تفسير سورة العاديات

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

تفسير سورة سورة العاديات من كتاب الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم
لمؤلفه الكَازَرُوني . المتوفي سنة 923 هـ

لَمَّا ذكر أهوال القيامة أتبعها بتهديد من لا يستعد لها فقال: ﴿ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * وَ ﴾: خيول الغزاة ﴿ ٱلْعَادِيَاتِ ﴾: المسرعات ﴿ ضَبْحاً ﴾: أي: عدوا أو ذوي ضبح، وهو صوت أنفاسها عند عدوها ﴿ فَٱلمُورِيَاتِ ﴾: النار ﴿ قَدْحاً ﴾: بحوافرها في أرض ذات حجارة بالليل ﴿ فَٱلْمُغِيرَاتِ ﴾: على العدو ﴿ صُبْحاً * فَأَثَرْنَ ﴾: هيجن ﴿ بِهِ ﴾: أي: في الصبح ﴿ نَقْعاً ﴾: غبارا بعدوهنَّ ﴿ فَوَسَطْنَ بِهِ ﴾: أي: توسطن في الصبح ﴿ جَمْعاً ﴾: من العدو، وفسره عليٌّ بإبل الحاج في طريق عرفة وتمارى هو وابن عباس في ذلك ﴿ إِنَّ ٱلإِنسَانَ ﴾: جنسه ﴿ لِرَبِّهِ ﴾: أي لنعمة ربه ﴿ لَكَنُودٌ ﴾ كفور ﴿ وَإِنَّهُ ﴾: تعالى أو الإنسان ﴿ عَلَىٰ ذَلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ ٱلْخَيْرِ ﴾ أي: المال ﴿ لَشَدِيدٌ ﴾: أي: بخيل أو قوى ﴿ أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ ﴾: بعث ﴿ مَا فِي ٱلْقُبُورِ ﴾: من الموتى ﴿ وَحُصِّلَ ﴾: ميزوبين ﴿ مَا فِي ٱلصُّدُورِ ﴾: من الخير والشر، وخص أعمال القلب لأن الجوارح تتبعه ﴿ إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ ﴾: فيجازيهم على كفرهم، والله تعالى أعلم بالصواب - اللّهُمّ يَسِّرْ.
سورة العاديات
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (العاديَات) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (العصر)، وقد افتُتحت بقَسَم الله عز وجل بـ(العاديَات)؛ وهي: خيلُ الغُزَاة، أو رواحلُ الحَجيج، وذكَّرتْ بالآخرة، وذمَّتْ خِصالًا تؤدي بصاحبها إلى الخسران والنِّيران؛ منها الجحود، والطَّمَعُ في هذه الدنيا ومَلذَّاتها وشهواتها.

ترتيبها المصحفي
100
نوعها
مكية
ألفاظها
40
ترتيب نزولها
14
العد المدني الأول
11
العد المدني الأخير
11
العد البصري
11
العد الكوفي
11
العد الشامي
11

* سورة (العاديَات):

سُمِّيت سورة (العاديَات) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله عزَّ وجلَّ بـ(العاديَات)؛ قال تعالى: {وَاْلْعَٰدِيَٰتِ ضَبْحٗا} [العاديات: 1].

1. القَسَم على جحود الإنسان (١-٨).

2. مشهد البعث والحشر (٩-١١).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /299).

التذكيرُ بالآخرة، وذمُّ الخصالِ التي تؤدي إلى الخسران والنِّيران.

يقول ابنُ عاشور رحمه الله عن مقاصدها: «ذمُّ خصالٍ تفضي بأصحابها إلى الخسران في الآخرة، وهي خصالٌ غالية على المشركين والمنافقين، ويراد تحذيرُ المسلمين منها، ووعظُ الناس بأن وراءهم حسابًا على أعمالهم بعد الموت؛ ليتذكرَه المؤمن، ويُهدَّد به الجاحد.

وأُكِّد ذلك كلُّه بأن افتُتح بالقَسَم، وأدمج في القَسَم التنويه بخيلِ الغزاة، أو رواحلِ الحجيج». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /498).