تفسير سورة العاديات

تفسير العز بن عبد السلام

تفسير سورة سورة العاديات من كتاب تفسير العز بن عبد السلام المعروف بـتفسير العز بن عبد السلام.
لمؤلفه عز الدين بن عبد السلام . المتوفي سنة 660 هـ
سورة العاديات مكية أو مدنية " ع ".

١ - ﴿وَالْعَادِيَاتِ﴾ الخيل في الجهاد " ع " أو الإبل في الحجج قاله علي وابن مسعود رضي الله عنهما قال الشاعر.
(فلا والعاديات غداة جمع بأيديها إذا سطع الغبار)
من العَدْو وهو تباعد الأرجل في سرعة المشي ﴿ضَبْحاً﴾ حمحمة الخيل عند العَدْو أو شدة النفس عند سير الإبل قيل لا يضج بالحمحمة في العَدْو إلا الفرس والكلب وضج الإبل تنفسها أو ضجها بقول سابقها أح أح " ع ".
٢ - ﴿فَالْمُورِيَاتِ﴾ الخيل توري النار بحوافرها إذا جرت أو نيران المجاهدين إذا اشتعلت فأكثرت إرهاباً " ع " أو تهيج الحرب بينهم وبين عدوهم أو مكر الرجال في الحرب أو نيران الحجيج بمزدلفة أو الألسن إذا أقيمت بها الحجج وظهرت الدلائل فاتضح الحق قاله عكرمة.
٣ - ﴿فَالْمُغِيرَاتِ﴾ الخيل تغير على العدو ﴿صُبْحاً﴾ أي علانية تشبيهاً بظهور الصبح " ع " أي الإبل حين تغدوا صبحاً من مزدلفة إلى منى.
٤ - ﴿نَقْعاً﴾ غباراً أو النقع ما بين مزدلفة إلى منى أو بطن الوادي ولعله يرجع إلى الغبار المثار في هذا الموضع.
٥ - ﴿جَمْعاً﴾ جمع العدو حين يلتقي الزحف " ع " أو المزدلفة تسمى جمعاً لاجتماع الناس فيها وإثارة النقع في الدفع منها إلى منى قاله مكحول.
٦ - ﴿لَكَنُودٌ﴾ كنود قيل الذي يكفر اليسير ولا يشكر الكثير أو اللوام لربه يذكر المصائب وينسى النعم أو جاحد الحق قيل إنها سميت كندة لأنها جحدت أباها أو العاصي بلسان كندة وحضرموت أو البخيل بلسان مالك بن كنانة أو الذي ينفق نعم الله في معاصيه أو الذي يضرب عبده ويأكل وحده ويمنع رِفده قيل نزلت في الوليد بن المغيرة.
٧ - ﴿وَإِنَّهُ﴾ وإن الله تعالى شاهد على كفر الإنسان أو الإنسان شاهد على أنه كنود.
٨ - ﴿الْخَيْرِ﴾ الدنيا أو المال " ع " ﴿لَشَدِيدٌ﴾ لحب الخير أي زائد أو لشحيح بحق الله تعالى في المال " ح " فلان شديد أي شحيح.
٩ - ﴿بُعْثِرَ﴾ أخرج من فيها من الأموات أو قلب أو بحث.
١٠ -[٢٢٦ / أ] / ﴿وحصل﴾ ميز أو استخرج أو كشف.
480
سورة القارعة
مكية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

﴿القارعة (١) ما القارعة (٢) وما أدراك ما القارعة (٣) يوم يكون الناس كالفراش المبثوث (٤) وتكون الجبال كالعهن المنفوش (٥) فأما من ثقلت موازينه (٦) فهو في عيشةٍ راضية (٧) وأما من خفت موازينه (٨) فأمه هاوية (٩) وما أدراك ما هيه (١٠) نارٌ حامية (١١) ﴾
481
سورة العاديات
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (العاديَات) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (العصر)، وقد افتُتحت بقَسَم الله عز وجل بـ(العاديَات)؛ وهي: خيلُ الغُزَاة، أو رواحلُ الحَجيج، وذكَّرتْ بالآخرة، وذمَّتْ خِصالًا تؤدي بصاحبها إلى الخسران والنِّيران؛ منها الجحود، والطَّمَعُ في هذه الدنيا ومَلذَّاتها وشهواتها.

ترتيبها المصحفي
100
نوعها
مكية
ألفاظها
40
ترتيب نزولها
14
العد المدني الأول
11
العد المدني الأخير
11
العد البصري
11
العد الكوفي
11
العد الشامي
11

* سورة (العاديَات):

سُمِّيت سورة (العاديَات) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله عزَّ وجلَّ بـ(العاديَات)؛ قال تعالى: {وَاْلْعَٰدِيَٰتِ ضَبْحٗا} [العاديات: 1].

1. القَسَم على جحود الإنسان (١-٨).

2. مشهد البعث والحشر (٩-١١).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /299).

التذكيرُ بالآخرة، وذمُّ الخصالِ التي تؤدي إلى الخسران والنِّيران.

يقول ابنُ عاشور رحمه الله عن مقاصدها: «ذمُّ خصالٍ تفضي بأصحابها إلى الخسران في الآخرة، وهي خصالٌ غالية على المشركين والمنافقين، ويراد تحذيرُ المسلمين منها، ووعظُ الناس بأن وراءهم حسابًا على أعمالهم بعد الموت؛ ليتذكرَه المؤمن، ويُهدَّد به الجاحد.

وأُكِّد ذلك كلُّه بأن افتُتح بالقَسَم، وأدمج في القَسَم التنويه بخيلِ الغزاة، أو رواحلِ الحجيج». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /498).