناس (١-٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /342).

تحذيرُ المشركين من الطعنِ في المؤمنين ولَمْزِهم طمعًا في أن يُلجِئَهم الملَلُ من أصناف الأذى إلى الانصراف عن الإسلام، والرجوع إلى الشرك.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /536).