تفسير سورة الهمزة

فتح الرحمن في تفسير القرآن

تفسير سورة سورة الهمزة من كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن
لمؤلفه تعيلب . المتوفي سنة 2004 هـ
( ١٠٤ ) سورة الهمزة مكية
وآياتها تسع
كلماتها : ٤٩. حروفها : ١٣٣.

﴿ ويل ﴾ عذاب، أو واد في جهنم، أو خزي.
﴿ همزة ﴾ يؤذي الناس بيده.
﴿ لمزة ﴾ يعيب الناس بلسانه.
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ ويل لكل همزة لمزة ( ١ ) الذي جمع مالا وعدده ( ٢ ) يحسب أن ماله أخلده ( ٣ ) ﴾
توعد الله تعالى بعذاب السعير، وسوء المصير الذي أعده جل وعز لكل معتد مغتاب، ﴿ همزة ﴾١ يؤذي الناس ويهمزهم بيده، ﴿ لمزة ﴾ ويعيبهم ويطعنهم ويسبهم بلسانه ؛ ونقل مثل هذا المعنى عن ابن زيد ومجاهد ؛ ﴿ الذي جمع مالا وعدده ﴾ أي اكتنزه وأحصى عدده، ولم ينفقه في سبيل الله، ولم يؤد حق الله فيه، فهذا تتلمظ له النار، كما قال العزيز الجبار :﴿.. إنها لظى. نزاعة للشوى. تدعو من أدبر وتولى. وجمع فأوعى ﴾٢ ؛ وهكذا فكثرة المال تحمل المكثرين على الاختيال والطغيان، والعتو والاستكبار ؛ إلا من عصم الله، وقليل ما هم ؛ يقول المولى سبحانه :﴿ إن الإنسان ليطغى. أن رآه استغنى ﴾٣ ؛ ﴿ يحسب أن ماله أخلده ﴾ هو يفاخر بعدد ماله وكثرته، ويظن أن وفرة هذا العرض ستبقيه حيا لا يموت ؛ أمله مناه الأماني البعيدة ؛ كصاحب الجنتين، إذ آتت كل منهما أكلها ؛ ﴿ ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا ﴾٤.
و﴿ أخلده ﴾ فعل ماض بمعنى المستقبل، أي : يخلده.
﴿ وعدده ﴾ وفاخر بعدده وكثرته.
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ ويل لكل همزة لمزة ( ١ ) الذي جمع مالا وعدده ( ٢ ) يحسب أن ماله أخلده ( ٣ ) ﴾
توعد الله تعالى بعذاب السعير، وسوء المصير الذي أعده جل وعز لكل معتد مغتاب، ﴿ همزة ﴾١ يؤذي الناس ويهمزهم بيده، ﴿ لمزة ﴾ ويعيبهم ويطعنهم ويسبهم بلسانه ؛ ونقل مثل هذا المعنى عن ابن زيد ومجاهد ؛ ﴿ الذي جمع مالا وعدده ﴾ أي اكتنزه وأحصى عدده، ولم ينفقه في سبيل الله، ولم يؤد حق الله فيه، فهذا تتلمظ له النار، كما قال العزيز الجبار :﴿.. إنها لظى. نزاعة للشوى. تدعو من أدبر وتولى. وجمع فأوعى ﴾٢ ؛ وهكذا فكثرة المال تحمل المكثرين على الاختيال والطغيان، والعتو والاستكبار ؛ إلا من عصم الله، وقليل ما هم ؛ يقول المولى سبحانه :﴿ إن الإنسان ليطغى. أن رآه استغنى ﴾٣ ؛ ﴿ يحسب أن ماله أخلده ﴾ هو يفاخر بعدد ماله وكثرته، ويظن أن وفرة هذا العرض ستبقيه حيا لا يموت ؛ أمله مناه الأماني البعيدة ؛ كصاحب الجنتين، إذ آتت كل منهما أكلها ؛ ﴿ ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا ﴾٤.
و﴿ أخلده ﴾ فعل ماض بمعنى المستقبل، أي : يخلده.
﴿ يحسب ﴾ يظن.
﴿ أخلده ﴾ أي : يبقيه حيا لا يموت.
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ ويل لكل همزة لمزة ( ١ ) الذي جمع مالا وعدده ( ٢ ) يحسب أن ماله أخلده ( ٣ ) ﴾
توعد الله تعالى بعذاب السعير، وسوء المصير الذي أعده جل وعز لكل معتد مغتاب، ﴿ همزة ﴾١ يؤذي الناس ويهمزهم بيده، ﴿ لمزة ﴾ ويعيبهم ويطعنهم ويسبهم بلسانه ؛ ونقل مثل هذا المعنى عن ابن زيد ومجاهد ؛ ﴿ الذي جمع مالا وعدده ﴾ أي اكتنزه وأحصى عدده، ولم ينفقه في سبيل الله، ولم يؤد حق الله فيه، فهذا تتلمظ له النار، كما قال العزيز الجبار :﴿.. إنها لظى. نزاعة للشوى. تدعو من أدبر وتولى. وجمع فأوعى ﴾٢ ؛ وهكذا فكثرة المال تحمل المكثرين على الاختيال والطغيان، والعتو والاستكبار ؛ إلا من عصم الله، وقليل ما هم ؛ يقول المولى سبحانه :﴿ إن الإنسان ليطغى. أن رآه استغنى ﴾٣ ؛ ﴿ يحسب أن ماله أخلده ﴾ هو يفاخر بعدد ماله وكثرته، ويظن أن وفرة هذا العرض ستبقيه حيا لا يموت ؛ أمله مناه الأماني البعيدة ؛ كصاحب الجنتين، إذ آتت كل منهما أكلها ؛ ﴿ ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا ﴾٤.
و﴿ أخلده ﴾ فعل ماض بمعنى المستقبل، أي : يخلده.
﴿ كلا ﴾ نفى لما ظنه.
﴿ لينبذن ﴾ ليلقين، ويرمين.
﴿ الحطمة ﴾ جهنم ؛ لأنها تحطم المعذبين فيها.
