تفسير سورة العاديات

تفسير النسفي

تفسير سورة سورة العاديات من كتاب مدارك التنزيل وحقائق التأويل المعروف بـتفسير النسفي.
لمؤلفه أبو البركات النسفي . المتوفي سنة 710 هـ
سورة العاديات مختلف فيها، وهى إحدى عشرة آية.

وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (١)
﴿والعاديات ضَبْحاً﴾ أقسم بخيل الغزاة تعدو فتضبح والضبح صوت أنفاسها إذا عدن وعن ابن عباس رضى الله عنهما أنه حكماه فقال أح أح وانتصاب ضَبْحاً على يضبحن ضبحا
فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (٢)
﴿فالموريات﴾ تورى نار الحباحب وهي ما ينقدح من حوافرها ﴿قَدْحاً﴾ قادحات صاكات بحوافرها الحجارة والقدح الصك والإيراء إخراج النار تقول قدح فأورى وقدح فأصلد وانتصب قدحا بما انتصب به ضبحا
فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (٣)
﴿فالمغيرات﴾ تغير على العدو ﴿صُبْحاً﴾ في وقت الصبح
فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (٤)
﴿فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً﴾ فهيجن بذلك الوقت غباراً
فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (٥)
﴿فَوَسَطْنَ بِهِ﴾ بذلك الوقت ﴿جَمْعاً﴾ من جموع الأعداء ووسطه بمعنى توسطه وقيل الضمير لمكان الغارة أو للعدى الذي دل عليه والعاديات وعطف فَأَثَرْنَ على الفعل الذي وضع اسم الفاعل موضعه
671
لأن المعنى واللاتى عدون فأورين فأغرن فأثرن وجوب القسم
672
إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (٦)
﴿إِنَّ الإنسان لِرَبّهِ لَكَنُودٌ﴾ لكفور أي إنه لنعمة ربه خصوصاً لشديد الكفران
وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (٧)
﴿وَإِنَّهُ﴾ وإن الإنسان ﴿على ذلك﴾ على كنوده ﴿لَشَهِيدٌ﴾ يشهد على نفسه أو وإن الله على كنوده لشاهد على سبيل الوعيد
وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (٨)
﴿وَإِنَّهُ لِحُبّ الخير لَشَدِيدٌ﴾ وإنه لأجل حب المال لبخيل ممسك أو إنه لحب المال لقوي وهو لحب عبادة الله ضعيف
أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (٩)
﴿أَفَلاَ يَعْلَمُ﴾ الإنسان ﴿إِذَا بُعْثِرَ﴾ بعث ﴿مَا في القبور﴾ من الموتى وما معنى من
وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (١٠)
﴿وَحُصِّلَ مَا فِى الصدور﴾ ميز ما فيها من الخير والشر
إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (١١)
﴿إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ﴾ لعالم فيجازيهم على أعمالهم من الخير والشر وخص يَوْمَئِذٍ بالذكر وهو عالم بهم في جميع الأزمان لأن الجزاء يقع يومئذ والله أعلم
سورة العاديات
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (العاديَات) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (العصر)، وقد افتُتحت بقَسَم الله عز وجل بـ(العاديَات)؛ وهي: خيلُ الغُزَاة، أو رواحلُ الحَجيج، وذكَّرتْ بالآخرة، وذمَّتْ خِصالًا تؤدي بصاحبها إلى الخسران والنِّيران؛ منها الجحود، والطَّمَعُ في هذه الدنيا ومَلذَّاتها وشهواتها.

ترتيبها المصحفي
100
نوعها
مكية
ألفاظها
40
ترتيب نزولها
14
العد المدني الأول
11
العد المدني الأخير
11
العد البصري
11
العد الكوفي
11
العد الشامي
11

* سورة (العاديَات):

سُمِّيت سورة (العاديَات) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله عزَّ وجلَّ بـ(العاديَات)؛ قال تعالى: {وَاْلْعَٰدِيَٰتِ ضَبْحٗا} [العاديات: 1].

1. القَسَم على جحود الإنسان (١-٨).

2. مشهد البعث والحشر (٩-١١).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /299).

التذكيرُ بالآخرة، وذمُّ الخصالِ التي تؤدي إلى الخسران والنِّيران.

يقول ابنُ عاشور رحمه الله عن مقاصدها: «ذمُّ خصالٍ تفضي بأصحابها إلى الخسران في الآخرة، وهي خصالٌ غالية على المشركين والمنافقين، ويراد تحذيرُ المسلمين منها، ووعظُ الناس بأن وراءهم حسابًا على أعمالهم بعد الموت؛ ليتذكرَه المؤمن، ويُهدَّد به الجاحد.

وأُكِّد ذلك كلُّه بأن افتُتح بالقَسَم، وأدمج في القَسَم التنويه بخيلِ الغزاة، أو رواحلِ الحجيج». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /498).