تفسير سورة العاديات

كتاب نزهة القلوب

تفسير سورة سورة العاديات من كتاب كتاب نزهة القلوب
لمؤلفه أبى بكر السجستاني .

﴿ وَٱلْعَادِيَاتِ ضَبْحاً ﴾: الخيل. والضبح: صوت أنفاس الخيل إذا عدت، ألم تر إلى الفرس إذا عدا يقول: اح اح، يقال: ضبح الفرس والثعلب وما أشبههما. والضبح والضبع أيضا: ضرب من العدو. ﴿ فَٱلمُورِيَاتِ قَدْحاً ﴾: الخيل تورى النار بسنابكها إذا وقت على الحجارة. ﴿ فَٱلْمُغِيرَاتِ صُبْحاً ﴾: من الغارة، وكانوا يغيرون عند الصبح. والأغارة: كبس القوم وهم غارون لا يعلمون. وقيل إنها كانت سرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم الى بني كنانة، وأبطأ عليه خبرها فنزل عليه الوحي بخبرها في ﴿ وَٱلْعَادِيَاتِ ﴾.
وذكر أن علي بن أبي طالب رضوان الله عليه كان يقول: العاديات هي الإبل، ويذهب إلى وقعة بدر، وقال: ما كان معنا يومئذ إلا فرس المقداد بن الأسود. ﴿ نَقْعاً ﴾ أي غبارا.
﴿ كَنُودٌ ﴾ أي كفور، يقال: كند النعمة، إذا كفرها وجحدها.
سورة العاديات
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (العاديَات) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (العصر)، وقد افتُتحت بقَسَم الله عز وجل بـ(العاديَات)؛ وهي: خيلُ الغُزَاة، أو رواحلُ الحَجيج، وذكَّرتْ بالآخرة، وذمَّتْ خِصالًا تؤدي بصاحبها إلى الخسران والنِّيران؛ منها الجحود، والطَّمَعُ في هذه الدنيا ومَلذَّاتها وشهواتها.

ترتيبها المصحفي
100
نوعها
مكية
ألفاظها
40
ترتيب نزولها
14
العد المدني الأول
11
العد المدني الأخير
11
العد البصري
11
العد الكوفي
11
العد الشامي
11

* سورة (العاديَات):

سُمِّيت سورة (العاديَات) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله عزَّ وجلَّ بـ(العاديَات)؛ قال تعالى: {وَاْلْعَٰدِيَٰتِ ضَبْحٗا} [العاديات: 1].

1. القَسَم على جحود الإنسان (١-٨).

2. مشهد البعث والحشر (٩-١١).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /299).

التذكيرُ بالآخرة، وذمُّ الخصالِ التي تؤدي إلى الخسران والنِّيران.

يقول ابنُ عاشور رحمه الله عن مقاصدها: «ذمُّ خصالٍ تفضي بأصحابها إلى الخسران في الآخرة، وهي خصالٌ غالية على المشركين والمنافقين، ويراد تحذيرُ المسلمين منها، ووعظُ الناس بأن وراءهم حسابًا على أعمالهم بعد الموت؛ ليتذكرَه المؤمن، ويُهدَّد به الجاحد.

وأُكِّد ذلك كلُّه بأن افتُتح بالقَسَم، وأدمج في القَسَم التنويه بخيلِ الغزاة، أو رواحلِ الحجيج». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /498).