﴿ كلا لينبذن في الحطمة ( ٤ ) وما أدراك ما الحطمة ( ٥ ) نار الله الموقدة ( ٦ ) التي تطلع على الأفئدة ( ٧ ) إنها عليهم موصدة ( ٨ ) في عمد ممددة ( ٩ ) ﴾.
رد لظن الطغاة المستكبرين، والجبارين المفتونين، الذي يحسبون أن ما أوتوا من مال يسوغ لهم العتو والفخر والاختيال، ويضمن لهم البقاء أحياء دون زوال ؛ وكذبوا ؛ فإن الحي الذي لا يموت يرث سبحانه الأرض ومن عليها ؛ ثم يرد المترف إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا :﴿ في سموم وحميم. وظل من يحموم. لا بارد ولا كريم. إنهم كانوا قبل ذلك مترفين. وكانوا يصرون على الحنث العظيم ﴾١.
﴿ لينبدن في الحطمة ﴾ ليطرحن وليرمين في نار تحطمه وأمثاله وتهشمه.
١ - سورة الواقعة. الآيات: من ٤٢ إلى ٤٦.
﴿ وما أدراك ما الحطمة( ٥ ) ﴾ أي شيء أخبرك ما هي هذه النار المهشمة لمن يلقى فيها ؛ تعظيم لهولها.
﴿ نار الله الموقدة( ٦ ) ﴾ فهي ليست كناركم التي توقدون، ولكن فضلت عليها بتسعة وستين جزءا، فالنار التي يوقدها الناس جزء من سبعين جزءا من نار الآخرة ؛ وأضيفت إلى المولى سبحانه لزرع الهيبة والإشفاق في النفوس، فإنه سبحانه مع سعة رحمته، شديدة غيرته، موجعة عقوبته، مصداقا لوعده الحق :﴿ نبيء عبادي أني أنا الغفور الرحيم. وأن عذابي هو العذاب الأليم ﴾١ ؛ ﴿ فيومئذ لا يعذب عذابه أحد. ولا يوثق وثاقه أحد ﴾٢، أوقد عليها، وتبقى متقدة ملتهبة ﴿ لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش... ﴾٣ ﴿ لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل... ﴾٤. ولقد جاء في الحديث : " إن أهون أهل النار عذابا من توضع الجمرة على قدمه فتغلى منها دماغه "، فكيف بأهل ﴿ ويل ﴾ ومن هم في الدرك الأسفل من النار ؟ نسأل العزيز الغفار أن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة. ﴿ الموقدة ﴾ التي أوقد عليها، وتبقى متقدة ملتهبة.
﴿ تطلع على الأفئدة ﴾ تحرق أجسادهم حتى تنفذ إلى قلوبهم وأفئدتهم.
﴿ التي تطلع على الأفئدة( ٧ ) ﴾ تحرق أجساد أهل العناد والفساد حتى تصل إلى قلوبهم وأفئدتهم، ثم يعيد الواحد القهار إليهم أجسادهم وجلودهم ليذوقوا العذاب ﴿ لا يقضي عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور ﴾١ فذاك يصلى النار الكبرى ﴿ ثم لا يموت فيها ولا يحيا ﴾٢.
١ - سورة فاطر. من الآية ٣٦..
٢ - سورة الأعلى. الآية ١٣..
﴿ مؤصدة ﴾ مغلقة.
﴿ إنها عليهم مؤصدة( ٨ ) ﴾ غلقت عليهم أبواب سقر، فلا يستروحون ﴿ فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق. خالدين فيها مادامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد ﴾١.
١ - سورة هود. الآيتان: ١٠٦، ١٠٧.
﴿ عمد ﴾ جمع عمود.
﴿ ممددة ﴾ ممتدة متطاولة أعمدتها.
﴿ في عمد ممددة( ٩ ) ﴾ عمد اللهب طويلة، ممتدة تحيط بالمعذبين ﴿ إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها.. ﴾١.
فاللهم اصرف عنا عذاب جهنم يا عزيز يا غفار، وأدخلنا الجنة مع الأبرار، إنك أهل التقوى وأهل المغفرة.
١ - سورة الكهف. من الآية ٢٩..
سورة الهمزة
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الهُمَزة) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (القيامة)، وقد افتُتحت بإثبات الوَيْلِ لكلِّ مَن يطعن في المؤمنين ويَلمِزهم، والمقصودُ ابتداءً من هذا الخطابِ مشركو قُرَيش عندما كانوا يَعِيبون المسلمين؛ ليتركوا الإسلامَ، ويعُودُوا إلى الشِّرك.

ترتيبها المصحفي
104
نوعها
مكية
ألفاظها
33
ترتيب نزولها
32
العد المدني الأول
9
العد المدني الأخير
9
العد البصري
9
العد الكوفي
9
العد الشامي
9

* سورةُ (الهُمَزة):

سُمِّيت سورةُ (الهُمَزة) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {وَيْلٞ لِّكُلِّ هُمَزَةٖ لُّمَزَةٍ} [الهمزة: 1]، و(الهُمَزة): هو الذي يغتاب الناسَ، ويطعن فيهم.

 جزاء الطعَّان والعيَّاب للناس (١-٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /342).

تحذيرُ المشركين من الطعنِ في المؤمنين ولَمْزِهم طمعًا في أن يُلجِئَهم الملَلُ من أصناف الأذى إلى الانصراف عن الإسلام، والرجوع إلى الشرك.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /536).